د. محمد محيى الدين لودن يكتب: برلين رايح جاى

الجمعة، 17 يونيو 2016 02:00 ص
د. محمد محيى الدين لودن يكتب: برلين رايح جاى مطار - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمضيت أسبوعا فى برلين فى النصف الأول من يونيه 2016 لقضاء مصلحة، وكانت تنقلاتى بها بالمواصلات من اتوبيس إلى مترو الأنفاق الذى اسمه الألمانى U Bahn والأغلبية فى المترو السريع الذى يسير غالبا فوق الأرض واسمه S Bahn.

أنا قاهرى المولد أقطن برلين منذ 1980 ولكنى عشت بالقاهرة فى السنتين الماضيتين. ولاحظت تغيرا كبيرا فى برلين منذ 2014 حين غادرتها إلى مسقط رأسى القاهرة الحبيبة، نعم حبيبة رغم ما عانيته فى السنتين الماضيتين من انقطاع الكهرباء والماء، وأسوء من ذلك الزبالة فى الشوارع وحرقها وما قرأته فى اليوم السابع أن الدخان الناتج يسبب السرطان والعياذ بالله.

نعود إلى برلين ولا أود أن أكتب هنا عن نظافتها وعن انتظام مواعيد مواصلاتها، ولكنى أكتب عن مشاهداتى فى هذه المواصلات وفى شوارع المدينة.

فرحت كثيرا لسماع لغة القرآن الكريم، لغتى الحبيبة يتكلمها الكثيرون باللهجة الشامية، ولكن سرعان ماتبدلت فرحتى حزنا وأسى على إخوتى السوريين الذين فروا من الجحيم. أخرجوا من ديارهم ليصبحوا لاجئين بكل ما تحمله هذه الصفة من زل ومهانة. اللهم أرجعهم لديارهم معززين مكرمين قريبا يارب العالمين.

جلست فى عربة المترو السريع وأمامى مقعدين على اليمين ومقعدين على اليسار، جلس عليهما شاب وفتاة من سوريا يبدو أنهما أخ وأخته للشبه الكبير بينهما. الفتاة محجبة ملابسها نظيفة وكذلك أخوها، يتكلمان بأدب وبصوت منخفض فتذكرت نصيحة لقمان لإبنه. أما المقعدان على اليمين فكان من عليهما من أهل الشمال، شاب وفتاة أبدت السيدة الألمانية الجالسة بجانبى إشمئزازها من أفعالهما، كانت الفتاة أكثر عهرا من الشاب فى التقبيل وما هو اكثر من ذلك. لقد بدا لى الشاب خجولا بعض الشيء ولكنه مارس معها ما فاقته فيه. صورتان مجسمتان أمامي، على اليسار من أحسبهما من أهل اليمين، فأتذكر أن الله تعالى أنعم علينا وكرم الإنسان وخلقه فى أحسن تقويم، وأنظر إلى اليسار فأتذكر أيضا المغضوب عليهم والضالين. شتان بين ثقافتين إحداهما ربانية والأخرى شيطانية. اللهم احفظ للسوريين إيمانهم واهدى الضالين الصراط المستقيم.

نعم هناك فى برلين الكثيرين من الألمان هداهم الله سواء السبيل. لى منهم عديد الأصدقاء.

و فى يوم آخر جلس بجانبى فى مترو الأنفاق شاب ألمانى لم يتعدى العشرين جميل المحيا ملابسه السوداء فى غاية الأناقة، ليس من السهل على من لايعرف سروال السلف كنه جليسي، بدأته بتحية الإسلام وسألته فى أى المساجد يصلى فأجابنى مسجد التوبة، وإن كنت أعرف الكثير من مساجد برلين إلا أنى لا أعرف هذا المسجد، فسألته إن كان مسجدا سلفيا فأكد لى صحة إستنتاجى.

فقلت له أنى كنت أستاذا بجامعة الأزهر، وعجبت لعدم معرفته كنه الأزهر. يا أزهرى الحبيب إنك مقصر فى نشر رسالة الإسلام الوسطى. ولا أعفى نفسى من التقصير، فالله تعالى أدعو أن يمكننى من المشاركة فى هذا حين عودتى إلى برلين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة