صالح المسعودى يكتب: العودة لزمن الفتونة

الجمعة، 12 فبراير 2016 10:00 ص
صالح المسعودى يكتب: العودة لزمن الفتونة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالتأكيد لا أقصد من عنوان المقال أن أدعو لزمن الفتونة أو أمتدحه، ولكنى وبنظرة بسيطة لا تحتاج عبقرية أرى ذاك الزمن المندثر بدأ يطل برأسه من جديد وبدأت بذوره تبحث عن التربة الخصبة التى تساعدها على النمو، فكل الشواهد تؤكد صحة هذا الكلام من خلال متابعتنا لما يدور، ولكن هيهات هيهات فشتان بين ذاك الزمن الجميل والفتونة فى أيامنا هذه.

فبالعودة للخلف قليلا وبتقديم مبسط للمفتونة فى الأزمنة القديمة كان الفتوة ذاك الرجل القوى الذى يحافظ على امن ( الحارة ) ويعرف كل كبيرة وصغيرة فى منطقته بداية من هموم أهلها فهو من يأتى بالحق لأصحابه فهو كبير( الحته ) حتى لو شابه بعض الأخطاء فهو فى ( الأول والآخر) يحافظ على الحارة ويقوم على تنظيم أمورها والعناية بها، وهو أيضا مقاتل أى انه يجيد فنون القتال للدفاع عن مركزه والحارة وأهلها كما يحيط به بعض الرجال الأوفياء له (لزوم الفتونة).

هكذا كان الفتوة وتلك كانت مناقبه وأفعاله ,, أما اليوم فحدث ولا حرج، فالفتوة فى أيامنا هذه يجيد الصوت العالى أى أنه كما يقول أهلنا فى مدن مصر ( فنجرى بق ) فهو لا يملك إلا النعيق بصوت مرتفع حتى يسكت غيره أو بعض الألاعيب التى عفا عليها الزمان.

فلا هو بالشخص النافع لمجتمعه حتى تغطى أفعاله الطيبة على مساوئه أو أنه ذو حيسية فى مجتمعه يستغلها فى إصلاح مجتمعه واحتواء أزماته كما كان يصنع ( فتوة الزمن الجميل ) فلا هذا ولا ذك ولكنه وجد لنفسه مسلكا آخر فى الحياة من خلال طرق ملتوية تارة أو علاقة بالإعلام تارة أخرى فهو يعلم كما يعلم غيره أن الإعلام لدينا الآن منفلت وهناك الكثير ممن يخشى الإعلام الآن إما ليدارى مساوئ عنده أو ليستر عرضه من النهش وهنا وجد الفتوة ضالته.

وأغرب ما استفز المواطن ذاك الزخم الذى واكب انعقاد مجلس النواب ورأى الجميع كيف يوطن بعضهم لنفسه فى المجلس ويمهد لنفسه المكانة اللائقة أو التى تناسبه من خلال نظرية ( خالف تعرف ) أو من خلال الترهيب السياسى فبعضهم أعتقد أن عليه (دبح القطة) للمجلس وأعضائه حتى لو كانت رسالة لأكبر من حجم المجلس ومفاد الرسالة ( نحن هنا ) فمن الممكن أن يعرض خدماته لمن يحتاجها.

واكب ذلك أيضا بروز بعض الإعلاميين (أو هكذا يطلق عليهم) من خلال اتخاذ منابر وبوق للترغيب مرة وللترهيب مرات مما استدعى أن يقوم رجال الأعمال للأسف الشديد بالاستثمار فى الإعلام بدلا من الاستثمار الحقيقى الذى يهتم بقوت الناس والنهوض بالاقتصاد المصرى عامة لا لشيء إلا ليجد بوق يدافع عنهم أو ليستخدمه أحدهم كسلاح يحارب به من يريد كنوع مستحدث من (الفتونة).

هذه الأنواع من (الفتونة المسخ) لابد أن تتصدى لها الدولة بكل حزم لأن السماح لها بالانتشار دون رادع سوف يستدعى ما هو أسوء من ( الفتونة ) ألا وهى (البلطجة) وهذا أمر غير مستبعد فى ظل تصوير هؤلاء أنهم يستطيعون أن يأتوا بحقهم عن طريق ( الدراع ) كما يصفها البعض، فالحذر كل الحذر لأن مصر مازالت تتعافى مما أصابها من انفلات كان الأخلاقى منه يفوق الأمنى (استقيموا يرحمكم الله).









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عمر حلمي

الفتونه المزيفة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة