الحكم.. طرد بركات.. خطة البدرى.. أسقطوا الأهلى فى رادس

الجمعة، 22 أكتوبر 2010 01:04 ص
الحكم.. طرد بركات.. خطة البدرى.. أسقطوا الأهلى فى رادس جماهير الأهلى.. يافرحة ماتمت
رسالة تونس- محمد ربيع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الظلم وحده كفيل بقتل كل محاولة للنجاح، وإذا اجتمع معه الغباء الكروى وسوء الإدارة، فإن السقوط والفشل حتمى دون تفكير.

ودع الأهلى نصف نهائى دورى أبطال أفريقيا بعد الهزيمة بهدف نظيف من الترجى التونسى فى مباراة الإياب.

ودع الفريق الأحمر البطولة بظلم «فج» من الغانى جوزيف لامبتى حكم المباراة، وبغباء كروى غير مبرر من محمد بركات لاعب خط وسطه، وبسوء إدارة معتاد من حسام البدرى المدير الفنى للأهلى.

التأهل إلى نهائى دورى الأبطال كان سيكمم أفواه المعارضين، ويجعل البدرى عبقريًا فذًا اقترب بفريقه من حصد اللقب متغلبًا على الإصابات المتعددة التى ضربت صفوفه، ومتفوقًا على خصم عنيد، يقوده مدرب خبير محنك.

كان التأهل كفيلاً أيضًا بإنقاذ البدرى من عواصف الانتقادات التى يتعرض لها يوميًا، بسبب تراجع أداء ونتائج الفريق فى المسابقة المحلية، ولربما جاءت الأقلام الحمراء لتحاول «رغم أنف الجماهير» صناعة أسطورة للمدرب الذى اشتهر بلقب «الجزار» حين كان لاعبًا، كما فعلت مع سلفه البرتغالى مانويل جوزيه.

الهزيمة جاءت لتزيد أوجاع وآلام الجماهير الحمراء، التى كانت تمنى نفسها بانتصار أفريقى يرفع غمتها المحلية، وبفوز يجلعها «تقتنع» بحسام البدرى كمدير فنى، وبعدم إفلاس هذا الجيل من اللاعبين.

أكثر المتشائمين لم يتوقع سيناريو بداية المباراة، هدف فى الدقيقة الثانية من عمر المباراة، وطرد فى الدقيقة 30، وحكم ظالم يُمارس شتى أنواع الإرهاب الكروى.

لم تتح بداية المباراة غير المتوقعة، فرصة لقراءة طريقة لعب الفريقين.. لاعبو الأهلى، انصرفوا عن اللقاء رغمًا عنهم، بعد الهدف الكوميدى الذى سجله النيجيرى إينرامو بيده على مرأى ومسمع من حكم الساحة ومن مساعده الذى أصابه عمى مؤقت وقت تسجيل الهدف.
بعد الدقيقة العاشرة من المباراة، بدأت معالم المباراة تتضح.. الترجى اعتمد على الضغط على دفاعات الأهلى فور تسلم لاعبيه الكرة على أمل استغلال تمريرة خاطئة من أحد اللاعبين والانفراد بالحارس المهزوز شريف إكرامى.

السلاح الثانى، الذى لعب عليه فوزى البنزرتى المدير الفنى للترجى هو الحصول على ضربات حرة مباشرة فى منتصف ملعب الفريق المصرى، مستغلاً تفوق لاعبيه بدنيًا وسوء تمركز مدافعى بطل مصر، وعدم إجادة إكرامى التعامل مع هذه الكرات.

أمّا الأهلى، فاتضح منذ الدقيقة الأولى، اعتماده على الكرات الطولية من ظهيرىْ الجنب معوض وعبدالفضيل صوب محمد ناجى «جدو» الذى كان يستغل الفراغات الموجودة خلف مدافعى الترجى على أمل الوصول لمرمى الفريق التونسى.

خرج لاعبو الفريق المصرى عن أجواء المباراة، وأمام الأرهاب الكروى الذى مارسه الحكم الغانى جوزيف لامبتى شعر لاعبو الأهلى بعدم قدرتهم على التعويض.. كل كرة مشتركة تذهب للفريق التونسى، وكل المخالفات تسير فى اتجاه واحد.

فى الدقيقة 30، زادت المعاناة، فبعد فاصل من الالتحامات بين لاعبى الفريقين حصل محمد بركات على بطاقة حمراء لتزداد المهمة تعقيدا.

تغيرت الدوافع والرغبات وتغير كل شىء أمام هذه الكوارث المتلاحقة.. كان الأهلى يبحث عن الحفاظ على التعادل، فباغته الترجى بهدف مشكوك فى صحته، ثم بحث عن إدراك التعادل، فجاء الحكم ليقضى على كل آماله بقرارات غريبة، وكان البدرى يمنى نفسه ببعض الحلول الفردية من أقدام لاعبيه الموهوبين فجاء الطرد لمحمد بركات فى الدقيقة 30.

بعد الطرد، وحتى نهاية الشوط الأول، لم ينجح الأهلى فى تهديد مرمى أصحاب الأرض, ولم يتدخل البدرى لإحداث أى تغيير لينتهى الشوط الأول بتقدم الترجى.

جاء الشوط الثانى، وظهر جليًا تأثر وسط الملعب بطرد محمد بركات، وتدخل البدرى وليته ما تدخل، قام المدرب بتغيير «كشف وسط الملعب» ومنح لاعبى الترجى خاصة القربى فرصة للعب دون ضغوط بعد أن قام بسحب سيد معوض وإشراك محمد فضل.

عقب التغيير، تبدلت ملامح الأهلى نهائيًا.. اتجه أحمد فتحى ليلعب فى الجبهة اليمنى، وترك منتصف الملعب يرتع فيه لاعبو الترجى أمام ارتباك حسام عاشور وتراجع مستوى غالى.
وذهب شريف عبدالفضيل إلى الجبهة اليسرى، ليقوم بدور لم يُفلح فيه محليًا، وأثبت ألف مرة أنه غير جدير به.

تاه فضل فى الهجوم، ولم يقم جدو بالنزول قليلاً خلف فضل ليوزع الكرات، وقل مجهوده بمرور الوقت ليصبح الأهلى مهلهلاً بلا وسط يستخلص الكرات ويقوم بصناعة الهجمات، وبظهير أيسر يجيد اللعب فى كل مراكز الملعب عدا هذا المركز

التغيير لم يكشف وسط ملعب الأهلى فحسب، ولكن كان له تأثير سلبى خارق على لياقة لاعبى الفريق الأحمر، لأن محمد فضل «ارتكز» فى منطقة جزاء المنافس، ولم ينزل لمنتصف الملعب مما وسع الفجوة بين الخطين الأماميين.

الآن، لم يعد الحكم فقط فى دائرة الاهتمام بظلمه للأهلى، ووأده كل محاولات الفريق المصرى للعودة، ولكن جاء بركات الذى تسبب بخطأ ساذج لا يليق بلاعب فى مكانته ليدخل قفص الاتهام، وانضم إليهما حسام البدرى بأخطائه المعهودة والمتكررة.
من الدقيقة 50 وحتى الدقيقة 65، اعتمد الأهلى على مثلث هجومى مقلوب، رأسه الثنائى محمد فضل وجدو وخلفهما أبوتريكة الذى استمر أداؤه دون المستوى المنتظر، تراجع الأداء، وكان هذا منطقيًا، بعد تغيير البدرى الأول.

وجاءت ثانى لمسات المدرب المصرى ليقوم بسحب أبوتريكة وإشراك شهاب الدين أحمد فى تغيير ظاهره «الذكاء»، شهاب يمتلك سلاحًا يفتقده الأهلى وهو التصويبات المتقنة التى تصيب المنافسين فى «مقتل»، ولكنه سلاح لم ينجح فى استخدامه حيثُ لم تتهيأ له الكرة إلا مرة وحيدة على حافة منطقة الجزاء، واستبسل مدافعو الترجى لإبعادها.

على فترات متباعدة، عاد الحكم للظهور مرة أخرى، ولكن ظهوره هذه المرة كان أكثر سلبية حيث تغاضى عن ضربة جزاء مؤكدة لجدو، حيث تعرض اللاعب للدفع داخل منطقة الجزاء ولكن الحكم اكتفى باحتساب مخالفة من خارج منطقة الجزاء سددها أبوتريكة بعيدًا.

انضم إلى الحكم فى إرهابه الكروى لاعبو الترجى بمجموعة من التدخلات العنيفة، وتعمُد إضاعة الوقت ليصبح لاعبو الأهلى داخل الميدان بلا مدرب يقودهم خارج الخطوط، ولا قاض عادل ينصرهم داخل الملعب.

وحاول لاعبو الأهلى فى اللحظات الأخيرة شن هجمات مباغتة من أجل البحث عن هدف هدية من السماء، على غرار ما حدث فى نهائى 2006 على نفس الملعب أمام الصفاقسى التونسى بالهدف الشهير لمحمد أبويك، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل فى ظل طريقة التوانسة المعروفة فى إضاعة الوقت مع سلبية واضحة للحكم الغانى الذى أطلق بعدها صافرة النهاية، معلنا فوز الترجى بهدف وتأهله للمباراة النهائية لمواجهة مازيمبى الكونجولى، وأصبحت المحصلة النهائية هى خروج الأهلى «صفر اليدين».. وتبخر حلم التأهل إلى النهائى الأفريقى للعام الثانى على التوالى، وضاع حلم العودة إلى المشاركة فى بطولة كأس العالم للأندية المقبلة المقرر إقامتها فى الإمارات.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة