الغارمات.. من السجن إلى مواجهة ظروف الحياة الصعبة مرة أخرى.. وفاء ترتدى جلبابا رجاليا لعدم قدرتها على شراء ملابس جديدة.. وأم أحمد تنجو من الحبس وتحلم بماكينة خياطة للأنفاق على أولادها وزوجها"

الثلاثاء، 05 يوليو 2016 10:11 م
الغارمات.. من السجن إلى مواجهة ظروف الحياة الصعبة مرة أخرى.. وفاء ترتدى جلبابا رجاليا لعدم قدرتها على شراء ملابس جديدة.. وأم أحمد تنجو من الحبس وتحلم بماكينة خياطة للأنفاق على أولادها وزوجها" غارمات
كتب أحمد جمال الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلف الأسوار العالية بعيدًا عن أسرهن قضى العديد من الغارمات فترات من الزمن وسط مرتكبى الجرائم ليس بسبب ذنب ارتكبنه سوى الفقر وعجزهن عن سداد المبالغ المالية التى اقترضنها من أجل زواج أبنائهن وعلاجهن ذويهن لتحملهن المسئولية إما لغياب الزوج أو لعجزه عن كسب المال .
أم أحمد.. الحاجة وفاء.. هند.. ثلاث قصص لغارمات تم الإفراج عنهن مؤخرًا بعد سداد الديون عنهن لتعود كل منهن إلى أسرهن من جديد .

وفاء: الحبس لعلاج والدتها


بداخل حجرة بسيطة لا تحتوى إلا على بواقى أثاث قديم جلست وفاء محمد سالم بجلبابها وعمامتها التى تشبه ملابس الرجال وذلك لأنه لا تملك غيرها لترتديه، وفاء التى تعيش فى جزيرة القرصاية تروى كيف قضت 6 أشهر داخل إحدى الزنازين تنفيذًا لحكم قضائى بسبب عجزها عن دفع ما عليها من أموال بسبب إنفاقها على علاج والدتها.

السيدة الأربعينية التى رفضت الزواج لرعاية والدتها المتوفاة منذ 4 سنوات بعد تدهور حالتها الصحية واضطرت معها إلى بيع منزلها بمبلغ 32000 جنيه والعيش بداخل إحدى الحجرات فى جزيرة "القرصاية"، حيث أنفقت كل ما تملك على علاج والدتها فى مستشفى قصر العينى نتيجة لمعاناتها من مرض الكبد الذى تطلب إجراء عمليات بذل للمياه تقدر بـ1000 ثلاث مرات أسبوعيًا.

وقالت وفاء: "كنت أتصور أن بيع المنزل سوف يتكفل بعلاج والدتى ولكننى فوجئت بأن مبلغ 32000 جنيه لم يكف سوى شهر واحد فقط للعمليات إلى جانب مصروفات العلاج وكان حالة والدتى بحاجة إلى 10000 جنيه أخرى، من أجل مواصلة العلاج، وهو ما دفعنى إلى التفكير فى التجارة عن طريق شراء أجهزة كهربائية بالتقسيط وبيعها وبالفعل قمت بشراء الأجهزة مقابل الإمضاء على 11 وصل أمانة غير محددة القيمة ولكن قبل إتمام العلاج توفيت والدتى فى الوقت الذى عجزت فيه عن سداد المبلغ وقيام صاحب المعرض بتحريك دعوى قضائية بـ3 وصولات نتج عنها صدور حكم بالحبس 6 أشهر قضيتها جميعًا قبل أن تقوم إحدى الجمعيات بسداد ذلك الدين ويتم الإفراج عنى.

وعلى الرغم من المتاعب التى واجهتها وفاء من أجل والدتها التى عبرت عن حبها لها بقولها "كان نفسى يعملوا فيا أى حاجة وأمى تعيش حتى ولو وصل بيا الحال إنى أخدم فى البيوت".

الآن تعيش وفاء فى حالة مادية صعبة فهى بدون مصدر رزق يكفل لها حياة كريمة
الاقتراض من أجل الإنفاق على الأولاد
سوء الحالة الاقتصادية دفعها لاقتراض مبلغ مالى من أحد البنوك هى وعدد من جيرانها والإمضاء على العشرات من إيصال الأمانة .

وتقول "ه.س" السيدة الثلاثينية العمر والأم لخمسة من الأبناء فى مراحل التعليم المختلفة: "بعد انفصالى عن زوجى لم يكن أمامى سوى شراء خضراوات وبيعها فى سوق الزاوية بهدف الإنفاق على أولادى لذلك توجهت إلى أحد البنوك بهدف الحصول على قرض بمبلغ 1500 جنيه يساعدنى فى شراء خضار لبيعه فى السوق وهو نفس الأمر الذى فعله عدد من الجيران وكنت ضامنة لهم أمام البنك .

غلاء الأسعار نتج عنه كساد فى حركة البيع أدى فى النهاية إلى عدم قدرة الأم على دفع أقساط القرض هى وزملائها وهو ما أدى إلى صدور حكم ضدهم بالحبس سنة لكل منهن بعد نتيجة قيام البنك بتحريك دعوى قضائية ضدهن لعدم سداد الأقساط.

وتقول "ه.س" لم نستطع سداد الأقساط ولم يكن معنا أى أموال لتوكيل محامين للدفاع عنا وبعد فترة من تداول القضية فى المحكمة وصدور أحكام بالحبس على كل منا عام قمنا بالتوجه إلى إحدى الجمعيات الشهيرة التى قامت بالتفاوض مع البنك وسداد المبلغ لنستطيع فى النهاية قضاء العيد فى المنزل مع أولادنا بأمان .

الاقتراض لعلاج الزوج والابنة


أم أحمد هو الاسم الذى تشتهر به وسط جيرانها فى محيط سكنها فى شارع أحمد حلمى أحد أشهر الشوارع فى منطقة شبرا.

السيدة الأربعينية التى وجدت نفسها فجأة مسئولة عن أسرة بأكملها مكونة من خمسة أولاد فى مراحل التعليم المختلفة بعد عجز زوجها عن العمل بسبب إصابته بفيروس "C" وأصبحت مطالبة بتدبير مصروفات أبنائها بجانب علاج زوجها وابنتها الوسطى التى تعانى من ورم فى العظام تطلب إجراء عملية عاجلة لتغيير عظام الساق بالكامل، لم يكن هناك مفر سوى بيع أثاث منزلها بالكامل والاقتراض من جيرانها أجل تدبير مصروفات العملية وهو ما تشرحه بقولها.

"بعد إصابة زوجى أصبحت المسئولة عن تسيير أمور المنزل والإنفاق على أولادى الخمسة بجانب تدبير علاج زوجى الذى يعانى من فيروس "سى" وابنتى التى تحتاج إلى إجراء عملية جراحية لتركيب شرائح ومسامير فى ساق ابنتى وهو ما دفعنى إلى الاقتراض من إحدى جيرانى 500 جنيه لتكملة مصروفات العملية الجراحية التى تصل إلى 12000 جنيه على أن يتم تسدديها بواقع 5 جنيهات فى اليوم الواحد إلا أننى فوجئت بقيامها برفع دعوى قضائية تطالبنى من خلالها بتسديد 3 آلاف جنيه مستغلة الإيصال الذى قمت بإمضائه على بياض كضمان لها لسداد مبلغ 500 جنيه وهو ما تسبب فى إصدار حكم بالحبس عامًا كان على وشك التنفيذ قبل أن تتبرع إحدى الجمعيات بسداد المبلغ وعلى الرغم من انتهاء أزمة الحبس إلا أن معاناتها لم تنته حيث لا تزال ابنتها بحاجة إلى إجراء عملية أخرى بسبب عدم تقبل ابنتها للشرائح والمسامير التى تم تركيبها من قبل وتحتاج إلى إجراء عملية أخرى لتغيير عظام الساق بالكامل فضلاً عن عدم قدرتها على تدبير أموال الإنفاق على المنزل قائلة: "نفسى فى ماكينة خياطة تساعدنى أصرف من خلالها على أولادى وزوجى".


1
الحاجة وفاء


2
إحدى الغارمات




موضوعات متعلقة:


غدا .. عشرات الغارمات يغادرن سجن طرة بعد سداد مديونياتهن










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة