د. أحمد حسن السمان

الألتراس.. ودروس للوطنى والوفد والإخوان

السبت، 25 سبتمبر 2010 08:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمنح نشاط ألتراس الأندية دروساً مهمة للقوى والأحزاب السياسية، خصوصاً قبل انتخابات مجلس الشعب بعد أن أثبتت جماهير ألتراس الأهلى والزمالك والإسماعيلى أنهم "يلعبون" سياسة أحسن من "أجدعها" حزب فى مصر.

أقول هذا بعد أعمال العنف التى شهدها النادى الأهلى والشوارع المؤدية إلى مقر نادى الزمالك على خلفية منع بعض مشجعى النادى الأبيض من حضور مباراة القمة فى كرة اليد فى صالة النادى الأهلى التى تتسع لعدد محدود من الجماهير.. ورغم أهمية المباراة، فقد رفض مسئولو اتحاد اللعبة إقامتها فى صالة استاد القاهرة التى تتسع لأكثر من 30 ألف متفرج، رغم الزحف الجماهيرى المتوقع لحضور مثل هذه المباريات.

وكنت أنوى الكتابة تعليقاً على احتدام انتخابات مجلس الشعب بعد أن تأكد مشاركة الوفد فى الانتخابات رغم دعوات المقاطعة من القوى المنضوية تحت جبهة التغيير، وبعد المشاركة المؤكدة للإخوان بأكثر من مائتى مرشح وبعد أن أعلن الحزب الوطنى أسماء نحو ‏2700‏ من راغبى الترشح على قائمته للانتخابات التى شهدت دعوات للمقاطعة وإعلان للمشاركة من قوى المعارضة.

قد يكون مفهوماً موقف القوى السياسية المنضوية تحت مظلة جمعية التغيير بمقاطعة الانتخابات فى ظل رؤيتها أن المقاطعة تعرى النظام وتفقده شرعيته، وأنها أفضل وسيلة تجبر الحكومة على إجراء التعديلات الدستورية التى طالبت بها، وأن الانتخابات إذا جرت فى ظل القوانين الحالية، فإن نتائجها ستكون محسومة سلفاً ولن تسمح بتداول سلمى للسلطة.

كما قد يكون مقبولاً لحزب الوفد إصراره على المشاركة فى الانتخابات فى ظل قيادة جديدة تسعى إلى استثمار الزخم الذى حدث بعد أول انتخابات ديمقراطية حقيقية نشهدها الحياة السياسية فى مصر، ولتأكيد مكانة الوفد كقوة سياسية معارضة رئيسية فى البلاد.

كما قد يكون مفهوماً موقف الإخوان كجماعة محظورة قانوناً لا تستطيع ممارسة العمل السياسى إلا من خلال مقار لنواب يتمتعون بالحصانة، خاصة أن الانتخابات الماضية أثبتت أنهم أكبر قوة سياسية منظمة، بعد الحزب الوطنى، لذا كان قرارها بالمشاركة رغم المخاطرة بأن تفقد الجماعة تعاطف الكثيرين.

لكن ما لن يكون مقبولاً هو أن تتبع السلطات المسئولة عن إدارة العملية الانتخابية نفس السياسات التى أدت إلى ما شهدناه من ألتراس الزمالك فى صالة النادى الأهلى والمواجهات التى شهدها شارع جامعة الدول العربية، حيث مقر النادى الأبيض، وهو ما يتلخص فى شيئين؛ الظلم مقترناً بغياب الدولة.

الشعور بالظلم هو ما دفع الألتراس الزملكاوى إلى ما قام به من أحداث عنف – غير مقبولة - أدت إلى تدمير بصالة النادى الأهلى.

والإحساس بغياب الدولة هو ما دفع الألتراس الأهلاوى إلى الانتقام ومحاولة الهجوم على نادى الزمالك.. ودفع مشجعى النادى الأبيض إلى الدفاع عنه، مما أوقع اشتباكات بين الجانبين تسببت فيما تسببت فيه من دمار وتعطيل وإغلاق لشوارع رئيسية فى القاهرة.

هذا هو الدرس الأول من قبل ألتراس الأندية، وهو يستهدف السلطة، وحكومة الحزب الوطنى بشكل رئيس، لكن الدروس كثيرة لكل القوى السياسية لعلها تقتدى بمبادئ الألتراس فى عملها السياسى وهذه المبادئ هى: عدم التوقف عن التشجيع طوال المباراة أياً كانت النتيجة.. وحضور جميع المواجهات الداخلية والخارجية أياً كانت التكلفة والمسافة، وأخيراً استمرار الولاء القائم للمجموعة.

لقد أثبتت رابطة جماهير ألتراس أهلاوى أنها "تلعب السياسة صح" عندما قدمت نموذجاً عملياً للمقاطعة الرياضية بدون التخلى عن فريقها، وذلك فى مباراة الأهلى مع وادى دجلة فى مدرجات استاد القاهرة والتى انتهت بفوزه بهدف بلا شىء، حيث رحلت عن مدرجات النادى فى الشوط الثانى فى أجواء غير احتفالية وتركت المدرجات صامتة، احتجاجاً على الغموض فى موقف من حصلوا على الإفراج فى تهمة الشغب بعد مباراة فريقهم بالإسماعيلية.

إذن الحماس والانتماء المنقطع النظير، وفهم أصول المقاطعة والمشاركة، هو ما يميز ألتراس الأندية، وهو ما تفتقده الأحزاب فى عملها السياسى.. وهنا نتساءل: آلا تدفع هذه المبادئ بالأحزاب والقوى السياسية إلى السعى لوجود ألتراس خاص بها لاسيما مع اقتراب العد التنازلى للمواجهة الانتخابية بعد أسابيع قليلة؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة