الطيب أديب يكتب: الأزهر.. الشيخ والمشيخة

الأحد، 08 أغسطس 2010 12:35 ص
الطيب أديب يكتب: الأزهر.. الشيخ والمشيخة           احمد الطيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الأزهر منذ إنشائه فى أواخر القرن الرابع الهجرى، العاشر الميلادى، نبعا صافيا ومتدفقا بعلوم الدين واللغة والأدب، ودرعا واقيا للعرب والمسلمين، ففيه تعلم قادة الأمة ومفكروها، ومن أمامه انطلقت الثورات ضد المستعمر على مر العصور.

وتبوأ منصب شيخ الأزهر علماء أجلاء كان لهم دور كبير فى النهوض بالأمة وتوحيد صفوفها. على أنه فى العقدين الأخيرين شهد الأزهر محاولات لتحجيم دوره وتسييس شيخه فأصبح يؤمر فيطيع على عكس ما كان يأمر فيطاع، وتدهورت معاهده وجامعته، وزلزلت هيبته فى العالم الإسلامى.

وعندما اعتلى الدكتور أحمد الطيب منصب شيخ الأزهر سألنى بعض زملائى وأصدقائى عن رأيى فى الشيخ الجديد فقلت لهم: إنى متفائل خيرا بالرجل لإصلاح الأوضاع المتردية داخل المؤسسة، ومصدر تفاؤلى مرجعه:

- تمتع الشيخ بمكانة مرموقة فى مصر استمدها من عائلته الطيبة التى تأمر فتطاع لمكانتها العلمية والاجتماعية ونسبها الذى ينتهى لآل البيت، وكم من مشكلات معقدة عجز الأمن وكبار المسئولين عن حلها فى صعيد مصر، ولكن الشيخ وأهله تمكنوا من حلها.

- تمتع الشيخ بقدرات فائقة فى الحجة والإقناع واستخدام الحكمة فى الحوار لكونه أستاذا فى الفلسفة والمنطق وإجادته لعدة لغات أجنبية، واتباعه لمنهج الوسطية بعيدا عن المغالاة والتهاون فى نفس الوقت.


وقد صدق حدسى حتى أن بعض الزملاء والأصدقاء الذين خالفونى الرأى فى بداية تعيين الشيخ رجعوا عن رأيهم وهم يشيدون بمواقفه الحكيمة والشجاعة التى اتخذها داخل المؤسسة وحظيت بقبول واهتمام واسع داخل المؤسسة وخارجها.

على أن مسألة إصلاح شئون الأزهر تحتاج لجهود جبارة لعودة الهيبة كاملة للشيخ والمؤسسة، فهناك بعض الأمور المهمة التى تسىء للمؤسسة العريقة وكلنا أمل فى إصلاحها ومنها:
- الاهتمام بتطوير المعاهد الأزهرية لتلائم العملية التعليمية، وإنشاء مكتبة بكل معهد لما لها من أهمية فى تثقيف الطلاب.

- القضاء على عملية الغش التى تفشت فى السنوات الأخيرة خلال امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية لانعدام ضمير بعض رؤساء اللجان والمعلمين الذين يتم ندبهم لأماكن بعيدة عن محل إقامتهم، وطول أيام الامتحانات التى تقارب العشرين يوما وفى الأمكان دمجها فى عشرة أيام.

- النظر بجدية للمناطق الأزهرية التى تفشت فيها عملية المحسوبية، خاصة فى الترقيات للوظائف العليا مقابل هدايا أو مجاملات قبلية.

- التخلص من المركزية الشديدة فى الإدارة فيكاد يكون الأزهر هو المؤسسة الوحيدة فى مصر التى يسافر فيها الموظف من قنا وأسوان وغيرها للعاصمة لاستخراج أوراق رسمية أو اعتماد طلب إجازة سنوية فى قطاع المعاهد والمشيخة ذلك الطلب المكون من أربع صفحات يصعب على الموظف عد توقيعات المسئولين والختومات التى تملأ أوجه الطلب الأربع، وفى النهاية يرجع من العاصمة بدون طلبه الذى يرسل خلفه بعد أسبوعين بالبريد على المناطق الأزهرية، وكأن الأزهر حرم عليه استخدام الشبكة العنكبوتية واستخدام التقنية الحديثة فى ربط المناطق بالمشيخة.

- يأمل الغيورون على هذا الوطن من المثقفين داخل المؤسسة وخارجها من الإمام الأكبر وضع حد أمام تمادى بعض الشيوخ من أساتذة الأزهر الذين يطلون على الفضائيات باسم الأزهر ينادون برضاعة الكبير والتبرك ببول النبى– عليه الصلاة والسلام– وإثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط أو بين السنة والشيعة لزعزعة أفكار الناس وبث روح الخلافات المذهبية والعقائدية وتشويه التراث، وتكفير الناس، وذلك مايخالف منهج الوسطية المعتدل الذى يدعو لتعايش الشعوب فى سلام وأمان بعيدا عن التعصب الأعمى الذى يثير النعرات الجاهلية ويهدم ولا يبنى.

نعلم أن الأمر يحتاج لجهود جبارة وسياسة حكيمة وحسم فى اتخاذ القرار، ولكن الأمر ليس صعبا على الإمام الأكبر الذى يعرف جيدا كيف يختار الثقات من أعوانه ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة