لقاءات مكثفة لسامح شكرى بواشنطن تستهدف شرح أوضاع مصر واستراتيجية العلاقات

استهل وزير الخارجية سامح شكرى نشاط يومه الثانى فى العاصمة الأمريكية واشنطن بلقاءات مكثفة مع رؤساء وأعضاء اللجان الرئيسية بالكونجرس الأمريكى، حيث التقى مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وزعيم الأقلية الديمقراطية باللجنة، وزعيم الأقلية بلجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ، والسيناتور جون ماكين رئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ، بالإضافة إلى نيتا لوى زعيمة الأقلية الديمقراطية بلجنة الاعتمادات بمجلس النواب، فضلاً عن اليوت انجل زعيم الأقلية الديمقراطية بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.

وحول أهم ما دار خلال لقاءات وزير الخارجية فى الكونجرس والمناخ العام للمحادثات، أوضح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن لقاءات شكرى استهدفت بالأساس شرح حقيقة ما تمر به مصر من تطورات وعملية تحول فى المجالين السياسى والاقتصادى، واستعراض لأهم التحديات القائمة، لاسيما فى المجال الأمنى والاقتصادى، والتأكيد على تاريخية واستراتيجيه العلاقات المصرية الأمريكية بغض النظر عن توجهات الإدارة القائمة فى واشنطن، وهو الأمر الذى يفسر حرص وزير الخارجية على إتمام هذه الزيارة الهامة رغم قرب دخول الإدارة الأمريكية الحاكمة فى عامها الأخير.

وأضاف بأن جميع لقاءات وزير الخارجية مع أعضاء الكونجرس بمجلسيه عكست اهتماماً وحرصاً خاصاً من الجانب الأمريكى على تعزيز العلاقة مع مصر، وإدراكاً بأهمية دور مصر الإقليمى باعتبارها نقطة ارتكاز تستند عليها الولايات المتحدة لدعم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط ومواجهة تحديات الإرهاب وتفكك الدولة نتيجة الأزمات المتلاحقة وغير المسبوقة فى المنطقة.

واعتبر المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن محادثات شكرى مع أعضاء الكونجرس اتسمت بقدر كبير من الإيجابية والرغبة المتبادلة فى تحقيق المزيد من التفاهم والتقارب بين مصر والولايات المتحدة، وتجاوز مرحلة التوتر التى خيمت على العلاقات فى بعض مراحل السنوات الأخيرة، كما أوضحت حجم التقدير الذى يكنه أعضاء الكونجرس، سواء من ممثلى الأغلبية أو المعارضة، للرؤية والمنهج الذى يتبناه الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحقيق نقله نوعية فى أوضاع مصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسة، فضلاً عن التضحيات الضخمة التى تقدمها مصر فى حربها ضد الإرهاب ودورها الريادى فى مكافحة انتشار التطرف فى المنطقة بأكملها.

وحول تناول موضوع التحول الديمقراطى وملف حقوق الانسان وتأثيره السلبى على بعض مناحى العلاقات المصرية الأمريكية، أوضح المستشار أبو زيد، أن حديث وزير الخارجية فى هذا الموضوع مع قيادات الكونجرس اتسم بأكبر قدر من الشفافية والصراحة، وهو الأمر الذى حظى بتقدير الجانب الأمريكى وتفهمه، حيث أكد شكرى على أن الإرادة السياسية المصرية فى عملية التحول الديمقراطى ثابتة ولا رجوع عنها، وأن الشعب المصرى الذى قام بثورتين على مدار خمسة أعوام ليطالب بحقوقه يعلم جيدا طريقه ووجهته، وأن صوت الشعب المصرى لا يمكن تكميمه بأى حال من الأحوال، مسترشدا بالحرية الكاملة التى يتعامل بها الإعلام المصرى مع الأوضاع الداخلية، وحرية حركة المجتمع المدنى ونشاطه ممثلاً فى 48 ألف منظمة غير حكومية تعمل بكامل الحريه، وأكثر من 1300 مراسلاً أجنبيا لوسائل الإعلام الغربية يعملون أيضا دون أى تدخل من جانب الحكومة، محذرا من خطورة الاعتماد على تقارير إعلامية غير دقيقة تحاول تشويه الصورة دون أى أساس من الواقع أو دليل دامغ.

وأكد شكرى فى خضم شرحه للأوضاع السياسية الداخلية، أنه لا يجب إغفال أن عملية التحول الديمقراطى فى المجتمعات التى تمر بمراحل انتقالية هامة من تاريخها تتسم بالتدرج، وأن من المهم هو توفر الإرادة السياسية لعملية التحول حتى يكتمل البناء المؤسسى والدستورى الذى يحمى الحقوق والحريات ويصون عملية التحول الديمقراطى، وهو ما عكسه بالفعل الدستور المصرى الحالى.

واختتم المتحدث باسم وزارة الخارجية تصريحاته، مشيرا إلى أن ملف الأوضاع الإقليمية قد سيطر بشكل ملحوظ على معظم لقاءات شكرى فى الكونجرس، حيث كان واضحا القلق المتزايد من جانب قيادات الكونجرس المعنيين بموضوعات العلاقات الخارجية والدفاع والاستخبارات والاعتمادات تجاه الأوضاع فى سوريا وما يمكن أن تؤول إليه خلال المرحلة القادمة، واحتمالات الانهيار الكامل للوضع فى ليبيا، وقضية مكافحة الإرهاب بكافة جوانبها، وبدا واضحاً الحرص الأمريكى على الاستماع لتقييم مصر ورؤيتها لكيفية تجاوز تلك الأزمات، والرغبة الأمريكية فى تعزيز الشراكة مع مصر لضمان مواجهة فعالة للتحديات القائمة فى منطقة الشرق الأوسط.