"دراسات السلام" يصدر النسخة العربية من "تكلفة الصراع فى الشرق الأوسط"

الإثنين، 23 أغسطس 2010 10:18 م
"دراسات السلام" يصدر النسخة العربية من "تكلفة الصراع فى الشرق الأوسط" غلاف التقرير
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قام معهد "دراسات السلام" التابع لحركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام الذى تستضيفه مكتبة الإسكندرية، بترجمة وإصدار كتاب "تكلفة الصراع فى الشرق الأوسط" "Cost of Conflict in the Middle East" الصادر عن مجموعة "إستراتيجيك فورسايت" بالهند، الكتاب عبارة عن تقرير يناقش التكلفة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية للحروب المشتعلة بمنطقة الشرق الأوسط، ويقارنها بكلفة إحلال السلام.

وقالت الدكتورة عزة الخولى، نائب مدير المعهد: "إن تقرير "تكلفة الصراع فى الشرق الأوسط" يركز على الأمن الإنسانى فى الشرق الأوسط، والشعوب الموجودة بالمنطقة، ويهدف إلى إعطاء تقديرات شاملة لتكلفة الصراع وفوائد للسلام فى الشرق الأوسط". وأشارت إلى أن التقرير هو مدخل مبتكر لحث الجمهور العام والخبراء والقادة فى الشرق الأوسط على التأمل فى حجم ما خسروه بسبب الصراعات، وحجم الخسارة المتوقعة فى المستقبل، والتأمل فى المكاسب التى سوف تعم على الجميع فى حالة تحقيق السلام.

وقام بإعداد التقرير الذى يقع فى 177 صفحة الباحثان سنديب ويسليكار وإلماس فوتهاللى، ويدعم التقرير أربع منظمات تابعة لدول محايدة، وهى حزب العدالة والتنمية فى تركيا، والإدارة الفيدرالية للشئون الخارجية فى سويسرا، ووزارة الشئون الخارجية فى النرويج، ومؤسسة قطر ومكتب سمو الأمير فى قطر، وتناقش الفصول العشرة للكتاب بالتفصيل التكلفة الاقتصادية والعسكرية والبيئية، والاجتماعية والسياسية للصراع، والتكلفة على الشعب الفلسطينى وإسرائيل، والتكلفة للمجتمع الدولى، ومزايا السلام الدافئ، وسيناريوهات السلام فى 2025، وسلم بناء السلام.

ويأتى التقرير مدعومًا بالإحصاءات والرسوم البيانية لتوضيح نتائج التقرير بالأرقام والصور. ويعتمد البحث على أدوات بحثية تم تطويرها لدراسات عن الصراع بين الهند وباكستان وسريلانكا، كما أنها تركز على التكلفة المستقبلية، باستخدام منهج بناء السيناريوهات للسنوات من 2009 إلى 2025. وتقوم الدراسة على أساس بحث مكثف على مستوى الاقتصاد الكلى، ومُداخلات من خبراء من الشرق الأوسط، ومناقشات عديدة مع أشخاص من المنطقة، ونصائح من خبراء السياسة الدولية.

ويُقيّم التقرير التكلفة فى الماضى والحاضر والمستقبل بالمنطقة، مع الأخذ فى الاعتبار نطاق واسع من المعايير، وبالتالى فهو يعمل على توسيع الفهم لأنماط الصراع، والاختيارات التى يمكن استخدامها لتبنى منع الصراعات وحلها، ويأخذ منهج تكلفة الصراع فى الاعتبار التكلفة المختلفة الناتجة عن الصراع، كما أنه يميز بين التكلفة للأشخاص والتكلفة للدول المعنية بالصراع، وكذلك التكلفة بالنسبة للمجتمع الدولى، ويقوم منهج تكلفة الصراع بمقارنة هذه التكلفة مع المنافع التى قد تنتج عن السلام، ويأخذ فى الاعتبار التكلفة المباشرة للصراع، مثل الوفيات البشرية والمصروفات العسكرية وتدمير البنية الأساسية، والتكلفة غير المباشرة التى تقيس تأثير الصراع على المجتمع، مثل تكلفة الهجرة والإذلال ونمو التطرف وعدم وجود مجتمع مدنى.

ويبين "تكلفة الصراع فى الشرق الأوسط" أن الناتج الإجمالى للخسائر الاقتصادية فى الشرق الأوسط هى اثنتا عشر تريليون دولار، فى الفترة من عام 1991 إلى عام 2010. ويشير إلى أن فترات السلام قد أظهرت أن الدول يمكنها أن تنمو بمعدل 6% من إجمالى الناتج المحلى فى السنة، ويرجع الفشل فى تحقيق نمو فى الشرق الأوسط، وفقًا للتقرير إلى عدم الاستقرار السياسى والصورة العامة بالمنطقة، وهى تلك المرتبطة بالتطرف والصراعات العنيفة، ويُظهر التقرير أن الشرق الأوسط هو المنطقة الأكثر تسليحًا فى العالم بجميع المقاييس، من حيث نسبة إجمالى الناتج المحلى المخصصة للنفقات الدفاعية، والخسائر فى أرواح المدنيين، وعدد الشباب من الرجال المرتبطين بالقطاع الأمنى فى شكل أفراد أساس أو أفراد احتياط أو قوات شبه عسكرية، حيث يتحمل الشرق الأوسط أعلى نفقات عسكرية فى العالم، حيث قام بتخصيص فى المتوسط 6% من إجمالى الناتج المحلى على النفقات العسكرية فى عام 2005.

ويشير الكتاب إلى أن الصراعات الموجودة فى الشرق الأوسط منذ عام 1948 وحتى 2008 كانت فى الأساس صراعات سياسية ذات أبعاد اجتماعية ودينية قوية، والتلف الذى حدث فى البيئة كان نتيجة لهذه الصراعات، ولكن فى المستقبل قد تتحول موارد البيئة، خاصة ندرة المياه، إلى سبب للصراع، إضافة إلى كونها نتيجة للصراع.
ويبين التقرير أن الصراع له تكلفة اجتماعية أيضًا، فإن سياق الصراع يخلق شعورًا باليأس ويروج للآراء المحافظة اجتماعيًا، ويقوى القوات من خلال الرؤية المطلقة والنزعات الاستبدادية وكبت الإبداع ووأد الأمل.

وعلى مدار السنوات أدى الصراع إلى ضعف نسيج العلاقات الإنسانية القائم على الثقة والأخلاق، ودمر الأطفال وذوى الفكر، ولم يعد هناك علاقات مدنية طبيعية بين العامة والحكومة فى العديد من الدول.

ويذكر الكتاب أن الصراع كان له بالغ الأثر على الشعب الفلسطينى، فقد بلغت عدد الوفيات منذ انتفاضة عام 2000 أكثر من أربعة آلاف شخص، كما تزايد عدد الأشخاص الذين يعيشون فى فقر مدقع فى عام 2006 لأكثر من مليون شخص، ويعانى حوالى 42% من الأسر الفلسطينية فى المناطق التى تأثرت بالجدار الفاصل من مشاكل فى الوصول للخدمات الصحية، وكان التأثير الأكثر تدميرًا للصراع هو انهيار المؤسسات الفلسطينية.

ويؤكد التقرير على أهمية بناء السلام الدافئ فى الشرق الأوسط، والذى يمكن وصفه بأنه ليس فقط غياب العنف، ولكن وجود تناغم اقتصادى واجتماعى وثقافى وسياسى نشط، وعندما تبدأ المنطقة الدخول فى عصر السلام، يصبح من الممكن التفكير فى مشروعات جديدة وخلق تأثير متعدد.

ويقدر التقرير تكلفة التغيير بالنسبة للعرب وأرباح السلام بمبلغ 52 مليار دولار، ويمكن أن يؤثر السلام بالإيجاب على عدد كبير من المجالات ومنها النقل، والروابط الاجتماعية، وفرص التجارة، والتنوع الاقتصادى، والدخل، وفرص العمل، ونمو القطاع الخدمى، ونمو المستوى المتوسط، والتعليم العالى، والسفر والاتصالات، والروابط الاجتماعية، والتكامل فى الاقتصاد العالمى، والاستثمار الأجنبى المباشر، والتنوع الاقتصادى، والتطور التكنولوجى، والاستقرار.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة