الخلايا الجذعية.. علاج للأمراض المستعصية

الأحد، 22 يونيو 2008 02:31 م
الخلايا الجذعية.. علاج للأمراض المستعصية
كتب وليد شاهين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتبر الخلايا الجذعية علاج المستقبل، لآلاف من المرضى الذين يتطلعون لاكتشاف طبى يعيد لهم الأمل فى الحياة. وتشير تقارير المتابعة الطبية إلى أن المصريين يعانون من أمراض عدة مثل: الفشل الكبدى، السكرى، والسرطان، بالقدر الذى جعل من تطور الطب فى مجال الخلايا الجذعية أملاً ينتظره العديد منهم.

وتسمى هذه الخلايا بالأولية أو الأساسية، أو خلايا المنشأ، وهى عبارة عن خلايا تتكون منها أعضاء الجسم المختلفة خلال التطور الجنينى وينشأ منها جسم الإنسان، ولها القدرة على الانقسام والتكاثر وتجديد نفسها أو ذاتها، لتعطى أنواعاً مختلفة من الخلايا المتخصصة، كخلايا العضلات وخلايا الكبد والخلايا العصبية والخلايا الجلدية، أى من الممكن أن تعطى أى نوع من الخلايا.

العلاج مضمون
أكد الدكتور أنور بلبع أستاذ جراحة القلب بطب قصر العينى جامعة القاهرة، أن العلاج بالخلايا الجذعية مضمون وجزرى، وليس حلاً مؤقتاً، وسوف يعطى أملاً كبيراً للمرضى. وقال الدكتور بلبع، إن مصر مستعدة لتطبيق تكنولوجيا العلاج بالخلايا الجذعية، ولديها الإمكانات، والكوادر الطبية المؤهلة لاستقبال هذه الطفرة الطبية الحديثة، والتاريخ الطبى فى مصر أثبت ذلك.
وأشار بلبع إلى أن العلاج بالخلايا الجذعية يعد بمثابة مجموعة علاجية متكاملة، وتعتبر أحد أهم الحلول لعلاج الكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية، والتى لا يوجد لها علاج شافى، أو يصعب علاجها، مثل الأمراض السرطانية وأمراض الحبل الشوكى، والزهايمر والتهاب المفاصل والحروق، وأمراض الفشل الكلوى أوالكبدى، وأمراض القلب والسكرى وأمراض الجهاز العصبى.

العلاج من خلال الحقن
وحول طريقة العلاج، قال الدكتور أنور إنه يتم من خلال الاستزراع الموضعى، أو من خلال حقن جسم المريض بالخلايا الجذعية، والتى تتوجه مباشرةً إلى العضو المصاب وتعمل على تكوين خلايا جديدة بدلاً من الخلايا المريضة أو التالفة من نفس الفصيل، وذلك بعد استئصال الخلايا التالفة إن كان هناك ضرورة لذلك.

لكنه عاد وأكد أن العمل بهذا النوع من العلاج فى العالم، لا يزال فى مراحله التجريبية. وعندما يثبت جدواه بنسبة 90%، سوف تأتى تلقائياً تلك التكنولوجيا للتطبيق على أرض مصر. وتوقع د.أنور حدوث ذلك خلال سنوات قليلة هى "آتية لا محالة"، لكن الوقت ما زال مبكراً كى نحكم على نتائج العلاج بالخلايا الجذعية.

إلا أنه قال إن مصر لم يتواجد بها أبحاث فى هذا الإطار، اللهم إن كانت فى بعض كليات الطب مثل طب الإسكندرية على وجه الخصوص، حيث تعهدت الكلية بإنشاء مركز لأبحاث العلاج بالخلايا الجذعية.

مشكلات أخلاقية
أكد بلبع أنه ليس هناك مشكلة أخلاقية تحوم حول هذه النوع من العلاج بالخلايا، لأنه علم جاد ولن يتلاشى مثل غيرهِ من الاكتشافات، وسوف يكون سبباً فى علاج الكثير من مرضى العالم، وسيكون مقبولاً عالمياً، طالما كان الأمر بعيداً عن عمليات الاستنساخ، التى انبثقت من اكتشاف قدرة الخلايا الجذعية على تخليق خلايا جديدة ومتنوعة، وتحولها إلى أى نوع من خلايا الجسم وفق معاملات بيئية محددة داخل المختبر.

محاولات مصرية
صرح الدكتور حسن أبو العينين مدير مركز الكلى بالمنصورة والأستاذ فى كلية الطب جامعة المنصورة لليوم السابع، أن المركز يعكف على تخليق خلايا جذعية لإنتاج هرمون الأنسولين، لعلاج أمراض السكرى، حيث سيتم حقن المريض بتلك الخلايا مع الأنسولين التى تنتجه خلايا معينة فى غدة البنكرياس. وأضاف أبو العينين أن الخلايا يتم إنتاجها فى مختبر المركز، ولكن ليست بالأعداد الكافية اللازمة لإجراء تجربة العلاج على أحد المرضى، ولكن البدايات مبشرة.

وحول علاج مشكلة الضعف الجنسى أكد أنه فى المؤتمر العلمى الذى حضره مؤخراً فى مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، عرض أحد المشاركين فى المؤتمر، ويدعى الدكتور"توم لو" حلاً لعلاج الضعف الجنسى عند الرجال، وذلك بحقن المريض بالخلايا الجذعية فى العضو الذكرى، حيث تحل الخلايا الجذعية محل الخلايا الضعيفة فى هذا العضو وتعمل على تنشيطها. وأكد توم لو ـ الذى عكف على البحث لمدة عامين ـ أنه يستطيع أن يستخرج 80 مليون خلية جذعية من كل واحد كيلو جرام من الدهن، الذى يسحب من جسم المريض سواءً من الأماكن المترهلة أو الأرداف أو البطن، ولكن تظل هذه الطريقة فى مرحلة البحث والتجريب.

طرق الحصول على الخلايا الجذعية
وعن طريقة الحصول على الخلايا الجذعية، قال أبو العينين: يمكن الحصول عليها بثلاثة طرق: الأولى تؤخذ من الأجنة، خاصةً الجنين الذى يتراوح عمره ما بين 5 أيام إلى أسبوعين، والثانية تؤخذ من الدم ومن النخاع العظمى للبالغين، أما الطريقة الثالثة فتؤخذ من المشيمة أو دم الحبل السرى عند الولادة، وهذه هى أسهل وأرخص وأفضل الطرق الثلاث.

ويتوقع أبو العينين دخول هذا النوع من العلاج المتكامل إلى مصر خلال العامين المقبلين، لكنه يقول إنها تحتاج إلى أدوات وتكاليف ضخمة، وفريق عمل كبير يعمل من أجل البحث والتنقيب فى هذا المضمار حتى يمكن الوصول إلى التطبيق الإكلينيكى.

وتساءل أبو العينين، هل ستكون الأنسجة المتكونة من خلال الخلايا الجذعية المحقونة أو المزروعة، مثل الأنسجة المتكونة من الخلية الأم والأساسية التى خلقها الله؟ وهو ما سوف تجيب عليه الأيام المقبلة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة