أحمد الغرباوى يكتب :حَبِيبى.. (نِعمة غَائبة) فِى عُمْرِى..!

الجمعة، 19 أغسطس 2016 08:08 ص
أحمد الغرباوى يكتب :حَبِيبى.. (نِعمة غَائبة) فِى عُمْرِى..! الحب - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مَا أصْعب عَلى روح تَحـيْا عِشق رِوحها.. وتمرّ الأعْوَام.. ولا تَزل هِـى (نِعمـةٌ غائبـةٌ) فِى أيّـام وليْـال حَيْاته.. و( نِعمةٌ حَاضرةٌ ) صُبح ومِسا رَنّاته..!
تَشرقُ الدُنيْا من دَهاليز رفضٍ.. وتمنّع متحجّر صَلد.. !
تشرق فى مَسح قطيْرات عِطر رِضابها برقّة أنامِلها.. وِخَدر حِلوّ فى تسرّب مَذاقه عَلى حَافة شفتيْها..
ويغرّد نورس فى حُبّ الحَيْاة.. ويَرقص مُوج مُحتضناً ذَاته.. رُعب ورَجفة قلب بجدّ يحبّ.. خَشيْة فِرار واحدة مِن فَلذاته..
فينثر رَذاذه عَلى سَفح زجاج نافذة عِشق رُوحه.. ليْطلّ عَلى سقف حجرته.. يناجى طيْفها.. يَتيْقن أنّها ما تَزل منذ مِضىّ أمْس لم تفارق رَوحه..
ويتمتم قبيْل صَلاة فَجره:
ـ رَبّى..
ألم يَحن بَعد أن تَكُن لحيْاتى ( نِعمةٌ حَاضرةٌ )..؟
ولكنه.. لايَسمع..
ما يَزال.. ولا يَزِل يَسمع لاشىء.. إلا صَدى روحه..
وتغريد عِصفور.. لايَخلف مَوعده خلال سَنوات عِجاف.. أيّام وليْال عِطاش لريّها..
لايّخلف موعده أبداً ومناجاتها صَباح كُلَ جمعة.. يهيم بمدّ روحى يغشاه عِشق جنونى.. يَترنّم:
ـ يَكفى أنّك..
أنّك لازِلت تَعِشْ.. تَعِشْ وتَحيْا حُبّها..!
،،،،،
كم يَفتقد دَفا قشّ عِشّها.. ونَثرات الرَمْل تبعثرها بَيْن أنَامِل أصَابع قَدميْها.. تنثرها عَلى شعيْرات سَاقى.. ورأسى فى خِدر حَرار بَطن كفيّها.. وإبْهَامها يفرق خصلات شعرى فى غَفوتى.. وأروح فى صفا لجّة يمّ..
 لم يترنّح يوماً بتلوّث فى لصّ متعة.. أو اختلاس فى تماسّ خرير هَمسة.. تنضح دَوماً من بئر طهور..!
أسكن حَبيبتى مَرقدى الأخير.. وأتلوّى بَيْن غرز أنيْاب تسكّعات الوّله.. وظلمة المِحن.. وتمزّقات الحِرمان من رُقىّ ورِقّة ورد الكاردينيْا فى شغفى لها..
وتتشوّق روحى لشجنها.. يَسرى ونفثها يَفوح من آثار قبلتها على جبينى..؟
ويلتاعنى الإبحار فى صُفرة نِينّى عَيْنَيْها.. تَهمس لى فى رُقىّ عَذب:
ـ يا حَبيبى.. 
إلى مَتى تَظلّ تَسكُن بَيْن جِفنىّ.. تأبَى الرَحيلَ.. وتأبانى رَحيلا.. حَتى ولو نوماً..!
وتغار حَتى من فُراق لحْظِى لأصنع لك ما تحبّه.. وتجذبنى من ثوبى.. شغف طفل ورعب فى لاعودة..؟ 
وأتسلّل خِلسة حِين يَلصّك مِنّى الإرهاق والتَعب.. فأعدّنى لك.. لأظلّ فى عَيْنَيْك دَائماً عَروس جنّة أرض.. حور عِين ربّ.. لأنّى ـ يا أوّل طفلى ـ أوّل ما تَفتح عَليْه عيْن.. وتظمأ له شُرب..!
،،،،
أوقات تَجىء.. أوقات تروح..
أوقات نَعِشها.. تسرق دقائق وسَاعات.. مُحمّلة مِخلاتها بأفراح وأحْزان أيّامنا..!
مِنها مَا يَمرّ.. وأخرى نَمْسك بتلابيبها.. تمزّق أرواحنا.. ولا تلتفت لاستماتتنا فى سَتر عَوراتنا.. ولايَشفع لنا أمَدْ طويل فى صَبرنا عَلى مَرار عُريْنا.. وبلا رَحمة تجرّنا و..
يجرّنا ونِتف اللحم الممزّق.. يتناثر تشوّقاً لمن كان فى الله أوْحَد حُبّنا..!
وبيْن رَحى الدنيْا تدور نثر طحين.. خبز روح..َ!
ولمّا يَختنق الشروق بِجَسد الغَيْم.. الذى يَتشبّث بالبَقاء.. ويرمّد صَفا السّماء.. مِن عِشق روحى يَطلّ الإلحاح حَاجة إليْها.. تتصلّب نظراته وبَاب مَكتبه.. يَلتمس دقّات مُسرعة لكعب عَالٍ.. لاهثة.. تتجاوز مَكتبه دائماً..؟
 يَرجو الرَبّ فى لَبّ نِداء الروح.. فى رَخامة صوتها الطفولىّ.. دَندات شِعر نَثرى.. بَلا وَزن ولا قافيْة.. غَجرىٌ مَجنون.. !
وتسكن الروح خانعة.. هَامدة.. تيْأس فى طابور الأمل.. يَصرخ :
ـ سَيّدتى..
حَبيبتى.. التى لايُمكن أن أعشق غيْرها.. آخر خيْارت عُمرى، التى هِى أوّلها.. أوّل حُبّ تَأخّر كثيراً فى أيّامى..؟
وقد كنت أظنّه فى مَاتبقّى من عُمر.. أنّه حِلم ورق.. حتى فى الجَنّة يَهبُه رَبّى..؟
ولكنك حَبيبتى أتيْتِ..؟
ولم يَعُد لى..
لم يَعُد لى مِنّك غيْر شَجرةٍ صَلعاء.. كُلّ فصول العَام تسير بجوارها.. رَغم لا..
لا ظلّ لها.. غيْر رَطب صدق دَعواته لها..!
تتماسّ وشجرتها.. راحلة تركب سَيّارة العَمل للعودة للبَيْت..وخلف أوْرَاق مفضّضة لا تَراهُ مِن وَرائها.. يَطلّ عَليْها.. ودِمعة تخون شَعره الأبيْض.. تسطر انكسارات روح معذّبة جملته المشهورة :
حَبيبتى.. إن الآن أبيْتِ..
اجعلينى..؟
 اجعلينى وحُريّتك آخر
آخر خيْارات حَيْاتك
آخر إيواء بَيت..؟
،،،،،
لا مَكان.. ولا زمان.. لا عَدد سِنين.. لا أسود ولا أشيْب شعر.. لا..
لاشيء يَعنى.. ولايَعنى أىّ شىء وكُلّ شىء إلا.. إلا أنتِ..
لم تهتز روحه لعَصف عُرف.. وقصف تقاليد.. وشَمت قيل.. وعُتب قول..وحَسد خُرس.. وتمنّى سِكون.. ولهفة مَحروم.. و.. و..
فهى فى رؤايْاته رَحم أمّه.. ضلّ ابنته.. خُضرة عُمره.. ووعد ربَّه فى روْض دَوحه.. بأبديّة حُبّه..!
وفى أوّل فّجره.. ومَع غروب يَومه هى وهو حلم وسادة عُمر.. تتأرجح.. وتتدلّل عَلى شَوق حُضن..
يضبط مِنبّه موبايْله كُلّ سَاعة.. أو قل.. لا أتذكّر غيْر إنّها لن تزيد عن ذلك..
يضبطه عَلى كِلمة ( بَحبّك ).. تَصلها عَبر هَاتفه.. وإن شَغله اجتماع عَمل مَا.. عَلى موبايْلها تَجرى.. لترى ضى مِن السَما فى رِسالة.. يَكشف عَن كلمة ( وَحشتينى )..؟
وإن انتهَ عَمله بَدرى بَدرى..
يعتبر ذاك الوقت هِبة رَبّ لعِبادة حُبّ..!
وقت.. من سَعى رِزق يقتصّه الله لهما.. وَحْدَهما لروعة حَيْاة.. أجمل فى الله.. يكون.. كان حُبّاً.. 
و فى الله غَدا مُنتهى عِشق..!
،،،،،
ــ حَبيبتى.. إن الآن أبيْتِ..
اجعلينى..؟
 اجعلينى وحُريّتك 
آخر خيْارات حَيْاتك
آخر إيواء بَيْت..؟
فما أقسى تَعاسة وبؤس كفيف ذاقَ نِعمة بَصر.. ثم عَاد لسَواد ظُلمة..!
لاتستغربى حَبيبتى..؟ 
قمّة دَهشة.. ربّما توجعك.. ألم صدمةً فى عَدم تَخيّل مَا يَحدث ممّن يَسكن أرْوَاحنا..! 
لقد بَلغت قمّة الحبّ فى الله ( عِشق روح )..
 فلم يَعُد فى عَذابات وجودى غيْر ابداعات صَمت.. وإيثار سكون.. خشيْة جرح حَركة.. وإيلا م حَرف.. ونزف حقيق مَعنى بلا بُهتان ولا زيْف..!
لم يَعُد لى منّك غير فَراغات التيْاع.. وتَمْتَمات مَسّ..
كَلِمٌ.. كَلِمٌ لم يَصل بَعد لمستوى ذاك المُنتهى فى أمَدْ شَغف..! 
وبَلغت قمّة التشوّق فى حِلم لا يَجيء.. وإن قدّر له العَودة.. فأنا عَلى يَقين مِن أن..
 انّ الذى يَرحل لا يَعود.. 
وإن عَاد ـ أيضاً ـ لايَعود..! 
وبلغت قمّة العَجز.. فى مَحو نقش عَلى رخام لحد النفس..
 وما استطعت أن أنسى مَن غدوت له كفناً..! 
ولا عُدت للحيْاة حَيْاة أبداً.. 
فأنا لم أستطع إلا أن أحبّك أبداً..
أبدا..!
،،،،
حَبيبتى..
الى أيْن.. لا أدرى..؟
 روحى تُغادر جَسدك.. فى خيْبات محاولة مُميتة.. حَسرة أسى من تشبّث بترمّلات دغدغات الهَوى المُتناغم على رقبتك.. ولم يَحن بَعد موعد فُطام روحى مِن لبن رضابك..!
فِى مَىّ عَيْنَيْك تطوف ورغبتى المُلحّة فى حَنانك لا تَزل.. ينفر مِنّى النّينّى.. يراوغنى.. ويرفضنى لؤلؤة دَاخل مَحارته.. ويَأبانى دوام شَغف قُبل.. وهو يقاوم الحُمرة.. وهى تتوارى خَجلاً بين شقوق النغزات..!
وعَلى عتبة نَدبة الخدّ يتهاوى.. يترجى مَخدعك.. يوماً ما ينزلق فى حِسّ جلدك..
وتزفره روحك أريج عَرقك.. الراكض فِى كلّ حَنايْا جَسدك.. حَلوى تبحث عن طفولة حُبّى.. وبَضّاً يُغار من رَكض عِشقى.. وهو يَسّابق لهواً بين سَنابل القمح الذهبيّة فى لون صُفرة عَينيْك..
أتمنّى أن اصطدم وأنتِ.. لترانى فَجر كُلّ صَباح فى اطلالة جَديدة لعِشقى..!
مِثل النّدى..
مثل قطيْرات نديّة.. تُدرك أيّامى أن أوْحد حُبّى حَيْاته قصيرة..!
ورغم ذلك..
تظلِ ـ حَبيبى ـ نغمة غائبة فى عُمرى..!
وتزحف شمسٌ.. يودّعنى شَجن ينزّ.. وفى روحى يبقى.. يظلّ الوهج الأبدى ساطعاً.. يتكرّر فى أيّام عُمرى..
ــ حَبيبتى.. 
إنْ الآن أبيْت..؟
خُذينِ..؟
 دَعينى وحُريّتك..
آخر خيْارات حَيْاتك
آخر إيواء بَيْت..؟
ويستفيق مَسائى الأخير
أيْنما ومَتى شِئْت..؟
*****
إهداء
حَبيبى..
آدركتِ مَدى رُعبى
 يَوم أراكِ 
( مِشْ ) مَوجودة..؟
 
وما كُنت فى عِشقى يَوماً
حَشرجة وَله طيْف 
أو دَهليز خيْال
أو عَروس بَحر
فى لجّة مَوج مَوءودة..!
 
وفى عُمرى 
أنتِ أبَدْ حَقيقة..
لا.. لا هَيْام صُورة..؟
 
وفى دَمّى يَجرى وَجعى
عَاشق يَترقّب طرق أظافَرك
رَنّة عُمر
فى تغريد عصفورة..!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة