فيصل سليمان أبو مزيد يكتب: جزيرتا صنافير وتيران.. وفن التعامل

الجمعة، 15 أبريل 2016 08:10 م
فيصل سليمان أبو مزيد يكتب: جزيرتا صنافير وتيران.. وفن التعامل جزيرتا صنافير وتيران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخذت قضية جزيرتى صنافير وتيران للسعودية اهتماماً واضحاً فى وسائل الإعلام، وتصدرت مواقع التواصل الاجتماعى بين مؤيد ومعارض للقرار، وشحذ كل فريق أسلحته الدفاعية لإثبات صحة موقفه من أدلة وبراهين دامغة، وخرائط ومعاهدات قد بينت وضع تلك الجزيرتين.

وقد فاجأ الخبر الجميع، وانقسم الشارع بين مؤيد لسياسات القيادة، التى تفعل ما تراه مناسباً لشعبها ومصالح مصر العليا، وبين معارض يری فى ذلك تفريطاً فى تراب مصر، وتنازلاً عن حق تبذل لأجله الدماء، وهو ما يرفضه الشعب جملة وتفصيلاً.
وبين هذا المؤيد وذلك المعارض، تحدث من يعرف الحقائق وكذلك من يجهل التاريخ، بل وجدنا من وقف بين الفريقين، فكانت رؤيته ضبابية.
فعمت فوضی أخلاقية لا نحسد عليها، وامتلأت وسائل التواصل بعبارات وصور جعلتنا مثار تهكم وسخرية، من أولئك الذين يتربصون لمصر الدوائر والنكبات.
وحقيقة فإننى لا ألوم الطرفين علی موقفهما من القضية، فمن أعترض القرار حركه حسه الوطنى، الذى يجعله يرفض رفضاً قاطعاً التفريط بذرة رمل واحدة من تراب مصر العظيم، التى سالت دماء الشهداء لأجلها علی أرض سيناء.
كذلك لا ألوم مؤيدى القرار، لأن القيادة تتصف بالوطنية وسعيها لخدمة مصر وشعبها، وقد حازت علی ثقته، مما يؤهلها لاتخاذ قرارات مصيرية فى صالح مصر، وقادرة علی إدارة سفينة الوطن للوصول بها إلى بر الأمان.

ولكن أری أنه كان من الأفضل عدم مفاجأة الشعب بالحدث، وإعلام الشعب بدلاً من مفاجأته، وفسح مجال لها فى وسائل الإعلام لتناولها وتوضيح اللبس فيها، وتقديم الأدلة والبراهين علی صحة أو خطأ قرار منحها، وعقد جلسات نقاش فى مجلس النواب يتم فيها استدعاء كبار رجال الدولة من العسكريين والقانون وعلماء التاريخ والجغرافيا، لإبداء رأيهم وأخذ توصياتهم، وتفنيد الآراء والتوصيات للوصول إلى قرار نهائى بات سيجد القبول حتماً لدی جموع الشارع المصرى.

ولا شك أن مصر فى هذه الفترة تحتاج منا إلی اليقظة والحكمة والهدوء فى التعامل مع أى قضية أو حدث يلم بنا، ونحن قادرون علی الوصول إلی أفضل النتائج بكل سلاسة وأريحية إذا قدمنا مصلحة مصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة