بالصور.. مدير منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا بالصين: أصبحنا أكبر دولة تجارية.. لا نحتاج "الفيس بوك" للتواصل مع شعبنا.. ويؤكد: ندعم موقف مصر والسعودية فى الحرب على الإرهاب

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015 11:28 م
بالصور.. مدير منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا بالصين: أصبحنا أكبر دولة تجارية.. لا نحتاج "الفيس بوك" للتواصل مع شعبنا.. ويؤكد: ندعم موقف مصر والسعودية فى الحرب على الإرهاب جانب من الاجتماع
رسالة الصين وائل السمرى - تصوير ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثقة والإصرار كلمتان تلخصان ما يمكن أن تخرج به من لقاء الوفد المصرى السعودى بمدير إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية دنغ لى، الذى تم اليوم الأربعاء، فى العاصمة الصينية بكين، فلم أجهد نفسى كثيرا لأستكشف ما يميز هذا الرجل الذى يعد المحرك الأساسى لسياسات التنين الصينى فى منطقتنا، فقد ظهر الرجل ليقابل وفدا من ممثلى أهم الصحف المصرية والسعودية، مصاحبا مجموعة من أفراد إدارته، وحينما تكلم كسر تلك الصورة الذهنية عن الشخصية الصينية المتحفظة بمزحة لطيفة جعلتنا نبتسم ونضحك، فقال الرجل: أهلا بكم فى بكين وللأسف فإن الجو هذه الأيام بارد جدا – درجة الحرارة تصل إلى 3 تحت الصفر – ثم عقب قائل: يبدو أن هذا الجو من التأثيرات المباشرة لقمة المناخ التى عقدت مؤخرا فى باريس، فقلت إن هذا الرجل يعرف إلى من يتحدث.

كسر الرجل الأول فى الخارجية الصينية عن المنطقة العربية حالة التحفظ الدبلوماسى بهذه المزحة، فكن اللقاء ثريا مثمرا، فتحدث عن الصين وموقعها فى الخارطة العالمية كقوة صاعدة تبذل أقصى ما فى وسعها من أجل مواصلة هذا الصعود، وكان من اللافت أن أسمعه بقول نحن نعد القوة العالمية الأولى من حيث التجارة وثانى أكبر دولة من حيث القوة الاقتصادية، لكننا نخشى من هذا التطور السريع الذى حدث فى الصين، فاتحا بهذه الكلمة أبواب التعجب، فالمتسرع يقول فكيف مع كل هذه القوة يقول الرجل أنه يخشى من التطور، لكن بعد لحظة من التفكير توقن أن التطور السريع مثل التدهور السريع، إن لم يحسب له المرء ألف حساب تحول من نعمة إلى نقمة، ومن خير مطلق إلى شر محقق.

نحن هنا أمام رجل يعرف ما يقوله ويعرف ما يريده، وظهر هذا الأمر جيدا حينما اتضح من كلمته أنه اختار الوفد الذى يقابله بعناية، وأنه انتقى من مصر موقع وجريدة فيتو ممثلة فى الزميل عصام كامل رئيس التحرير، وجريدة الأهرام ممثلة فى الزميل هشام يونس رئيس تحرير البوابة الإليكترونية، وجريدة اليوم السابع ممثلة فى كاتب هذه السطور، إذن فالرجل جاء بأهم المواقع الإليكترونية فى مصر متعمدا أن يخاطب جمهور هذه الصحف التى أطلق عليها "الصحف الجديدة" والجديدة هنا لا يقصد بها الجدة فى الإنشاء ولكن الجدة فى التحديث، وهو أمر جدير بالملاحظة، فربما أراد الرجل تشكيل هذا الوفد التحدث إلى الشباب، وربما أراد أن يتحدث إلى الأكثر تأثيرا، وربما أراد أن يتحدث إلى مواقع تضع المستقبل نصب أعينها، وربما يكون كل هذا، وهذا أقرب ما شعرت به.
اليوم السابع -12 -2015

تحدث الرجل عن الأزمات التى تواجه الصين داخليا وخارجيا، ولم يخف حذره حينما قال إن حكومة الحزب الشيوعى الصينى تضع الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى نصب أعينها، وأنها تعتمد على الإبداع فى المقام الأول كمحرك أساسى لنهضتها، مؤكدا أن حكومته تسعى إلى تنمية متناسقة ونظيفة وعادلة، ومشددا على أهمية الانفتاح على العالم والاندماج فى العولمة، قائلا: إن هدف التنمية هو استفادة الشعب، وأن حكومته تسعد بالعلاقة المتميزة مع مصر والسعودية، وتدعم القضايا العادلة بالمنطقة ومنها قضية فلسطين التى تصوت الصين فى اجتماعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن لصالح المجموعة العربية، ومبديا سعادته أيضا بأن التعاون ما بين الصين ومصر والسعودية لم يعد تعاونا تجاريا بسيطا وإنما تحول إلى تعاون مركب عن طريق رسم السياسات المشتركة وتبادل الاستثمارات.
اليوم السابع -12 -2015

ثم استعرض مسئول الملف العربى والأفريقى فى الخارجية الصينية ما وصل إليه الشعب الصينى من انفتاح تكنولوجى فأورد أرقاما لمستخدمى الإنترنت فى المنازل والشركات فى الصين الذين سيبلغون 700 مليون نهاية هذا العام، بالإضافة إلى ما يقرب من 600 مليون يستخدمونه عن طريق التليفونات الذكية، قائلا أنك ستجد صعوبة لو حاولت أن تستقل تاكسى فى الصين الآن لأن معظم التاكسيات ستكون محجوزة مسبقا عن طريق التليفون، كما أن نظام الدفع عن طريق التليفون أصبح رائجا جدا الآن ويتم تشجيع هذا التوجه بعمل خصومات تصل إلى 50 يوان صينى إذا ما دفعت عن طريق التليفون.
اليوم السابع -12 -2015

نحن نرفض إلصاق الإرهاب بالإسلام، وندعم العرب والمسلمين فى الدفاع عن أنفسهم واستقرارهم فى بلادهم، هذا ما قاله مدير إدارة غرب أسيا وشمال أفريقا للوفد العربى ردا على سؤال حول موقف الصين من الإرهاب، وحول سؤال "اليوم السابع" عن أسباب تأخر تنفيذ الاستثمارات الصينية فى مصر وهل للحوادث الأمنية دخلا فى هذا الشأن أم لا؟ وحقيقة اعتذار الصين عن الحلول ضيفا على معرض القاهرة الدولى للكتاب وخطتها الثقافية لعام الثقافة المصرية الصينية المقرر الاحتفال به فى 2016.

وقال: إن الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط أمر مهم خاصة بالنسبة للمستثمرين الصينيين، لكنى أؤكد على ما يتردد حول تأخر تدفق الاستثمارات الصينية لمصر بسبب أمنى كلام غير دقيق، فربما تكون بعض القوانين هى السبب، فنحن فى الصين استطعنا أن نجذب مستثمرين من جميع أنحاء العالم بسبب تيسيرنا للقوانين، مؤكدا على أهمية "ثلاثية التقدم" وهى الإصلاح والتنمية والاستقرار، قائلا إنه لابد أن تضع الحكومات تلك الأمور نصب عيونها، فلا إصلاح بلا تنمية ولا تنمية بلا استقرار ولا استقرار بدون إصلاح، ولهذا فإنه لابد أن تمشى الحكومات فى ثلاث طرق متوازية لتحقق ما تصبو إليه، أما فيما يتعلق بالاعتذار عن الحلول كضيف شرف لمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
اليوم السابع -12 -2015

وتابع: فالسبب الحقيقى هو "الميزانية" فالصين ملتزمة كل عام بحدود مالية معينة لمثل هذه الأنشطة وربما يكون قد حدث تأخر فى إدراج هذا الأمر على أجندة الصين الدولية، لأننا كل عام نحل كضيف شرف على العديد من المعارض الدولية للكتاب هذا التأخر جعل توفير اعتمادات مالية أمرا صعبا، وبخصوص الاحتفال بالعام الثقافى المصرى الصينى فإننا نعد لأنشطة كبيرة ستشهدونها وسيتم الإعلان عن تفاصيلها فى حينه، فمصر والصين قدما الكثير للحضارة الإنسانية وسنواصل تقديم هذه الإسهامات بالتعاون المثمر، ولك أن تعرف أن جميع التلاميذ الصينيين يعرفون مصر جيدا ويدرسون تاريخها وآثارها منذ المرحلة الإعدادية، وهذا هو سبب زيادة السياحة الصينية إلى مصر فى الوقت الذى تشهد فيه مصر تراجعا فى أعداد السائحين الآتين من الغرب.

وحول أهمية دفاع الصين عن بضائعها وضرورة بذل المزيد من الرقابة على بعض المنتجات الصينية الرديئة التى يتم تصديرها إلى الدول العربية قال السيد دنج لى: إن جشع التجار والمستوردين هو السبب فى هذا الأمر لأن بعض التجار العرب يأتون إلى الصين ليستوردوا الفوانيس مثلا فيقول له البائع أو المصنع إن سعر الفانوس سيكون نص يوان، فلا يقبل التاجر بهذا السعر ويقول له إنه لن يدفع أكثر من عشر إيوان (حوالى 12 قرش ونصف) فلا يجد البائع مخرجا من هذا الأمر إلا باللجوء إلى صنع الفوانيس من مواد رديئة، قائلا: إن البضائع الصينية امتحان للمستورد وليست امتحان للصين بدليل أن كل العالم يشترى بضائعه الجيدة من عندنا.
اليوم السابع -12 -2015

وحول حظر بعض المواقع الإليكترونية فى الصين ومنها تويتر وفيسبوك وجوجل قال "دنج لى" إن الصين لديها العديد من المواقع الإليكترونية التى تقدم نفس الغرض الذى تقدمه هذه المواقع، وأن الشعب الصينى لا يحتاج إلى هذه المواقع ليتواصل مع نفسه أو مع العالم، فشبكة الوى شات الصينية تضم أكثر من 600 مليون متابع وكثير من أصدقائى الغربيين الذين عاشوا فى الصين وجربوا استخدام الوى شات أصبحوا الآن يفضلونه، وربما ترك البعض منها الفيس بوك تماما، وفى ذات السياق رد "دنج لى" على سؤال حول الانتقادات التى ربما يوجهها البعض للصين فيما يتعلق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان قال: إن الديمقراطية وسيلة وليست غاية، ولكل بلد الحق فى اكتشاف ديمقراطيته واختيار الطريقة التى ينفذها بها، فالتشاور يمكن أن يحل محل الديمقراطية، والغاية الأولى والأخيرة من الديمقراطية هى تحقيق التقدم، وليس العكس، وهو ما نحققه فى الصين الآن، ولا أحد يستطيع أن يدعى أن الدول الغربية مثالية أو أن سكانها يعيشون حياة مثالية، مسألة فرض الديمقراطية الغربية على العالم وانتقاد من لا ينفذها وفقا للمفهوم الغربى هو الديكتاتورية بعينها.

هكذا تحدث التنين الصينى إلى الوفد الإعلامى السعودى المصرى على لسان مدير منطقة غرب أسيا وشمال أفريقيا فى أول يوم من أيام الزيارة الرسمية التى قوم بها الوفد، وبعد هذا اللقاء زار الوفد كلا من جريدة الشعب وهى الجريدة الرسمية الناطقة باسم الحزب الشيوعى الصينى، وجمعية الصحفيين الصينيين، ليتم التأكيد من خلال الزيارتين على أن الصين تعرف ما تريد وتدرك أهمية الانفتاح على العالم، وتسعى إلى تجنب مخاطر النمو السريع بعقد صداقات مباشرة مع الشعوب العربية، وإقامة جسور مشتركة للتعاون المدروس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة