نقاد: هذه أسباب عدم اهتمامنا بأدب الخيال العلمى

الثلاثاء، 20 يوليو 2010 09:29 م
نقاد: هذه أسباب عدم اهتمامنا بأدب الخيال العلمى الناقد يسرى عبد الله
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أفصح عدد من النقاد عن أسباب عدم اهتمامهم بأدب الخيال العلمى، مشيرين إلى أن هناك عدة مشكلات تسبب تجاهل هذا اللون الأدبى جيلا بعد جيل.

أشار الناقد يسرى عبد الله إلى أن هناك مشكلتين أساسيتين تتعلقان بهذا النمط الإبداعى، الأولى: هى أننا فى الثقافة العربية لسنا أمام مجتمع علمى يحبذ هذا النسق من الكتابات، فانتشاره فى الغرب يرجع لأنه مجتمع علمى، ونحن نفتقد هذا المجتمع العلمى.

وأكد عبد الله أن المشكلة الثانية الأساسية تتعلق بالنقد ذاته، وهى أننا نتعاطى الأشكال الكتابية المألوفة، كما لا يتسم النقد بالقدرة على التنظير لأنساق الكتابة التى تتسم بالاختلاف.

ملحوظة ثالثة لفت إليها الانتباه يسرى عبد الله وهى أن أدب الخيال العلمى يعتمد على طاقة من الخيال شريطة ألا يصبح ذلك مجرد حكايات تدور فى الفراغ، وإنما لابد من وجود بنية سردية تتحقق فيها ما يسمى بالتخييل السردى، مشيرا إلى أن أدب الخيال العلمى نمط من أنماط الكتابة الذى يحتاج لجهود نقدية كبيرة لما يمثله من خصوصية حقيقية.

وضرب عبد الله المثل بكتابات نهاد شريف مؤكدا أنها تركت علامة لكنها اختفت لغياب الحالة العلمية عن المجتمع.

فيما أشار الناقد أحمد عبد الحميد النجار إلى أن الأدب اقتصر فقط على مفهوم الأدب النخبوى، وارتبط فى مرحلة ما من المراحل بمحاكاة الواقع، وفى مرحلة أخرى بنوع من الألعاب السردية، المحكمة، وبالتالى خرج كل ما عدا ذلك من نطاق الأدب النخبوى المعترف به.

وأشار النجار إلى أن ثقافة العلم غير رائجة فى مجتمعاتنا العربية، وإذا كان العلم نفسه لا يتم احترامه بالقدر الكافى، فإن أدبا يقوم على الخيال العلمى ليس من المتوقع أن يحظى بالاعتراف ناهيك عن الرواج.

وأكد النجار أن أدب الخيال العلمى أقل رواجا بالمقارنة بالأدب البوليسى وأدب الرعب، والأدب الفضائحى أو الشبقى، مشيرا إلى أنه يجب أن يتم استثناء أسماء مصطفى محمود ويوسف عز الدين، ونهاد شريف من هذا الافتراض، مشيرا إلى أنهم حفروا أسماءهم فى مجال أدب الخيال العلمى.

فيما ذهب الناقد الدكتور محمود الضبع إلى أن ظهور وتطور التكنولوجيا كان سببا رئيسيا لتدهور حال أدب الخيال العلمى، فلم تعد هناك حاجة ماسة لهذا الأدب بعد أن أصبح البديل عنه الكتابة الأدبية المرتبطة بعلوم software والبرمجة العصبية وبرمجة المخ، وكل ما يتعلق بالنانوتكنولوجى "التكنولوجيا دقيقة الصنع فائقة الصغر".

وأشار الضبع إلى أن تراجع أدب الخيال العلمى تسبب عن عدم قيام كتابه بتطوير أدواتهم، وموضوعاتهم، وتوقف بعضهم عن الكتابة، وكان نتيجة لذلك أنهم صاروا قلة قليلة لا نستطيع أن نذكر منهم سوى نهاد شريف.

وقال الضبع: هذا الأدب بحاجة إلى موسوعية ودراية بالعلم وتطوراته فى الوقت نفسه، وفى الخارج لا يكتبون أدب الخيال العلمى بالمفهوم القديم، وإنما مثلا ارتبطت كتاباتهم بالمخ وخلاياه والمراكز العصبية وما إلى ذلك، إضافة إلى أن المجتمع الغربى منتج للتكنولوجيا وبالتالى هو قادر على صياغة هذا الإنتاج فى أعمال إبداعية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة