بين الحشرات والزرع وداخل حوائط أربعة بمنزل لا يتجاوز 25 مترا، حوائطه آيلة للسقوط مبنى بالطوب اللبن ومسقوف بجريد النخيل، تسكن ليلى سيد وزوجها طريح الفراش منذ 7 سنوات لا يستطيع الحركة وأبنائها الأربعة التى عجزت عن توفير مصاريف المدارس لهم فحرمتهم من التعليم، إلى أن تبرع ناظر المدرسة بالقرية بالإنفاق على واحدة من الأبناء لتعليمها على نفقته الخاصة.
مسافة قصيرة بين مدينة المنيا وقرية يوسف بيه التابعة لبنى حسن الأشراف بمجلس قروى دمشير إلا أن المسافة طويلة جدا على هؤلاء الذين تحولت ملامح وجوههم من الشباب إلى الشيب، حتى الأطفال فهم فى رحل والدتهم أينما تذهب ورغم صغر سن الفتيات إلا أن الأم تحاول تعليمهن أن يكن خبازات لمساعدتها على الحياة والإنفاق على الأسرة.
5 أطفال صغار كثيرا ما ينامون بدون طعام لعدم وجود المال مع والدتهم التى تعمل خبازة داخل المنازل يوم فيه وعشرة مفيش.. على حد قولها ووصفها للحياة التى تعيشها مع أفراد أسرتها.
وتقول الزوجة ووالدة الأطفال إن الزوج سقط منذ 7 سنوات فأصبح طريح الفراش يحتاج إلى من ينفق عليه ويرعاه، موضحة أنها رفضت ترك منزلها أو الابتعاد عن أولادها وصممت على الاستمرار متحدية مشقة الأيام وصعابها، لتقرر العمل فى البيوت حتى تستطيع توفير " لقمة" عيش حلال لأولادها.
وتضيف ليلى سيد صاحبة الــ 45 سنة من قرية يوسف بيه ببنى حسن الأشراف التابعة لمركز المنيا أنها تعمل خبازة فى المنازل، قائلة " كل يوم بنصيبه اشتغل يوم وكثيرا مفيش شغل ولكن ولاد الحلال بيعطفوا علينا، مضيفة فى الوقت نفسه عندى 5 أطفال 4 بنات وولد صغير وعجزت انى اخذهم للمدرسة علشان مش معانا فلوس بس ناظر المدرسة تبرع أنه يعلم إحدى البنات على حسابه الخاص لكن الباقين حرمتهم من التعليم "مهو احنا يا ناكل يا هم يروحوا المدرسة".
وأوضحت: "إحدى البنات لما كبرت شوية راحت تشتغل "أجيرة" وبشوفها كل سنة علشان تجهز نفسها لأنى قلت لها "أنا مش هقدر اجهزك".
وقالت: "زوجى مريض منذ 7 سنوات ولا يستطيع الحركة ولا يفارق السرير أبدا، حاولت أعمل أوراق علشان الدولة تساعدنا قالوا لى أن زوجك كان بيعمل بالسكة الحديد والحقيقه أنه كان شغال فى شركة نظافة بالسكة الحديد وكان يتقاضى 60 جنيه لما وجد أن المبلغ ميوكلش عيش حاف ترك الشغل وسافر وهناك اصيب ومن ذلك اليوم واحنا على باب الله، ولما ذهبت إلى الشئون لعمل معاش يرحمنى من الشغل فى البيوت قالوا لازم جوزك يتوفى أو يكمل 65 سنة".
وأشارت إلى "أن المنزل مساحته 25 مترا فقط مبنى بالطوب اللبن حوائطه منفصلة عن حوائط الجيران ونغطيه ببطانية أخدناها من أهل الخير فى شهر رمضان علشان الشمس"، ولفتت ليلى أن المنزل آيل للسقوط وقد يسقط فوقهم فى أى وقت قائلة: "وانا مش طالبة من ربنا حاجة غير انهم يبنوا لى المنزل حتى لا نموت تحت أنقاضه وأطالب بعمل معاش لزوجى علشان يقدر يستر عرض ولاده البنات وانا تعبت ومش قادرة اشتغل أكتر من كده.. والله العظيم احنا أحيانا كثيرة لا نجد العيش الحاف وأولادى بيناموا من غير عشا أيام طويلة ولولا الجيران بيدونا ناكل كنا متنا من الجوع".
مأساة أسرة فى المنيا عائلها الوحيد طريح الفراش by youm7
شكل المنزل من الخارج
صورة الزوجة والزوج على سرير المرض
الزوجة تجلس بجوار زوجها تمرضه
الزوجة تجلس بجوار زوجها
