د.خالد مصيلحى يكتب:ماذا بعد إعلان WHO حالة الطوارئ لمجابهة زيكا؟

السبت، 06 فبراير 2016 02:07 ص
د.خالد مصيلحى يكتب:ماذا بعد إعلان WHO حالة الطوارئ لمجابهة زيكا؟ د.خالد مصيلحى إبراهيم رئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت منظمة الصحة العالميه حالة الطوارئ بعد اجتماعها العاجل الاثنين الماضى ويعد هذا الإعلان مؤشرا لانتشار فيروس زيكا بمعدلات سريعة فبعد أن أعلنت منظمة الصحة الأمريكية أسماء الدول الموبوءة الخميس الماضى وهى: البرازيل وكولومبيا والسلفادور وفرنسا وجويانا الفرنسية وجواتيمالا وجيانا وهاييتى وهندوراس ومارتينيك والمكسيك وبنما وباراجواى وسورينام وفنزويلا وسانت مارتن وبورتوريكو.

فوجئنا بعدها بـ 24 ساعة بإضافة 6 دول جديدة للأماكن الموبؤه وهى بربادوس وبوليفيا والإكوادور وجوادلوب وساماو ودولة الرأس الأخضر فى أفريقيا.
وتقع أغلب هذه البلاد فى قارة أمريكا الجنوبية واعتبرت منظمة الصحة العالمية زيادة رقعة الأماكن الموبؤة بهذا المعدل السريع يستوجب إعلان حالة الطوارئ وخاصة بعد وصول الحالات المصابة فى البرازيل وحدها لما يقرب من المليون ونصف.

وسابقا تحدثنا عن هذا الفيروس وأن الطريق الوحيد للعدوى هو لدغ بعوضة Aedes egyptiaca، ولا ينتقل الفيروس من شخص لشخص إلا عن طريق وسيط (Vector) وهو هذه البعوضة، كما أن هناك حالة واحدة غير مؤكدة لانتقاله بالاتصال الجنسى، وكما كشفت بعض التقرير أن الفيروس ينتقل بواسطة نقل الدم.

ويعتبر الفيروس ضعيفا ولا يسبب مشاكل إلا فى حالات ضعف المناعة بدليل أن أعراضه لا تظهر إلا فى 20% فقط من الحالات الحاملة للفيروس، ومعظم أعراضه إذا ظهرت تتلخص فى ارتفاع درجة الحرارة وحكه وتكسير فى العظام والتهاب فى ملتحمة العين وتستمر ألأعراض من يومين إلى 10 أيام
أما عن علاقة الفيروس بحالات تشوه الأجنة وصغر حجم الجمجمة microcephaly عند بعض المواليد فى البرازيل فهو مرض قد يكون السبب فيه عوامل جينية أو تلوث بيئى أو بعض الأدوية فحتى الآن الدليل العلمى لإثبات كيف يقوم الفيروس بتشوه خلايا المخ وضموره غير موجود.

لكن ارتفاع حالات هذا المرض microcephalyفى البرازيل عشرات الأضعاف هذا العام فى وجود الفيروس عن العام الماضى أعطى مؤشرا لوجود علاقة بين هذا الفيروس وتشوه الأجنة للمواليد فقد سجلت البرازيل فقط 150 حالة ضمور فى الجمجمة عام 2014 فى حين أن هذا العام فى ظل وجود وباء زيكا ارتفعت الحالات حسب تصريح وزارة الصحة فى البرازيل إلى 4180 حالة أى أن الحالات تضاعفت أربعين مرة العام الماضى وقد تأكدت الجهات الصحية هناك من حوالى 700 حاله منهم كما تأكدت أن أمهات بعض الحالات كن مصابات بالفيروس فى الثلاثة شهور الأولى من الحمل ويعكف العلماء حاليا على تأكيد العلاقة بين الفيروس وتشوه الأجنة ولحين ظهور النتائج أوصت منظمة الصحة العالميه بعدم سفر الحوامل إلى البلاد الموبوءة.

وتدرس الآن منظمة CDC المعنية بالأمراض الوبائية والمنتشرة مع السلطات فى البرازيل امكانية وجود علاقة بين فيروس زيكا ومرض Guillain-Barré syndrome بعد ازدياد أعداد المصابين به عن المعدل الطبيعى كل عام مع ظهور جائحة زيكا فى البرازيل وهو مرض نادر يهاجم الجهاز المناعى وبعض الخلايا العصبيه ومعظم حالات الإصابة بهذا المرض تشفى والقليل منها يحدث له مضاعفات مزمنة تؤثر على الحركة ولم يتم اثبات وجود علاقة بين الفيروس وهذا المرض حتى الآن ولكن هناك شكوكا بعلاقتهما ينتظر لتأكيدها ظهور نتائج الدراسات الحاليه.
أما عن الوضع فى مصر فحتى وقتنا هذا لا يوجد أى حالة مصابة بالفيروس ولكن للأسف البعوضه الناقلة متواجدة فى أرضنا وعلينا مسئوليات جسام جميعا قبل قدوم فصل الصيف خاصة بعد إعلان حالة الطوارىء من منظمة الصحة العالمية ونقسم المسئوليات إلى ما يلى:
أولا مسئوليات الجهات الرقابية والصحية فى البلاد:
1.على سلطات الحجر الصحى بالمطارات كتابة إرشادات جديدة للقادمين من البلاد الموبوءة بالفيروس، وإخضاعهم لتحليل دم للتأكد من خلوهم من المرض خاصة أن معظم المصابين قد لا تظهر عليهم الأعراض.
2. تجهيز أدوات وتحاليل الكشف عن الفيروس فى الدم بسلطات الحجر الصحى للكشف عن الحالات المشتبه فيها، مع إجراء تحليل فورى للمصابين بالتهاب فى ملتحمة العين خاصة القادمين من الأماكن الموبوءة، لأن الالتهاب قد تكون بسبب فيروس زيكا.
3.تطهير ورش أماكن تجمع وتكاثر البعوض والتخلص من تلال القمامة وأماكن المياه الراكدة قبل قدوم الصيف، وهى كلها عوامل تزيد من تكاثر الناقل الوحيد للمرض، "البعوضة الزاعجة المصرية"، والتى أكدت وزارة الصحة المصرية مؤخرًا أنها توجد بالفعل فى مصر.
4.مراقبة بعض المحلات التجارية ووضع إرشادات ومتابعة الوضع الصحى لهم خاصة محلات الطيور الحية والأسماك الموجودة فى الأماكن السكنية التى تلقى مخلفات ومياه راكدة غير نظيفة قد تزيد من تكاثر البعوض.
5.وضع غطاء محكم على سيارات نقل القمامة ومخلفات الطيور والأسماك وغيرها حتى لا تتناثر منها مخلفات تصبح وسط ملائم لتكاثر البعوض.
6.رفع جميع مخلقات المبانى والقمامة والأسواق التى تحتوى على نسبة رطوبة ومياه تساعد على نمو البعوض وتكاثره.
7.تنقية المصارف والترع فى الأراضى الزراعيه بالأرياف ورشها لأنها من أكبر مصادر تكاثر البعوض.
8.شن حملات توعيه من وزارة الصحة بدون تهويل أو تبسيط، خاصة أن الفيروس ضعيف ويمكن القضاء عليه لو تعاملنا معه بالطريقة المثلى بدون هلع أو استهتار، وهذه الحملات لتوعية المواطنين بطرق نقل المرض وارشادات التعامل مع المريض خاصة أن بعض خوافض الحرارة قد تزيد الأمر سوءا، فلابد من متابعة طبية لكن من تظهر عليهم أى أعراض للمرض، وتشمل ارتفاع الحرارة والطفح الجلدى والتهاب ملتحمة العين وآلام المفاصل.
9.على الجهات الصحية اتباع الشروط الصحية المعروفة لنقل الدم وتخزينه فى بنوك الدم وعمل اختبارات له قبل نقله لمريض أخر للتأكد من خلوه من أى فيروسات، فبالرغم من عدم وضوح الرؤية فى انتقال الفيروس بنقل الدم ولكن منظمة الصحة العالميه تنصح بالتأكد من خلوه من الفيروس.
10.على علماء الحشرات والبيئة تتبع البعوضه الناقلة ومحاصرة أماكن تواجدها والإعلان عن أماكن انتشارها فى البلاد حتى نتلاشى التواجد فى هذه الأماكن والتعامل معها بطريقه بيئيه وعلميه سليمة للقضاء عليها.

ثانيا إرشادات للمواطنين:


1. عدم التعامل مع الفيروس بفزع لأنه يصبح ضعيفا إذا كان جهازنا المناعى قويا وقد لا يسبب أى أعراض، ولذا فعلينا تقوية مناعتنا بالمأكولات والمشروبات المضادة للأكسدة كالخضراوات والفواكه والشاى الأخضر والزنجبيل والليمون بصفة مستمرة مع عسل النحل.
2- محاولة إغلاق كل منافذ المنزل التى يمكن أن يدخل منها البعوض، وإصلاح كل ما يتسبب فى تسريب مواسير الصرف الصحى بالشقق، لأن تراكم مياه الصرف فى بعض مداخل ومساقط العمارات يساهم فى تكاثر البعوض وانتشاره.
3- عدم تواجد الحوامل فى أماكن البعوض أو السفر إليها خاصة فى أول ثلاثة شهور من الحمل.
4- إذا اضطر الشخص للتواجد فى بعض أماكن تكاثر البعوض، عليه ارتداء بنطلونات طويلة وقمصان بأكمام لتغطية كل جزء من جسمه، ولو لزم الأمر رش الأماكن المكشوفة فى جسمه ببعض المنتجات الطاردة للحشرات والمرخصة من وزارة الصحة.
5- لا تنس أن الناقل الوحيد للمرض هو نوع معين من البعوض، وليس أى بعوضة، وبالتالى لا داعى للفزع اذا لدغتنا أى بعوضة، لأنها قد لا تكون من النوع الناقل للمرض، وحتى لو كانت البعوضة الزاعجة المصرية الناقلة للمرض، فقد لا تكون حاملة للفيروس، ويجب الانتباه إلى أن هذه البعوضة تتميز بنشاط فى النهار أكثر من الليل عكس معظم الأنواع الأخرى.
6- علينا مساعدة المسئولين فى عدم إلقاء القمامة أو غسل السيارات بالشارع لأن المياه الراكدة تكون بيئة ملائمة جدا لتكاثر البعوض، وعلى المواطنين الإبلاغ عن أى محال أو مواطنين يلقون مخلفاتهم فى الشوارع أو المصارف أو يتعاملون معها بطرق غير صحية تزيد من انتشار البعوض.
7- علينا التواصل مع الجهات المسئولة وانتقاء المواقع الموثوق فيها فقط لمعرفة كل ما هو جديد عن الفيروس فى ظل تضارب الأخبار المتداولة عنه، وفى ظل تهويل بعض المصادر مع متابعة بيانات منظمة الصحة العالمية فى هذا الصدد.
8- لا تنس أن المريض لا يستطيع نقل المرض لشخص آخر إلا عن طريق البعوضة المصرية، فلا داعى للتعامل مع المرضى بخوف ويجب عزلهم عن أماكن تواجد البعوض وليس عزلهم عن الأفراد، وإن كان هناك أنباء نشرتها المجلات والصحف الأجنبية عن حدوث أول حالة لانتقال فيروس زيكا عبر العلاقة الجنسية.
9- على المرضى الالتزام بالراحة فى السرير وتناول المشروبات الدافئة واستخدام الباراسيتامول فقط كخافض للحرارة إذا لزم الأمر وأن يكون كل ذلك بإشراف طبى.
10- على كبار السن والأطفال والذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة توخى الحذر من لدغ البعوض لأن كل هذه الحالات الخاصة قد تسبب لهم بعض المضاعفات لضعف المناعة لديهم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة