قرية أبو جريدة التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياط، تتسم حياتها بالبساطة والهدوء والتقشف قرية لا يعرفها احد فى دمياط إلا عندما يسمعون عن إقامة أكبر مجمع لتجميع القمامة فى محافظة دمياط على مساحة نحو 25 فدانا، كما بدأ إسم القرية يتردد عقب تخصيص 98 فدانا لجامعة دمياط لتكون مركز أبحاث وتجارب لكلية الزراعة بالجامعة ومع نهاية العام الماضى إستيقظت دمياط بل ومصر أجمعها على خبر هروب مستريح جمع 20 مليونا من 28 شخصاُ من أهالى قريته والعزب المجاورة من أجل استثمارها مقابل ربح شهرى ضعف ما يحصل عليه المتعاملين مع البنوك وسط تساؤلات من أين تلك الأموال وكيف تضييع بتلك السهولة.
من المفارقات الغربية أن القرية تتسم بالتدين وينتشر فيها جنباً الى جنب السلفيين والمتصوفين وعلى الرغم من ذلك فاستثمار المال لا يعد بالنسبة لهم ربا بل هو مصلحة لا شبهة فيها ولا حرام .
محمد أحد الضحايا
أحد الضحايا: "أمى ماتت بحسرتها بعد ضياع 730 ألف جنيه"
يقول محمد حسن شاهين، من قرية أبو جريدة التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياط ، ذات يوم جانى "محمد عيد يوسف" وعرض على استثمار أموالى فى شركته بالميناء، وبالفعل دفعت له 100 ألف جنيه وأعطانى ربح بعد شهر 7 آلاف جنيه، ثم أعطته 100 ألف أخرى، ثم 80 ألف ليصل إجمالى المبلغ 280 ألف جنيه وحصلت على إجمالى أرباح 90 ألف جنيه وبعدها توقف عن دفع الأرباح الشهرية وبدأ يتهرب منى.
وتابع، شاهين: والدتى أعطت له مبلغ 450 ألف جنيه لكى يقوم بتشغيلهم ولم تتحمل الصدمة لانها لم تحصل على أى أرباح .
مضيفا: والدتى لم تتحمل الصدمة وتدهورت حالتها الصحية يوما بعد يوم ولم نترك طبيباً إلا وذهبنا له سواءً فى دمياط أو المنصورة وشخص الأطباء مرضها بانها زعل شديد لم تستطيع التكيف معه وظلت فترة لا تغادر فراشها حتى توفاها الله ومن يومها وأنا جوايا نار قايدة علشان أمى وعشان فلوسنا اللى راحت.
وطالب، شاهين الجهات المعنية بسرعة القبض على المتهمين الهاربين وتقديمهم للعدالة من اجل إستعادة حقوقنا قائلا الفلوس دى إحنا تعبنا فيها وإتغربنا وشقينا وقولنا نشغلها ونرتاح أحسن من الغربة ولكن صدمنا أبناء قريتنا وأستولوا على تعب السنين فروا هاربين.
معروف أحد الضحايا
حمودة : "مش عاوز غيرحقى 2 مليون و850 ألف جنيه شقى العمر ضاع فى لحظة"
وجدى حمودة من قرية أبو جريدة التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياط يقول سمعت عن محمد عيد يوسف وأبوه وعمه يعملون بميناء دمياط وعندما تحدثت معه قائلا هل لديكم مصالح فى الميناء فقال أيو بنعمل مصالح مواد غذائية وبضائع وشغل واسع على مستوى الجمهورية فسالته النظام إزاى فقال إحنا بنصفى شغلنا كل شهر وبنوزع من 600 وحتى 800 جنيه على كل 10 آلاف جنيه شهرياً.
مضيفاً دفعت 2 مليونا و810 ألف جنيه وحصلت على أرباح لمدة 6 شهور.
وتابع فى 27 ديسمبر الماضى قال لى لدينا مصلحة كبيرة هنشترى حاويات وبمجرد ما بخصلها بصفى حسابتنا وبوزع الارباح على طول وبالفعل دفعت له 150 ألف جنيه وبدأت أعطيه الفلوس يشغلها فى موضوع الحاويات وبعد اسبوع أو 10 أيام يقول لى انا صفيت أرباحى وخد أرباحك.
