وداعا. . إدوار الخراط المخلص للغة والمحب للحياة

الثلاثاء، 01 ديسمبر 2015 11:30 ص
وداعا. . إدوار الخراط  المخلص للغة والمحب للحياة الكاتب الراحل إدوار الخراط
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى البداية وعلى المستوى الشخصى على أن أعترف أنى قرأت رواية "الزمن الآخر" للكاتب الكبير إدوار الخراط الذى توفى اليوم 20 مرة على الأقل إعجابا بها وبطريقة كتابتها، حيث أحببت اللغة وأحببت رامة وأحببت ميخائيل وتعاطفت مع جيل السبعينيات الذى دفع ثمن أفكاره وأحلامه.

وفى البداية أيضا على أن أعترف أننى بعد قراءتى العشرين للرواية تسامحت مع نفسى كثيرا، فقد وضعنى إدوار الخراط أمام كثير من المشكلات لكننى لم أنتبه لرامة "المسلمة" حفيدة الصوفى الكبير ولالـ"ميخائيل" المسيحى حفيد الوجع المصرى، فقط انتبهت للحب المتبادل بينهما، فكيف ارتقى بى الخراط وجعلنى أتجاوز هذه الإشكالية التى كانت جزءا من التركيبة النفسية للمجتمع المصرى.

علينا أن نعترف أن الكاتب الكبير إدوار الخراط يسبقنا بخطوات واسعة منها حبه للغة وإخلاصه لها، وربطه للمعنى الروائى بها، وأعترف أكثر بأننى قد تأثرت جدا بطريقته فى الكتابة، وعرفت بأن اللغة جزءا من الإبداع.

كذلك تجاوزنا إدوار الخراط ببصيرته عندما كتب عن المبدعين الشباب الذين أصبحوا الآن نجوم المرحلة وكتابها الكبار.


ولد إدوار الخراط بالإسكندرية فى 16 مارس عام 1926 فى عائلة قبطية أصلها من الصعيد، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1946م، عمل فى مخازن البحرية البريطانية فى الكبارى بالإسكندرية، ثم موظفا فى البنك الأهلى بالإسكندرية، عمل بعدها موظفا بشركة التأمين الأهلية المصرية عام 1955م، ثم مترجما بالسفارة الرومانية بالقاهرة. شارك إدوار الخراط فى الحركة الوطنية الثورية فى الإسكندرية عام 1946 واعتقل فى 15 مايو 1948م فى معتقلى أبو قير والطور، عمل فى منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية فى منظمة الكتاب الإفريقيين والآسيويين من 1959 إلى 1983م. تفرغ بعد ذلك للكتابة فى القصة القصيرة والنقد الأدبى والترجمة، فاز بجائزة الدولة لمجموعة قصصه (ساعات الكبرياء) فى 1972م. يمثل إدوار الخراط تيارًا يرفض الواقعية الاجتماعية كما جسّدها نجيب محفوظ فى الخمسينات مثلا ولا يرى من حقيقة إلا حقيقة الذات ويرجّح الرؤية الداخلية، وهو أول من نظّر للـ"حساسية الجديدة" فى مصر بعد 1967م.

اعتبرت أول مجموعة قصصية له (الحيطان العالية) 1959 منعطفًا حاسمًا فى القصة العربية إذ ابتعد عن الواقعية السائدة آنذاك وركّز اهتمامه على وصف خفايا الأرواح المعرَّضة للخيبة واليأس، ثم أكدت مجموعته الثانية (ساعات الكبرياء) هذه النزعة إلى رسم شخوص تتخبط فى عالم كله ظلم واضطهاد وفساد.

أما روايته الأولى (رامة والتِنِّين) 1980 فشكّلت حدثًا أدبيًا من الطراز الأول، تبدو على شكل حوار بين رجل وامرأة تختلط فيها عناصر أسطورية ورمزية فرعونية ويونانية وإسلامية. ثم أعاد الخراط الكرة بـ(الزمان الآخر) 1985 وبعدد من القصص والروايات (وإن صعب تصنيف هذه النصوص) متحررة من اللاعتبارات الإيديولوجية التى كانت سائدة من قبل.

"كل السابقين عليه اهتموا بماذا يقال، لكن الخراط وحده اهتم بكيف يقال" هكذا يرى تلاميذ إدوار الخراط والذين هم كتاب كبار الآن دوره الذى فعله فيهم، وتقديمه لهم وتشجيعه لأعمالهم ليرسخ لجيل السبعينيات وحدث بعد ذلك من تعدد للأساليب الكتابية.


موضوعات المتعلقة..


دوار الخراط صانع الحداثة الكتابية.. المهم الحرية الكاملة








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة