فيصل سليمان أبو مزيد يكتب: احذروا الصائدين فى الماء العكر

الجمعة، 06 مايو 2016 08:00 م
فيصل سليمان أبو مزيد يكتب: احذروا الصائدين فى الماء العكر الرئيس السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من سمات أى وطنى - يرفع شعار حب مصر - فى تعامله مع الأزمات والأحداث التى تمر بها مصر أن يتصف بالحكمة والتعقل فى معالجة المواقف والأزمات، بحيث لا يكون سببا فى اضطرابات وفتن يسعی لنشرها ضعاف النفوس وأرباب الفتن باستغلالهم أى موقف تتعرض له مصر من أبنائها- وإن كان عن حسن نية - لبث الفوضی ونشر الفتن للعودة بمصر إلی الوراء.

وقد أثرت التريث فى الكتابة، وبالأحری فضلت استخدام دواء الصمت الناجع فى أى فترة عانت فيها مصر من أحداث لا تحسد عليها، حتی لا تكون جلبة الأصوات مثبط لهمم الرجال الساعيين إلی نقل مصر إلی الأمان.

وكم كنت أود أن يستخدم المرء تلك الأسلحة فى الأزمة الناشئة حالياً بين الداخلية والصحافة، وكلاهما مكون مهم وأساسى فى إرساء قواعد النظام وتأصيل مبدأ الحريات والحفاظ علی سلامة المجتمعات، ويضم فى صفوفه وطنيون من خيرة أبناء الشعب، الذين يسعون لرفعة وازدهار مصر.

ولعل أكثر ما أخشاه فى هذه الأزمة، وأراه خطراً قد يثقل كاهل الدولة، ويعطلها عن مسيرتها هو أن يستغل هذا الموقف أولئك الذين يصطادون فى الماء العكر ليبثوا سمومهم، وينفذوا أجنداتهم، فيتشدقوا بعبارات الوطنية والحريات لتحقيق أهدافهم الخبيثة وتهييج الشعب، وتأصيل مبدأ العداء بين مكونات المجتمع المدنى.

وهذه نقطة خطيرة لابد أن يعيها المسئولون فى تعاملهم مع القضية، ويفوتوا الفرصة علی هؤلاء المرضى بعقلانية وحكمة فى تعاملهم مع الأزمة الجارية.

فنحن جميعاً فى سفينة واحدة تبحر بنا لنصل دائما إلى بر الأمان، وحين يتخاصم اثنان علی ظهرها، فلابد أن يسعی العقلاء إلی إنهاء الانقسام ورأب الصدع، لكى لا يتعرض مركبنا للخطر. ولعل أخطر مافى هذه الأزمة - من وجهة نظرى - هى لغة التحدى الواضحة فى مطلب إقالة السيد وزير الداخلية، وهذا مؤشر خطير لو تم تحقيقه لفتحنا الباب لأى فئة لتخرج علينا بكل تصميم وتطالب بإقالة أى مسئول !

فالمتربصون لسقوط مصر كثر، وللأسف يعيشون علی أرضها، فضلاً أن مصر مازالت تعانى من الفاسدين مثيرى الفتن، ولم تنته بعد من حملتها لاجتثاث الإرهاب، وحينها سنعود للمربع الأول، لنعانى مما عانت منه الدولة إبان حكم الإخوان من فوضی واضطرابات عطلت مسيرة العطاء.

فلابد من تفويت الفرصة علی كل يعمل علی استغلال الأزمة ليبث سمومه، وألا نكون ذريعة لهم وسبباً فى زعزعة الاستقرار فى مصر، فالمصلحة العليا تقتضى منا تحكيم العقل والتعامل بالحكمة، حفظ الله مصر ومن عليها.. آمين آمين آمين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة