بعد انتشار شائعة تعاون مواقع التواصل فى تجسس الحكومات على مستخدمى الإنترنت.. الشركات تتضامن للحفاظ على الخصوصية.. فيس بوك ترسل تنبيهات.. وجوجل تعزز دفاعاتها.. ومايكروسوفت تبلغ العملاء بالاختراق

شهدت الشهور الأخيرة حالة تشبه الحرب بين شركات التكنولوجيا الكبرى وعمالقة مواقع التواصل الاجتماعى من جانب، والحكومات والأنظمة الأمنية من جانب آخر، حيث تعانى الحكومات بسبب استغلال المجموعات الإرهابية للفضاء الإلكترونى فى استقطاب الشباب، وتنظيم العمليات والهجمات الإرهابية، وتحاول فرض رقابة مشددة على هذا العالم، بينما ترى شركات التكنولوجيا والمسئولين عن مواقع التواصل الاجتماعى الكبرى ضرورة ملحة فى حماية خصوصية مستخدميها من تجسس الحكومات بكل أشكاله.

هذا الصراع يثير حالة من الشد والجذب تزداد حدتها وتوترها، وهنا نحاول فهم كيف بدأ الصراع، وكيف تطور، وما هى الإجراءات التى اتخذها الطرفين.

بداية الصراع

بدأ الصراع عندما أثارت الهجمات القاتلة فى كل من باريس وسان بيرناردينو وكاليفورنيا القلق بين المشرعين الأمريكيين حول كيفية اعتماد الإرهابيين على وسائل الإعلام الاجتماعية فى التواصل والتخطيط، والخوف من حدوث مزيد من هذه الاعتداءات، ووفقا لمصادر إخبارية فإن فيس بوك وجوجل وتويتر يكثفون هذه الفترة الجهود لمكافحة الدعاية على الإنترنت الخاصة بتجنيد المتشددين الإسلاميين، لكن هذا لم يُرض بعض القائمين على سن القوانين فى الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك سيقومون بفرض تشريعات تجبر هذه المواقع على التعاون مع الحكومة وتقديم كل التفاصيل عن المستخدمين المشكوك فى تصرفاتهم دون ضغط.

الوسائل المستخدمة فى تنبيه العملاء من قبل الشركات الخمسة الكبرى

وفى وآخر العام الماضى أعلنت 4 شركات "فيس بوك، جوجل، ياهو، مايكروسوفت"، عن وسائل لتنبيه مستخدميها بأى محاولة لاختراق حساباتهم، والتى جاءت كالتالى.

فيس بوك

أطلقت فيس بوك خاصية جديدة تسمح بإرسال تنبيه إلى مستخدميها حال تعقبهم من قبل الحكومات أو الهاكرز، حيث جاء هذا القرار من فيس بوك عقب تعرضها لعدد من الشائعات التى تزعم تعاونها مع الحكومات ومساعدتها فى عمليات التجسس، لذا طرحت فيس بوك هذه الخاصية الجديدة التى ترسل للمستخدم تنبيهًا حال تعرض بياناته للخطر أو الاختراق، ليقوم على الفور باتباع التعليمات اللازمة وحماية حسابه.

جوجل

كشفت عدد من التقارير أن شركة "جوجل" تعزز من دفاعاتها التكنولوجية، لتجعل من الصعب على وكالة الأمن القومى الأمريكية تتبع بيانات مستخدميها والتجسس عليهم، كما تعمل الشركة على تشفير المزيد من معلوماتها لجعلها أكثر أمانا، فيما قال مدير الأمان بالشركة: "إن اعتراض الإشارات أمر غير قابل للنقاش مطلقا"، مشيرا بذلك إلى أنشطة جمع المعلومات الاستخباراتية الوطنية.

ياهو

انضمت ياهو إلى فيس بوك وجوجل فى تنبيه المستخدمين عند استهداف حساباتهم من قبل الحكومات، حيث قال مسئول أمن المعلومات فى "ياهو": "سنوفر هذه التنبيهات الخاصة بحيث يمكن للمستخدمين لدينا اتخاذ التدابير المناسبة لحماية حساباتهم والأجهزة التى يستخدمونها خاصة مع وجود الكثير من الهجمات المتطورة"، حيث ترى ياهو أن تجسس الحكومات أكثر تقدما وخطورة، ويستوجب تنبيهات مخصصة تمكن المستخدمين من اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على الحسابات آمنة.

مايكروسوفت

كشفت شركة مايكروسوفت أنها ستقوم بإبلاغ العملاء ومستخدمى البريد الإلكترونى التابع لها عند محاولة الحكومات التجسس عليهم واختراق حساباتهم، إلا أن الشركة رفضت أن تكشف عن تفاصيل الأسباب التى دفعتها لتغيير سياستها، مضيفة أنها ستقوم بإخطار أى مستخدم بمحاولات الدولة التى يعيش فيها باختراق حساباته والتجسس عليه.

الشركات الكبرى تتضامن من أجل الحفاظ على خصوصية المستخدمين

وفى شهر يناير الجارى أعلنت الشركات الكبرى تضامنها الكامل وتمسكها بأحقيتها فى الحفاظ على خصوصية المستخدمين، ووفقا لموقع "إندبندنت" البريطانى فأصدرت الخمس شركات التكنولوجية الأمريكية بيانا مشتركا نص على "تصرفات الحكومة يمكن أن تكون لها آثار بعيدة المدى، وأنه كقاعدة عامة ينبغى إبلاغ المستخدمين عندما تسعى الحكومة فى الوصول إلى البيانات، وانتقدوا أيضا الجوانب المبهمة فى هذا المشروع الجديد".

أخبار متعلقة..

- عمالقة التكنولوجيا يتحدون الحكومات ويعلنون: "لن نتجسس على مستخدمينا".. تعاون لوقف قوانين تجبرهم على جمع البيانات.. ثغرات وتلاعب فى الألفاظ ومطالبات بإلغاء التشفير تثير تخوفات الشركات من نية الحكومات