علامات استفهام كثيرة تدور هذه الأيام بسبب تكالب البنوك على طرح العديد من صناديق الاستثمار، حيث أجمع عدد من خبراء البنوك على أهمية هذا الاتجاه لتعظيم عوائد البنوك، كما أن تلك الموجة التى انتهجها أغلب البنوك فى مصر من حيث التوسع فى إطلاق صناديق استثمار تأتى فى إطار ابتكار وسائل جديدة بجانب الودائع وشهادات الادخار لجذب مدخرات المواطنين والحفاظ على العملاء الحاليين.
ونفى الخبراء أن يكون السبب وراء توسع البنوك فى إطلاق صناديق الاستثمار نتيجة لتراجع نمو الودائع داخل البنوك، وتستهدف من طرحها أن تكون أذرعا لها لجذب مزيد من الودائع بخلاف ودائع البنوك، مؤكدين أن البنوك تستهدف جذب شريحة صغار المستثمرين بالبورصة، والتى يصل حجم تداولهم اليومى إلى مليار جنيه، وتحويل الاستثمار فى البورصة من الإفراد إلى استثمار مؤسسات.
محمد بدرة، رئيس بنك المشرق سابقا، قال إن اتجاه البنوك حاليا لإطلاق صناديق استثمارية لها يأتى بهدف تعظيم أرباحها، حيث إن الأرباح العائدة من الودائع أصبحت غير مجزية، لأن البنوك تقوم بتوظيفها فى أذون الخزانة ذات الربحية المحدودة، ولا تستخدمها فى عمليات الإقراض.
وأكد بدرة أن البنوك تستهدف أيضا من تلك الصناديق جذب شريحة صغار المستثمرين بالبورصة، والذين يسيطرون على حجم كبير من البورصة المصرية، حيث يتراوح حجم تداولهم فى البورصة يوميا بين 800 ألف ومليار جنيه.
وأكد أحمد قورة، رئيس البنك الوطنى المصرى سابقا، أن اتجاه أغلب البنوك العاملة فى مصر مؤخرا للتوسع فى إطلاق صناديق استثمار يأتى فى إطار ابتكار وسائل جديدة بجانب الودائع وشهادات الادخار لجذب مدخرات المواطنين والحفاظ على العملاء الحاليين.
وقال قورة إن هذا الاتجاه يعود بفائدة كبيرة عليها فى ظل تلك الظروف وحالة الركود التى خلفتها الأزمات الأخيرة، مرورا بالأزمة المالية العالمية ونهاية بأزمة الديون السيادية التى حدثت فى عدد من الدول من بينها اليونان، حيث إن صناديق الاستثمار تعطى عددا من المزايا الاقتصادية، وطالب قورة البنوك بأن تتوسع فى إنشاء صناديق الاستثمار حيث إن السوق قادرة على استيعاب المزيد من تلك الصناديق التى تتميز بتنوع أوعيتها الاستثمارية، حيث يجد صغار المستثمرين أوعية استثمارية شبه آمنة لاستثمار مدخراتهم البسيطة بها.
ونفى محمد عبدالعزيز الطوخى، مدير عام التجزئة المصرفية والفروع وعضو لجنة الائتمان والاستثمار العليا بالبنك التجارى الدولى، أن يكون السبب وراء اتجاه البنوك لتوسع فى صناديق الاستثمار نتيجة لتراجع نمو الودائع داخل البنوك، واستهدافها من وراء ذلك تكوين أذرع لها لجذب مزيد من الودائع بخلاف ودائع البنوك، حيث أكد أن صندوق الأصول الذى طرحة البنك التجارى منذ عامين كانت قيمته عند طرحه تصل إلى 4 مليارات جنيه، وبعد عامين قارب الـ 10 مليارات جنيه، وتحقيق تلك الزيادة دليل على توافر السيولة، لافتا إلى أن البنوك تستهدف دائما طرح العديد من المنتجات التى تتناسب مع احتياجات العملاء.
