فى الذكرى الـ99 لـ"وعد بلفور".. النائب اليهودى "روتشيلد" كلمة السر وراء "الوعد المشؤوم".. أغرى حكومة التاج البريطانى بـ"الدعم المادى" مقابل الحصول على "ما لا يستحق" من وطن مزعوم لليهود

الأربعاء، 02 نوفمبر 2016 10:34 ص
فى الذكرى الـ99 لـ"وعد بلفور".. النائب اليهودى "روتشيلد" كلمة السر وراء "الوعد المشؤوم".. أغرى حكومة التاج البريطانى بـ"الدعم المادى" مقابل الحصول على "ما لا يستحق" من وطن مزعوم لليهود وعد بلفور و روتشيلد
كتب: هاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم الأربعاء الذكرى 99 على وعد "بلفورد" المشئوم وعلى الرغم من أنها رسالة مكتوبة بالحبر الأسود أرسلها وزير الخارجية البريطانى ارثر جميس بلفور وجاء فيها وعد مباشر منه باسم الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومى لليهود على أرض فلسطين، إلا أنها غيرت مجرى التاريخ فى الشرق الأوسط وكانت اللبنى الأولى لإنشاء دولة الاحتلال الإسرائيلى عام 1948.

 

والمعروف على مدار التاريخ هو لماذا سمى الوعد بهذا الاسم وما هدفه لكن الكثير لا يعرف لمن أرسل هذا الخطاب، والمرسل إليه هو اللورد "ليونيل دى روتشيلد" أول يهودى يصبح نائبا بالبرلمان البريطانى.

 

روتشيلد
روتشيلد

 

و"ليونيل روتشيلد" هو المسئول عن فرع عائلة روتشيلد فى إنجلترا، وهى أسرة مصرفية يهودية، أصلها من مدينة فرانكفورت الألمانية، كما أن ليونيل أول عضو يهودى فى البرلمان الإنجليزى، وزعيم الطائفة اليهودية الإنجليزية.

 

واشترك "روتشيلد" فى عمليات مالية مهمة، من بينها تدبير قرض قيمته 16 مليون جنيه لتمويل حرب القرم، كما قدم ليونيل التمويل اللازم لبينجامين دزرائيلى رئيس وزراء بريطانيا، الذى كانت تربطه به صداقة وثيقة، لشراء نصيب مصر فى أسهم قناة السويس عام 1875، وهى عملية تمت فى كتمان وسرية تامة بعيدا عن الخزانة البريطانية، ولم يبلغ البرلمان البريطانى بها إلا بعد إتمامها.

 

ولا شك فى أن مساهمة بيت روتشيلد فى تقديم القروض للخديوى إسماعيل ولأعيان مصر، وما تبع ذلك من تضخم المديونية المالية لمصر ثم ما جر ذلك وراءه من امتيازات أجنبية ثم تدخل بريطانى فى آخر الأمر بحجة حماية الخديوى توفيق من الثورة العرابية، كل ذلك تم فى إطار المصالح الإمبريالية الرأسمالية التى كانت تسعى لفصل أهم أجزاء الإمبراطورية العثمانية عنها تمهيدا لتحطيمها وتقسيمها.

 

تقرب ليونيل إلى كل من "حاييم وايزمان" -أول رئيس لإسرائيل فيما بعد- و"ناحوم سوكولوف"، اللذان نجحا فى إقناعه بالسعى لدى حكومة بريطانيا لمساعدة اليهود فى بناء وطن قومى لهم فى فلسطين.

وعد بلفور
وعد بلفور

 

وكان ليونيل روتشيلد يرى أن الوجود الصهيونى فى فلسطين لابد أن يأخذ شكل دولة لا شكل وطن قومى وحسب، وأن هذا يخدم مصالح الإمبراطورية البريطانية، ومن ثم مصالح عائلة روتشيلد. ولذلك سعى ليونيل لاستصدار التعهد البريطانى المعروف باسم وعد بلفور، وعند إصدار وعد بلفور، كان روتشيلد رئيسا شرفيا للاتحاد الصهيونى لبريطانيا وأيرلندا.

 

و بعد ذلك سعى ليونيل إلى إنشاء فيلق يهودى داخل الجيش البريطانى خلال الحرب العالمية الأولى، وتولى مسئولية الدعوة إلى هذا الفيلق، الذى دخل فلسطين مع الجيش البريطانى، وجمع المتطوعين لهذا الفيلق "جيمس أرماند روتشيلد" (1878-1957م)، كما تولى هذا الأخير رئاسة هيئة الاستيطان اليهودى فى فلسطين، وتولى والده تمويل بناء المستوطنات والمشاريع المساعدة لاستقرار اليهود فى فلسطين، ومن أهم المشروعات القائمة حتى اليوم مبنى الكنيست الإسرائيلى فى القدس.

 

وحين صدر الوعد كان تعداد اليهود فى فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان. أى ما يعادل  3000 يهودى وقد أرسلت الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطانى فلسطين، والآن بلغ تعداد اليهود فى فلسطين حوالى 7 مليون ونصف يهودى.

 

صيغة الوعد واضحة تماما وهى حكومة جلالة الملك تؤكد أنها تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومى سيضم "الشعب اليهودى"، أى أنه اعترف باليهود لا كلاجئين أو مضطهدين مساكين، كما أن الهدف من الوعد ليس هدفا خيريا ولكنه هدف سياسى استعمارى.

 

كما أن هذه الحكومة التى أصدرت الوعد لن تكتفى بالأمنيات وإنما سوف تبذل ما فى وسعها لتيسير تحقيق هذا الهدف. هذا هو الجوهر الواضح للوعد.

 

من جانبهم ، نظم الاتحاد الديمقراطى الفلسطينى (فدا) تظاهرة احتجاجية فى ذكرى الـ(99) لوعد بلفور، بحضور كافة القوى الوطنية والإسلامية وعدد من قيادة حزب (فدا) من قطاع غزة، وذلك فى ميدان النجمة وسط مدينة رفح تخللها إطلاق بالونات سوداء.

 

وفى كلمة الاتحاد الديمقراطى الفلسطينى (فدا) التى ألقاها عضو اللجنة المركزية لـ(فدا) عامر الجعب، والتى أكد فيها على أن الشعب الفلسطينى ورغم طول السنين وكل المؤامرات التى حيكت وما زالت إلا أنه متمسك بأرضه ومتمسك بحقوقه الوطنية، وأنه لا يقبل بأ حال من الأحوال إلا بعودة كافة الحقوق الوطنية.

 

وطالب الحكومة البريطانية العمل على إصلاح هذا الخلل الأخلاقى والجرم التاريخى بحق شعبنا وأن تعتذر من شعبنا وأن تعمل على الاعتراف بكافة حقوق شعبنا الفلسطينى كاملة وغير منقوصة وفى المقدمة حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.

 

وشدد عضو اللجنة المركزية لـ(فدا) على أهمية التمسك بالهوية الوطنية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ، والعمل على إصلاح وترتيب كاف المؤسسات الوطنية وأن تبقى منظمة التحرير هى عنوان النضال وكفاح شعبنا على مر العصور .









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة