رصدت الأحزاب السياسية عدة أسباب وراء عزوف الشخصيات العامة والنخب، للانضمام إليها، خلال الفترة الأخيرة، كان أبرزها وصف البعض للمشاهير والشخصيات العامة أنهم يعتبرون أنفسهم فوق التنظيمات، والبعض الآخر برر ذلك أن غياب دعم الدولة للأحزاب سبب عزوف المشاهير عن الانضمام للأحزاب.
واعتبر شهاب وجيه المتحدث الرسمى باسم حزب المصريين الأحرار أن الأحزاب السياسية ليس من دورها السعى وراء الشخصيات العامة للانضمام إليها، لافتا إلى أن حزبه يتعامل مع الجميع من منطلق المواطن المصرى، ومن حقه الانضمام لعضوية أى حزب.
وأوضح وجيه، فى تصريح خاص، أن الفترة التى تلت ثورة 25 يناير كانت وسائل الإعلام تتسابق للحصول على تصريحات من الشخصيات العامة، ما أصابهم بـ"النجومية"، وظن الكثير منهم أنه فوق التنظيمات والكيانات وعزفوا عن المشاركة السياسية من خلال الأحزاب.
فيما قال اللواء محمد الغباشى نائب رئيس حزب حماة الوطن، المتحدث باسم الحزب، إن معظم النخب السياسية والشخصيات العامة كانت شخصيات تبحث عن الضوء والشهرة، ولم تكن من المهتمين بالشأن الداخلى أو أصحاب فكر ورأى، موضحا أن من ظهر على السطح خلال الفترة الماضية أشخاص معظمهم من الخطأ أن نسميهم نخب.
وأضاف نائب رئيس حزب حماة الوطن، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هناك جزءا آخر من أصحاب الشهرة ممن شاركوا فى الأحداث بحثا عن موقف أو مصلحة شخصية، وبعضهم بحثا عن أجندات كانوا مكلفين بها، وآخرون من منظمات حقوقية أو جمعيات خيرية جزء كبير منهم يهاجم نظام الدولة بعد عدم حصولهم على مكاسب خاصة بعد 30/6.
وأشار نائب رئيس حزب حماة الوطن إلى أن هناك من الشخصيات العامة من عرض عليهم العمل العام ورفضوا، مؤكدا أن الحزب تلقى العديد من طلبات الانضمام من قبل شخصيات عامة وسياسية - لم يسميها - لكن الحزب يفرز جميع الطلبات لأنه لا يريد أى شخصية قد تسىء للحزب بعد انضمامها له.
بدوره قال أكمل نجاتى، عضو الهيئة العليا لحزب مستقبل وطن، إن الأحزاب السياسية فتحت يديها لجميع الشخصيات العامة والسياسية لكل من يريد العمل الحوبى وينضم للحزب، بل إن هناك مجلس استشارى دشنه الحزب لضم شخصيات عامة تدلى برأيها ووجهة نظرها فى تطوير العمل العام.
وأضاف عضو الهيئة العليا لحزب مستقبل وطن فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن بعض الشخصيات العامة والسياسية تجد أنها قد أدت كل ما تستطيع من أجل الوطن، وبالتالى تريد أن تبعد عن العمل الحزبى والسياسى، لكن الأحزاب لم تفشل فى ضم تلك الشخصيات العامة لها.
وأكد اللواء أمين راضى الأمين العام لحزب المؤتمر أن الدولة لا تدعم الأحزاب السياسية بأى صورة رغم أن الـ19 حزبا الذين لهم تمثيل تحت قبة البرلمان يدعمون الدولة المصرية والحكومة، قائلا: "بقينا حاسين إننا بننفخ فى بالونة مخرومة من كل حتة وقد نصل لليأس فى المشاركة الفعالة فى الحياة السياسية".
وأضاف "راضى" فى تصريح خاص أن عزوف النخبة والشخصيات العامة عن الانضمام للأحزاب يأتى لضعفها وعدم مساندة الدولة لها، قائلا: "طالبنا مرارا وتكرارا من المسئولين فى الدولة دعم الأحزاب حتى تقف على رجليها وتتواجد فى الشارع وتوفر رؤية للحكومة فى الأمور التى تخص المواطن أو الأماكن التى لا تصل إليها".
