أعادت دار الآداب اللبنانية طباعة رواية "المثقفون" للكاتبة الفرنسية سيمون دو بوفوار والتى كانت قد نشرت أكثر من طبعة لها خلال سنوات الستينيات من القرن الماضى.
وقد نالت رواية "المثقفون" عام 1954 جائزة جونكور، وفى هذه الرواية تظهر الكاتبة نفسها فى دور الزوجة التى تعمل محللة نفسية. الرواية التى تزخر بالحوارات الفلسفية ليست سيرة ذاتية. لكن شخوصها حقيقيون وأهميتها تأتى من قدرتها على التغلغل فى أعماق الوسط الثقافى الفرنسى فى حقبة ما بعد الحرب.
واعتبر فريدريك ورمز، مدير المركز العالمى للدراسات التابع للفلسفة الفرنسية المعاصرة، إحدى أعمق الروايات عن الوجود الإنسانى، وأنها كانت القلب النابض لإحدى أكثر المراحل أهمية فى القرن الماضى، كما أنها تحفز على تخطى جميع الأفكار المشبعة المتعلقة بالأديبة التى ألفتها.
ولدت سيمون دو بوفوار فى عام 1908 فى باريس لعائلة برجوازية، والدها كان محام خسر أملاكه فى الحرب العالمية الأولى، وعملت ولدتها على تلقينها هى وأختها الصغرى مبادئ الكاثوليكية، والتى ما لبثت دى بوفوار أن أعلنت كفرها بها.
ودرست سيمون دو بوفوار الفلسفة فى جامعة "أكول نورمال سوبراير" (المدرسة العليا) والتى كانت جامعة تضم الذكور فقط حينها، وفى عام 1929 تعرفت على جان بول سارتر الذى وكان حينها طالبًا فى قسم الفلسفة، ونشأت قصة حب بينهما استمرت حتى وفاة سارتر عام 1980، لكن بدون أن يلتزما بالزواج، وفى الأعوام 1931- 1943 درست بوفوار الفلسفة فى فرنسا.
وفى الأعوام 1941 - 1943 عملت كبروفيسور (أستاذه جامعيه) فى السوربون. وفى عام 1943 نشرت روايتها الأولى "المدعوة". وفى عام 1981 كتبت "مباركة الانفصال عن سارتر" وبه وصف صعب للسنوات الأخيرة التى عاشها سارتر.
وتعتبر دى بوفوار أماً للتيار النسوى ما قبل عام 1968. وقد اشتهرت بصورة خاصة بفضل كتابها "الجنس الآخر" الذى نشرته عام 1949.
وتوفيت بوفوار فى باريس فى الرابع عشر من أبريل عام 1986 ودفنت فى باريس إلى جانب جان بول سارتر.