وتابع بمجرد انتشار خبر أنه اختفى فقمت بالذهاب لمباحث الأموال العامة بمديرية أمن دمياط وحررت ضده محضرا .
وطالب حمودة أنا مش عاوز غير فلوسى وعندى استعداد أتنازل عن البلاغ والأرباح التى حصلت عليها لمدة 6 أشهر مقابل استرجاع حقى.
أحد ضحايا المستريح
احد الضحايا: "سحبت فلوسى من البنك علشان بيعطوا ربح أكتر من الفائدة البنكية".
ويضيف الداودى حمودة من قرية أبو جريدة محمد عيد يسف عرض عليه استثمار فلوسى معاه لانه بيشتغل فى الميناء وبيتاجر فى المواد الغذائية والحاويات وبالفعل سألت الناس فى البلد قالولى فعلا بيشتغل فى الميناء وكويس ولما سألت إيه النظام قالولى بيعطى على كل 100 ألف جنيه ربح من 7 آلاف وحتى 8 آلاف جنيه وبالفعل سحبت رصيدى من البنك وأعطيته أول مرة 100 ألف جنيه.
وبالفعل أعطانى 7 آلاف جنيه فمت بإعطائه 120 ألف جنيه أخرى ليكون إجمالى كا حصل عليه منى 220 ألف جنيه .
وتابع عرفت انه نصاب أول ما سمعت إنه بدأ يتاخر فى صرف الأرباح شهر وراء التانى فطلبت منه فلوسى فبدأ يتهرب منى حتى سمعنا بخبر إختفاءه فقمت بتحرير محضر ضده بمباحث الأموال العامة ووجهت له تهمة النصب .
وجدى إحد الضحايا
أحد الضحايا: "النيابة حولت القضية من جناية إقتصادية إلى جنحة وشبهة توظيف أموال"
كشف معروف معروف حمودة احد أبناء قرية أبو جريدة التابعة لمركز فارسكور بدمياط عن تفاصيل تعرضه و19 آخريين لأعمال النصب والاحتيال على يد 3 أقارب من اهالى قرية أبو جريدة التابعة لمركز فارسكور وهم "صالح .ع .ى، عيد.م .ى، محمد .ع .ى" لعمليات النصب والاحتيال والاستيلاء على مبالغ طائلة منهم مقابل توظيفها.
وقال حمودة لـ"اليوم السابع" إن المتهمين الثلاث أوهموهم بالاتجار فى الأدوات المنزلية والاستيراد و قاموا بإقناع الأهالى في قرية أبو جريدة بدفع باستثمار المبالغ المالية فى التجارة وقام الأهالى بتجميع كل ما لديهم من أموال، حيث قمت بتسديد مبلغ مليون و600 ألف جنيه بمفردى ووصلت المبالغ التى تحصلو عليها إلى 15 مليون جنية قاموا باستغلال هذه المبالغ فى التجارة مقابل تسديد مبلغ 5 آلاف جنية عن قيمة كل 100 ألف جنيه أرباح شهرية ثم توقفوا عن التسديد وفروا هاربين من القرية وقمنا بتحرير محضر بالواقعة بمباحث الأموال العامة وتحولت إلى قضية توظيف أموال برقم 6031 لسنة 2016 جنح فارسكور.
وتم التعامل مع القضية على مدار 7 أشهر على أنها قضية اقتصادية وهى قضية توظيف أموال عامة الا أنها تحولت من مكتب النائب بعد عرضها على المكتب الفنى للنائب العام إلى قضية جنح نصب، وأضاف حمودة أن القضية تضم 22 متضررا من أهالى القرية بخلاف آخريين من خارج القرية.
وأشار حمودة إلى أنه تم اليوم القبض على أحد الشركاء الثلاث أثناء تواجده فى منزلة بعد غياب 7 أشهر وهو عيد محمد .ى وهو الأب والمتحكم فى هذه الشركات.
وتم عرضه على النيابة العامة حيث أمر المستشار أحمد شكرى وكيل نيابة فارسكور بمحافظة دمياط، بحبسه، والشهير بمستريح ميناء دمياط، 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمر بسرعة ضبط وإحضار المتهين الآخرين صالح ى، ومحمد ع.
إحدى الضحايا: "شغلت شقى عمرى مع قرايبى ونصبوا على"
وقالت أمانى خضرى يوسف أنها احد أقارب المتهب بالنصب عليها وحصل منها على 650 ألف جنيه تحويشها عمرها من أجل استثمارها فى تجارة الاستيراد والتصدير بالميناء مقابل ربح شهرى وبالفعل حصلنا على ربح شهرى لمدة 3 شهور وبعد كده فص ملح وداب .
وطالبت أمانى الجهات الأمنية بسرعة ضبط باقى المتهمين من أجل تقديمهم للمحاكمة العاجلة موضحة أنا مش عاوزة غير فلوسى وشقايا ومستعدة أتنازل عن القضية والأرباح بس فلوسى ترجع.
أحد الضحايا: "طمعنى بالربح الكتير وخد شقى عمرى"
زغلول الظريف من قرية أبو جريدة شقى عمرى ضاع كنت فاتح محل فى فارسكور وقفلت بسبب تراكم الديون لأننى خسرت 460 ألف جنيه مع النصاب .
وتابع أنا طمعت بسبب كلامه وإغرائه ليا بالربح الكبير خلانى قللت تجارتى وأعطيته رأس مالى 460 ألف جنيه .
مضيفاً مش هنكر إنى فرحت بأرباح أول 3 شهور كانت كبيرة أوى بس واضح إنها كانت خطة مدبرة للنصب إنه ياخد منى ويعطى لغيرى ربح وياخد منى ويعطى لغيرى يعنى بالبلدى "بيلبس طاقية أحمد للحاج احمد".
وطالب الظريف برجوع حقى قائلا مش عاوز مكسب ولا أرباح أنا عاوز فلوسى وشقى عمرى اللى ضاع.
تحريات النيابة: " المتهمين جمعا أمولاً وتعثرا فى السداد"
من جانبه قال الرائد محمد السعدنى رئيس قسم مكافحة الأموال العامة بمديرية امن دمياط أن تحرياته توصلت بأن المشكو فى حقهما قاما بتلقى أموالاً من المجنى عليهم بقصد توظيفها واستثمارها مقابل أرباح تصرف لهم شهرياً ولكنهم تعثروا عن سداد قيمة الأرباح وامتنعوا عن رد أصل المبالغ المالية التى حصلوا عليها من الضحايا.
وتابع ثبت من إفادة القلم التجارة بمحكمة دمياط الإبتدائية أنه بالكشف عن فهرس الشركات أتضح أن المشكو فى حقه صالح محمد يوسف ومحمد عيد محمد يوسف مؤسسين لشركة تضامن مسماة شركة الشيماء للاستيراد والتصدير.
مضيفاً أنه ثبت من إفادة الهيئة العامة لسوق المال أن الهيئة لم يسبق لها إصدار ثمة تراخيص لأى أفراد أو شركات لتلقى الأموال واستثمارها إعمالا للقانون رقم 146 لسنة 1988.
وأكدت التحريات أنه فى غضون عام 2015 حصل المتهمين على أمولا تخطت 15 مليون جنيه من 18 من الضحايا بغرض استثمارها فى الاستيراد والتصدير.
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقت مباحث الأموال العامة بدمياط 22 بلاغاً ضد "عيد ص، وصالح ى، ومحمد ع" من قرية أبو جريدة ويعملون بإحدى الشركات العاملة بميناء دمياط .
وأوضحت البلاغات أن المتهم محمد ،ع ويعمل بإحدى الشركات العاملة بميناء دمياط، واثنين من أقاربه تلقوا 20 مليون جنيه، بغرض استثمارها فى الاستيراد والتصدير والنقل والشحن والتفريغ، مقابل أرباح، إلا أنه لم يف بوعوده، وقام أهالى قريته بعمل جلسة ودية لبحث كيفية رد تلك الأموال، وتمالاتفاق على سدادها فى غضون أسبوعين، إلا أنه اختفى ولكن لم يف بالتسديد
مذكرة حصر القضية
أقوال الضحايا فى النيابة
مذكرة القضية جنح فارسكور
تحريات الواقعة
تحريات القضية
أقوال رئيس مباحث الأموال العامة
