همت سلامة

هل يحتاج الرئيس إلى التطبيل والتهليل؟

السبت، 16 أبريل 2016 09:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يسمع الرئيس عبد الفتاح السيسى للآراء المعارضة لسياسته؟ هل يعلم الرئيس كم الاحتقان الذى غمر الشوارع والميادين أمس فى مظاهرات احتجاجية لرفض تبعية جزيرتى تيران وصنافير للسعودية؟ هل يشاهد الرئيس البرامج التليفزيونية التى تعرض مشاكل الناس وهمومهم؟ وفى النهاية هل يتقبل الرئيس النقد ويستجيب لسماع ما يخالف رأيه وتوجهه فى إدارة البلد؟

أسئلة كثيرة تدور فى عقل كل من يرى أن هناك مشاكل فى تعامل الدولة مع القضايا التى تواجهنا خاصة أزمة تيران وصنافير، فالجميع أقر أن الدولة لم تختر الوقت الزمنى المناسب لعرض القضية على الشعب، وكان لابد من أخذ مسار آخر بالشكل الذى لا يظهر معه السعودية دفعت ثمن الجزيرتين كاتفاقيات اقتصادية بالمليارات.

فى الوقت الذى خرج فيه عدد كيير من المواطنين فى الشوارع، كان الرئيس فى جبل الحلال يرافقه عدد من شباب الإعلاميين والصحفيين كشهود على إنشاء مشروع قومى عملاق يوفر مليونى فرصة عمل وتنشيط حركة السياحة والسوق، رسائل كثيرة وجهها الرئيس خلال اللقاء الذى شمل أيضًا اعترافات واضحة وصريحة منه بالعديد من الأزمات التى تمر بها البلد داخليًا وخارجيًا.

اللافت للانتباه وحسب ما يؤكده عدد كبير من الزملاء الصحفيين الذين حضروا اللقاء أن هناك تغيرًا فى آلية ومسار الحوار بين الرئيس والشباب من خلال خلق مساحة للنقد أكبر مقارنة باللقاءات السابقة معهم، خاصة لقائه مع ممثلى فئات المجتمع يوم الأربعاء الماضى الذى انتقده الكثير لاسيما أن الرئيس كان هو صاحب الرأى والكلمة ولم يتحدث غيره خلال اللقاء.

تأكيدًا على فكرة تغير طريقة الحوار بين الصحفيين والرئيس اسمحولى أنقل لكم جزءًا من حديث الصحفى محمود التميمى مع الرئيس خلال كلمته أمس وهو الحديث الذى جاء مختلفًا تمامًا عن الأسلوب المتعارف عليه بين الرئيس وأى صحفى أو علامى آخر.

"التميمى: "مساء الخير.. أنا رئيس تحرير برنامج تليفزيونى.. إحنا المعدين "اللى بينقلوا من السوشيال ميديا" زى ما حضرتك وصفتنا.. بس الحقيقة الكلام ده مش دقيق.. الحقيقة إن اغلبنا بنحترم مهنتنا فاهمين شغلنا وفاهمين المعايير المهنية المنضبطة لإعلام محترم.. يمكن حضرتك قصدك مجموعة كلنا ننتقدها ينقصها المهنية.

قائلاً: أنا محتاج أتوقف عند جملتين حضرتك قلتهم.. الأولى: "إحنا بنعانى من شرخ فى مجتمعنا والشرخ ده لازم يلتئ،م واستكمل: وأنا بقول لحضرتك إن الشرخ ده مسئوليتك شخصيًا وإصلاحه أولوية كبرى لأن المجتمع منقسم وكل انقسام يجلب انقسام.. يا فندم حضرتك مشغول عنه بمشاريع وبنا ومعمار لدرجة إن حضرتك دلوقت بقيت زى أى متخصص فى أعمال البنا والمقاولات وبتتكلم فى تفاصيلها زى التفاصيل العسكرية اللى هى تخصصك الأساسى بالضبط.. واضح إن ده توجه عندك.. لكن لو سمحت الشرخ ده أولوية ومسئولية رئيس الدولة بالمقام الأول إصلاحه وإزالة أسبابه والنهاردة شايفين نتايجه.
الحاجة التانية اللى حضرتك قلتها إن العالم بيشوفنا بمعاييره هو.. علشان كده عايز اسأل سيادتك عن الصورة اللى بياخدها العالم الخارجى عن مصر من كلام سيادتك.. حضرتك فى خطاب ٢٤ فبراير قلت ماتسمعوش كلام حد غيرى.. لو سمحتم اسكتوا.. تفتكر العالم الحر فهم من كلام زى ده إيه؟ مفردات خطابك بتوصلنا لأيه؟.. يا فندم صورة حضرتك بالخارج أصبحت إنك رجل يريد أن يسمعه الجميع ولا يريد أن يسمع أحد وأنا عارف أنك ماتحبش تكون صورة رئيس مصر كده.. طيب هل اكون متجاوز إذا طلبت من حضرتك مراجعة مفردات خطاباتك بعد كده؟!.. هل من الممكن أن تعيد مؤسسة الرئاسة لغة خطابات رأس الدولة حفاظًا على صورة مصر ورئيسها؟.

بعد انتشار حوار التميمى مع الرئيس كان كل هدفى هو سؤال زملائى الذين حضروا اللقاء عن رد فعل "السيسى" على هذا الحديث الذى اتسم بالمصارحة، وجاءت كل الإجابات "مفحمة لى، حيث أكدوا: "الراجل استقبل كل الكلام بحفاوة وصدر رحب.. انتى فاكراه أضايق بالعكس ده كان مبسوط جدًا وكلنا صفقنا وهو كان بيسمع بحرص شديد.. عارفه ده كمان قاله خد بالك كل اللى انت بتقوله ده فى ناس بتسجله عشان نعمل بيه".

السؤال هنا إذا كان الرئيس يتقبل كل هذا الكلام والنقد بعيدًا عن النفاق وتلميع الصورة والتطبيل المستمر من قبل مجموعة من الاعلاميين، اذا فالعيب فينا حينما يأخذ البعض منا مواقف مجانية بالتأييد على الفاضى والمليان دون التفكير، دون ان نسأل أنفسنا، هل هذا ما يحتاجه الوضع الراهن؟ هل يعرفون أنهم يضللون أنفسهم قبل الرأى العام، وأن "الرئيس مش عايز كده"؟ هل يعلمون أن النغمة السائدة هى التطبيل وتقديم معلومات مغلوطة تضر بالدولة وصورتها لأنها تصدر دائمًا فكرة تأليه الرئيس؟
فى النهاية أذكركم وأذكر نفسى بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا لقيتم المداحين فاحثوا فى أعينهم التراب".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة