د. فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: منقذتى!

الثلاثاء، 01 ديسمبر 2015 05:14 ص
د. فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: منقذتى! ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أ..........................................................
لم ينته بى الطريق إلى حيث أردت.. أنا هنا فى المنتصف كما لم أتوقع -
أن لا أكون دائناً أو مديناً.. غنياً لا يملك أى شىء.. غير نفسه خالصة بدون أى ديون
حققت أحلام الكثيرين.. أعطيتهم وقتى وأجزاء بالغة من حياتى تقاسمت معهم لحظاتى
وها أنا ذا فى المنتصف حيث كل شىء يُحيك لك هوامش عليك ألا تتخطاها.. ورصيف ينبغى عليك ألا تحيد عنه
أتقلب فى مِزاجاتى الثائرة على وضع لم تعتده.. وعلى نهاية لم تعجبها.. وعلى أحلام لطالما عاشت فى طى أوهامها.. تنفست عبر عبير آسر.. وتناغمت رغم غيوم اليأس
حتى أفصح المستحيل عن نفسه.. وأدها فى طور ولادتها وحرمها محاولة التحليق لترتطم بالخيبة على ضفاف التعقيد والتعسير
ب........................................................
كانت هناك عندما التقيتها.. يائسة بائسة.. لا تحاول النجاة ولا العيش--
رأيتها تحرم نفسها الأنفاس.. تكتمها بقوة.. رغبة فى استعجال النهاية
وحين ينتهى الأمر ويسدل الستار.. سيعرفها الجميع.. كنوع نادر الوجود.. كشىء فريد لا يحدث إلا مرة واحدة وقد لا يصدف أن يعود
اقتربت منها مرتدياً قناع الأمل.. مُخفياً خلفه آثار القهر والجوع و الفقر.. كذبت وادعيت صورة من الحياة لم أعرفها.. لعلى أن أنقذها من الموت.. صدقة جارية على حياتى
أ ........................................
لم يكن عليك أن تنقذنى يومها.. تعلقت بالحياة أكثر.. أحببتها.. أحببت تفاصيلها.. طمعت فيما تعطيه لغيرى.. أردت أن أحتضن كل شىء فيها.. أحتضن ثراءها وغرورها وكبرياءها
تحولت دون أن أشعر إلى "لا شىء" مجرد بطن نهم وعقل فرغ وقلب هواء.. يرغب دون أن يشتهى يأخذ دون أن يتنازل
أنانية لا مثيل لها تفوق جاذبية الأرض لكل ما يدور فى مجالها.. تجذب إليها كل شىء.. لم تعد تتعرف نفسى مستقبلات الشبع فشرعت فى الأخذ دون استكفاء

ب ..................................................
أنام مفتوح العينين يقظاً.. خوفاً من أن يسقط قناعى.. فتزدادين نقماً على.. لم أكن أقصد.. بقايا الإنسان فى داخلى.. تدخلت لا إرادياً لتحميك شر يأسك
أنا من بحاجة إلى الإنقاذ.. بحاجة إلى الحفاظ على ما تبقى منى داخل محمية لإنسانية.. هرباً من محاولات العبث بمقدراتى.. بأحلامى
كنت أعيش مدعياً الحياة والأمل.. حتى أصاب وجهى الهزال الشديد والإعياء.. فاستلهمت بقايا الشجاعة المندثرة فى أحشائى وارتديت قناعى لكى لا أكون عبئاً على أشباهى.. ولا سبباً قوياً للاستسلام
أنا حى حتى يولد من رحم اليأس مُنقذنا

أنا حى.. حتى أشهد ولادة الأمل
أ............................
هل كنت لعبتك..؟ أو تجربتك..؟؟ .. هل أنقذتنى لأحقق حلمك الذى لم تستطع تحقيقه؟
هل كنت ملحمتك أو قصتك التاريخية..؟ لماذا أوقعتنى فى شِباك الحرية فى وهم التغيير؟
لماذا أقنعتنى بالمثالية؟!
لأكون منقذتك
.. بالكاد أنقذ نفسى
ب..........................................................
ستصبحين أقوى.. أنت فى حالة ما بعد الموت.. ما بعد الصدمة
فى حالة عشق مع الحياة
أنت من النوع الذى يعطى عندما يحب.. يقاتل ويتفانى لأجل ما يحب
أحبى الناس.. أحبى العطاء.. أحبى نفسك
عندها ستحيين










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة