ناجح إبراهيم: المشاركة فى الانتخابات غير مناسبة للجماعة والبرادعى شخصية غامضة والحوادث الطائفية لا علاقة لها بالإسلام

الخميس، 28 أكتوبر 2010 09:35 م
ناجح إبراهيم: المشاركة فى الانتخابات غير مناسبة للجماعة والبرادعى شخصية غامضة والحوادث الطائفية لا علاقة لها بالإسلام د.ناجح إبراهيم
حوار - شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد سنوات من العزلة بدأت الجماعة الإسلامية تظهر فى الحياة العامة من خلال تصريحات تعلن فيها موقفها فى القضايا العامة بما يعتبره البعض مرحلة جديدة تؤسس فيها الجماعة لمبادرة اجتماعية سياسية هى الأولى منذ إطلاقها مبادرة وقف العنف، يعتمد مضمونها الأساسى على المشاركة بالرأى والحوار فيما يدور مع إبعاد الحركة الإسلامية عن الانتخابات والمنافسة السياسية، التى يمكن أن تخصم من رصيد الدعوة. وقد كان للجماعة رأيها فى الحراك السياسى الذى ترى توجيهه للحريات العامة وعدم قصره على المنافسة السياسية، كما أدلت الجماعة برأيها فى قضية البرادعى ومطالبه السبعة، واشتبكوا مع أزمة الاحتقان الطائفى، «اليوم السابع» التقت د.ناجح إبراهيم منظر الجماعة الإسلامية والرجل الثانى والمتحدث الرسمى باسمها ليكشف توجه الجماعة ورؤيتها فى القضايا الجدلية الحالية.

◄◄ المتابع لبيان الجماعة الإسلامية الأخير يكتشف أنكم بصدد مرحلة جديدة وتتجهون للمشاركة المجتمعية بأسلوب جديد؟
- ليست مرحلة جديدة بالمفهوم الزمنى لكنها تأسيس وامتداد لما بدأناه منذ إطلاق مبادرة وقف العنف وإصدار المراجعات الفقهية والفكرية، ونحاول التأكيد على المفاهيم التى أرستها المبادرة لأنها ليست مرحلة زمنية وانتهت، ولا استراحة محارب، أو مكيدة أو خدعة، وكذلك ليست مرتبطة بشخص، لكنها منهج ممتد يعبر عن قناعة فكرية وشرعية، وطرح استراتيجى بديل للعلاقة بين الحركة الإسلامية والدولة يؤصل للمشاركة وينبذ المواجهة والصدام، ويدعو للمعايشة والحوار وينبذ الخلاف والتنافر، ويحبب فى الوحدة والتعاون.

◄◄ وهذه المرحلة تعتمد على طرفين أحدهما النظام.. فكيف ستتعاملون معه؟
- وضعنا إطارات عامة من 13 بندا لتحويل العلاقة بين الحركة الإسلامية والدولة من سياسة الإحلال والاستبدال إلى سياسة المشاركة والتعايش، تحتاج للتفعيل من الحركة الإسلامية والدولة معاً، بدلا من تهميش الدولة وإقصائها للحركة الإسلامية، أو محاولة الحركة إحلال نفسها مكان الدولة، وهى فكرة يصلح البناء عليها وتطويرها.

◄◄ معنى هذا أن لديكم رؤية فى كيفية المشاركة السياسية خلال السنوات القادمة؟
- المشاركة السياسية للجماعة الإسلامية غير مناسبة على الإطلاق حاليا، ولن تكون فعالة وناجحة إلا إذا توقفت الحرب الباردة بين الحكومة والحركة الإسلامية، وسادت حالة من التفاهم بينهما، والواقع السياسى الحالى لا يقبل حتى الآن الحركة الإسلامية كمنافس سياسى حقيقى.

◄◄ هل يعنى هذا أنه ليس من حق الإسلاميين الوصول للسلطة؟
- الإسلاميون كغيرهم من حقهم السعى إلى السلطة من خلال الطرق السلمية وانتخابات ديمقراطية، لكنهم فى ظل الأوضاع الراهنة لن يصلوا، وإن وصلوا إليها سيجبرون على تركها بالقوة، وسيضيق عليهم وسيجهض مشروعهم وستسعى أمريكا وأوربا ومن خلفهم إسرائيل فى إفشالهم وتكبيلهم وحصارهم، وهى تجربة تكررت كثيرا قديما وحديثا، وأهدرت فيها أعمار وطاقات وأموال، وكبدت فيها الحركة خسائر باهظة، وتجربة حبست الحركة وأسرتها خلف جدران المعتقلات لسنوات طوال، وأعادت الحركة إلى الوراء لعقود وأصابتها بالجمود وأثرت على مسيرة تطورها ورقيها واندماجها فى المجتمع، لكن للأسف الشديد نحن لا نتعلم من تجارب الماضى، ولا نريد التسليم بالحقائق ونرفض التعامل مع الواقع بما يحقق مصلحة الأوطان من جهة والحركة الإسلامية من جهة أخرى، وهذا الرأى نراه مناسباًً للجماعة الإسلامية.

◄◄ لمن ستصوت الجماعة الإسلامية فى الانتخابات المقبلة؟
- فى كل حزب من الأحزاب ومن المستقلين أناس صالحون يستطيعون خدمة الوطن والسعى فى حوائج أبناء دائرتهم، أرجو أن يختار كل واحد منا أصلح الموجودين فى دائرته، علينا أن نختار من هو أقرب إلى الصلاح والذى لا يستخدم هذه المكانة لأغراض شخصية أو لمزيد من الغنى أو لحماية نفسه من المساءلة القانونية، وليس بالضرورة أن يكون هذا الشخص إسلاميا، فقد يكون شخصا عاديا، فإن كان قوياً وقادرا وإسلامياً فذلك أولى، وإن كان إسلاميا ولا يستطيع خدمة أحد لسبب أو آخر فليختر أقربهم إلى الصلاح وأقواهم على خدمة الوطن وأبناء دائرته.

◄◄ وما موقف الجماعة من د.البرادعى والترشيح للرئاسة؟
- نحترم الدكتور البرادعى كشخصية مصرية علمية وصلت لمنصب مرموق فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونحترم رغبة أى مواطن مصرى فى الترشح للرئاسة، لكننا لا نساهم فى ترجيح كفة هذا المرشح أو ذاك ولا نجمع توقيعات لأحد، وننتظر ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات، لكن أيا كان الرئيس القادم لمصر، سنمد له يد المشاركة والتعاون للحفاظ على الموجود من الشريعة والدين والدعوة إلى الخير، ولمحاولة إيجاد المفقود منه، أما الصراع مع الحكام فسيضيع الموجود من الشريعة والدعوة ولن يأتى بالمفقود منها، وسنقوم بدورنا الذى رسمناه منذ البداية كحركة إسلامية تدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.

◄◄ وكيف ترون فرص البرادعى للوصول إلى الرئاسة؟
- فرصة د.البرادعى تكاد تكون معدومة، كما أن شخصيته الحقيقية غامضة حتى على من حوله، وآراؤه فى القضايا المصيرية غير معروفة، وأولها رأيه فى الصراع العربى الإسرائيلى، وهذا ما قاله كل من حوله ممن تحالفوا معه فى البداية ثم فضوا تحالفهم معه.

◄◄ وهل تؤيد انضمام الحركات الإسلامية للبرادعى فى تحركاته وتجمع له التوقيعات؟
- أرجو ألا تتورط الحركة الإسلامية فيما يسمى العصيان المدنى الذى قد يدعو إليه البرادعى وكفاية وغيرهما، لأنه سيدعو إليه وهو فى الخارج، وفى مأمن من كل شىء، فله حصانات متعددة معروفة، والآخرون لن يحدث لهم شىء، أما الحركة الإسلامية فستتحمل تبعات هذا الأمر كله وستدفع ضريبته كاملة، وعلى الحركة الإسلامية أن تمتنع عن لعب دور «مقاول أنفار» للآخرين، وعلى الآخرين ألا يعتبروها مجرد مقاول أنفار لهم، حتى إذا حصلوا على ما يريدون تركوهم يذهبون إلى السجون والمعتقلات.

◄◄ هل يعنى هذا أنكم لا تؤيدون مطالب القوى الوطنية التى تجمع لها التوقيعات حاليا؟
- المطالب السبعة تعد مطالب عادلة ستفيد البلد، لكنى ضد أن تعمل الحركة الإسلامية مقاول أنفار لأحد، تجمع له التوقيعات، وتتحمل عنه التبعات، وتزج بأبنائها فى السجون من أجله، حتى إذا جاء إلى الحكم تنكر لها، ورفع غيرها على عروش الفكر والثقافة والإعلام والسياسة، لا نريد أحداً يصعد على جراحاتنا وآلامنا وآهاتنا ومآسى أسرنا.

◄◄ طالبتم الدولة باستعادة سلطاتها.. كيف ولماذا تطلبون هذا.. هل فقدت الدولة سلطاتها؟
- لقد استغلت الكنيسة فى الفترة الماضية الظروف الدولية والإقليمية والمحلية أسوأ استغلال، وقامت بابتزاز الدولة أسوأ ابتزاز، وظنت أن الدولة ضعيفة، وهذا فهم خاطئ جدا وضار جدا بالكنيسة قبل غيرها، واستغلت الكنيسة هذه الظروف فى تحقيق بعض المكاسب الطائفية غير المشروعة، والتى تؤدى إلى مزيد من الاحتقان، إنها تمس وجود الغالبية المسلمة فى مصر وتستهدف حقوقها، والدولة مطالبة ببسط سيادتها على مؤسساتها ومن ضمنها مؤسسة الكنيسة، ومطالبة باستعادة هيبتها وإنفاذ قانونها وتطبيقه على الجميع، ونرى أن تهاون الدولة ليس فى صالح الأقباط على المدى المنظور، بل إن قوة الدولة وسيادة القانون حماية للأقباط قبل المسلمين فى حال حدوث فتنة - لا قدر الله - نتيجة الشحن الطائفى المتصاعد من بعض الأصوات القبطية المتطرفة.

◄◄ وكيف تقيم ما يحدث مؤخرا فيما يتعلق بحالات الاحتقان الطائفى؟
- تطرف الكنيسة الذى تزايد فى الفترة الأخيرة يوما بعد يوم أدى إلى سخط الأغلبية المسلمة، وسيضر الكنيسة والوطن، لقد تركت الكنيسة مهمتها وهى الاهتمام بالجانب الروحى لتلعب فقط فى الملعب السياسى وبطريقة الجماعات السياسية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة