حمدى المغازى يكتب: النصب بالتكنولوجيا والمظاهر الخداعة

النصب غير السرقة شتان بينهما لأن فى السرقة يأخذ السارق كل ما يريد منك دون علمك أما النصب هو أخذ ما يريد النصاب منك برضاك وعن طيب خاطر.

ومنذ الأزل والنصب متواجد ومنتشر ويصول ويجول بين البشر عبر الأزمنة وقد اختلفت صوره وتعددت وتطورت بتطور هذه الأزمنة حتى اصبح يسيطر على سلوك الطماعين والطامعين من البشر بشكل كبير ومع تطور عصرنا بالتكنولوجيا السريعة جدا" واستغلالها فى عمليات النصب للكسب السريع دون ادنى مجهود حيث يستخدم النصاب التكنولوجيا على حسب طبيعة وطريقة عملية النصب للإيقاع وإقناع الزبون بمدى صدقه وخداعه وتحميسه واستفزاز غريزة الطمع بداخله ومنها يتم الايقاع به بمنتهى السهوله واليسر.

وفى عصرنا هذا عصر المظاهر الكاذبة الخداعة يسهل على النصاب أن يخدع أى إنسان بمظهره وحديثه المعسول وسيارته الحديثة وهو فى الاصل مستأجرها من احد معارض السيارات وبالموبيل آخر موديل وهو صينى من العتبه. ودائما" ما تكون هذه هى الأدوات التى يستخدمها النصاب لكى يجذب إليه فريسته.

وهناك أيضا نصب عن طريق النت وهو عبارة عن شركات وهمية بأوراق مزورة تجذب السذج لاستثمار اموالهم فى مشاريع وهميه حيث يلعب هنا على غريزة الطمع وللأسف ينجح فى كثير من الاحيان. وأيضا" من صور النصب على النت تجد النصب عن طريق استخدام كروت شحن الموبيل وهنا يلعب على اثارة الغرائز وخاصة الغريزة الجنسية عند الجنسين والنصب هنا يعتمد على احتياج الشاب أو الشابه لهذه الغريزة وبالطبع يتم النصب عليهم بكل بساطه والمضحك ان أحد الشباب يتحدث إلى إحداهن ويدفع لها كرت الشحن دون أن يراها أو يسمع صوتها وفى الغالب يتضح أنها ولد نصاب أو حتى بنت فبعد ما تحصل الفتاة على كارت الشحن تتبخر وهذا على سبيل المثال لا الحصر لأن الأمثلة كثيرة ومتعددة للنصب عن طريق التكنولوجيا والمصيبة أننا نعرفها جيدا "لأنها واضحة وضوح الشمس ورغم هذا مازال هناك من يقع فى شيرك هؤلاء النصابين.

وهذا ما يحدث بالفعل للأسف فالى متى نترك غرائزنا لتتحكم فينا بهذا الشكل المؤسف وتجعل حفنه من البشر الاشرار يتفننوا فى استخدام التكنولوجيا للإيقاع بنا بهذا الشكل الهزلى. فعلينا أن نتنبه ونستيقظ من غفوتنا وأن نسيطر على غرائزنا ونتعلم من دروس الماضى وتجارب الآخرين ونقضى على هذه الظاهرة السلبية فى مجتمعنا ونطهره من هذا الدنس بحيث لا يجد النصاب من ينصب عليه وأيضا" يتم تعديل قانون العقوبات لجميع هذه الجرائم مثل السرقة والنصب ليصبح اصحابها عبرة لمن لا يعتبر.