مع الساخرين.. أكرم القصاص: التكنولوجيا قهرت الإنسان وضحكت عليه

الجمعة، 01 يوليو 2016 05:25 ص
مع الساخرين.. أكرم القصاص: التكنولوجيا قهرت الإنسان وضحكت عليه غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عزيزى الذى هو أنا وأنت وهم وهن وهؤلاء.. نعيش فى هذا العالم، وسوف نموت فيه، دون أن نعرف ماذا سيكون فى الغد لكنا نتخيل كل شىء، بعد أن أصبحنا نشترى الشمس فى زجاجات، والهواء فى معلبات، الآن لا أحد ينام، أمام مئات القنوات الفضائية والأرضية، فضلا عن مواقع الإنترنت والصحف الاليكترونية والمدونات، التى تبث الأخبار والأحداث والأفلام والشائعات، والتوك شو وتحليلات وتفسيرات تجعل المواطن أكثر حيرة"، بطريقته الساخرة استطاع أكرم القصاص أن يرصد خلال كتابه "عولم خانة" الصادر عن دار "حواديت"، التغيرات التى أصابتنا بسبب فعل التكنولوجيا فى الفترة الأخيرة.

يرى أكرم القصاص بطريقته المميزة فى الكتابة الساخرة وبروحه المرحة القادرة على مناقشة القضايا الشائكة فى كتابه الذى يأتى فى ثمانية فصول هى "طوبى للأغبياء لأنهم يعيشون أكثر، ورينى محمولك أقولك من أنت، موتى أون لاين، المرحوم بيتصل، ملابس جاهزة ومشاعر معلبة، حمار تكتيكى وجحش استراتيجى، والإعلان يبرر الوسيلة، وسياسى رشيق وجميل وكذاب، وبرامج تقدم الكذب للمنازل، وداوينى بالتى كانت أون لاين، وجواسيس أكثر بياضا" أن الإنسان انسحق تماما أمام ثورة التكنولوجيا وأنه أصبح عاجزا عن المقاومة واستسلم لقدره، وأن هذه التغيرات سريعا ما ظهر أثرها الفتاك على حياتنا الفقيرة غير القادرة على استيعاب أو مسايرة ما يحدث فى العالم من حولنا.

يعتبر أكرم القصاص فى الكتابة الساخرة امتدادا لجيل من كبار الكتاب منهم أحمد بهجت وأحمد رجب، ويختلف تماما عن كثيرا من الكتابات المنتشرة فى المرحلة الأخيرة والتى تقصد المخالفة اللغوية فقط أو التبسيط المخل أو التعامل مع اللهجة العامية من باب البحث عن قراء أكثر عددا أو محاولة استخدام لغة خارجة عن السياق من باب لفت الانتباه، فمنطق القصاص فى الكتابة الساخرة يكمن فى الانشغال بالأمر والبحث عن المفارقة التى حدثت فيه عندما اصطدمت بالأمر الطبيعى الذى كان يعرفه المجتمع ومعتاد على التعامل معه.

السخرية عند أكرم القصاص تأتى من الهموم المتراكمة التى تدفعه دفعا للكتابة عنها، يقول أكرم القصاص "إذا ضاع منك حذاء أو سيارة ابحث فى جوجل، وإذا افتقدت عزيزًا أو فقدت صديقًا فتش عن المواساة فى الشبكة العنكبوتية، فى مدونة، أو نكتة، فى دردشة أو مشاجرة، استمتع بالشائعات، لو ضايقتك الأخبار العادية، وبعد فترة سوف تعتاد على تعاطى أنباء الكوارث مثلما تشرب قهوة الصباح".

وكتب يسرى حسان عن الكتاب يقول "يدرك أكرم القصاص الفارق بين السخرية والاستظراف، ويدرك كذلك أن الكتابة الساخرة ليست اختياراً وليست بالنية، وليست بغرض جلب الانبساط للقارئ، لكنها استعداد فطرى لدى صاحبها، لذلك تأتى كتابته على سخريتها وشقاوتها أكثر وجعاً وإيلاماً وتصيب الهدف مباشرة دون حذلقة أو فذلكة ودون تقمص شخصية المفكر الاستراتيجى".

إذا ضاع منك حذاء أو سيارة، ابحث فى جوجل، وإذا افتقدت عزيزا أو فقدت صديقا فتش عن المواساة فى الشبكة العنكبوتية فى مدونة، أو نكتة، فى دردشة أو مشاجرة. استمتع بالشائعات، لو ضايقتك الأخبار العادية. وبعد فترة سوف تعتاد على تعاطى أنباء الكوارث، مثلما تشرب قهوة الصباح أو تسحب نفس سيجارتك.




موضوعات متعلقة..


- مع الساخرين..رحاب بسام.."أرز بلبن لشخصين" كتاب عن الاضطرابات النفسية









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة