مرصد الإفتاء: إلتحاق 847 من غير المسلمين بداعش يؤكد عدم ارتباط التطرف بالإسلام

الثلاثاء، 05 يناير 2016 12:39 م
مرصد الإفتاء: إلتحاق 847 من غير المسلمين بداعش يؤكد عدم ارتباط التطرف بالإسلام داعش - أرشيفية
كتب ـ لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن التطرف والإرهاب غير مرتبط بالإسلام والمسلمين، بل إنه غير مرتبط بالجماعات الإرهابية المتطرفة التى تدعى الانتماء إلى الإسلام، مشددا أنه ظاهرة عالمية متخطية للحدود والمسافات ولا تنتمى بأى حال من الأحوال إلى العقائد الدينية المقدسة.

وأوضح المرصد أنه قد تم الكشف عن التحاق 847 شابًا ينتمون إلى عائلات تنتمى لديانات وتوجهات مختلفة بفرنسا، لتنظيم "داعش" الإرهابى فى سوريا والعراق، وذلك حسبما أكدت دراسة حديثة صادرة عن مركز الوقاية من الانحرافات الطائفية فى فرنسا، والمعنى برصد ومتابعة الإسلام والمسلمين هناك.

وذكر المرصد أن هذه الدراسة تتوافق مع عدد من التقارير التى تحدثت عن انضمام الكثير من الشباب إلى التنظيم لأغراض دنيوية لا علاقة لها بالمعتقد أو المنهج الفكرى، أو حتى سردية "الجهاد" المعتبرة لدى التنظيمات الإرهابية، وإنما أملاً فى الحصول على فرص حياة أفضل وذلك بعد نشر عدد من عناصر التنظيم صورًا لطبيعة عيشهم لدى التنظيم، ومدى الرفاهية التى ينعمون بها، وهو أمر دفع الكثيرين إلى السعى للانضمام للتنظيم.

ودعا المرصد وسائل الإعلام العالمية إلى التناول المحايد لطبيعة العلاقة بين التطرف والأديان السماوية، وعدم ربط التطرف والعنف بالإسلام، ومن ثم وصم المسلمين بالإرهابيين، وما يترتب عليه من تزايد موجات الخوف المرضى من الإسلام والمسلمين والذى يولد بدوره حملات منظمة ودعوات موجهة للكراهية ورفض المسلمين فى المجتمعات الغربية.

وأوضح المرصد أن التطرف لا يرتبط بدين من الأديان، أو بعقيدة من العقائد، وإنما هو سلوك بشرى ينتشر فى شتى المجتمعات، نجده فى تصريحات لشخصيات دينية وسياسية وفكرية، كما نجده فى ممارسات الجماعات المتطرفة والتكفيرية، وقد شهدنا فى الآونة الأخيرة التصريحات العنصرية للمرشح الأمريكى للرئاسة دونالد ترامب المعادية للمسلمين والمشوهة للإسلام، وهى تمثل الخطاب نفسه الذى تتبناه جماعات العنف والتطرف تجاه الديانات والعقائد الآخرى، وهو خطاب متبادل من الجانبين، ويغذى كل طرف الآخر، وقد صدر منذ أيام خطاب مماثل عن أحد الحاخامات الإسرائيليين يحض على هدم الكنائس والمساجد فى القدس، وطرد غير اليهود من المدينة، مما يؤكد أن التطرف ليس قصرًا على فئة بعينها أو مجتمع بعينه، وإنما هو ظاهرة عابرة للحدود والأيديولوجيات، تواجه العالم كله، وينبغى أن يتكاتف الجميع لمواجهته والقضاء عليه.

وأكد المرصد أن القضاء على الجماعات التكفيرية والمتطرفة فى المنطقة العربية يتطلب محاربة التطرف والعنصرية وحملات الكراهية المنظمة ضد المسلمين فى الدول الغربية، كما يتطلب مواجهة تطرف حاخامات يهود ضد المسيحيين والمسلمين فى فلسطين، بعبارة أخرى، ينبغى أن تكون مواجهة التطرف شاملة وعامة وغير مقتصرة على فئة بعينها دون الأخرى، أو أصحاب ديانة دون سواهم، فالعنف والتطرف لا يمكن أن يكون وليد الأديان وإنما هو وليد العقليات الفاسدة والقلوب القاسية والنفوس المتكبرة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة