تامر شاهين يكتب: الســماءُ الآنَ زرقــاءْ

الإثنين، 30 نوفمبر 2015 06:04 م
تامر شاهين يكتب: الســماءُ الآنَ زرقــاءْ سماء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هدوء المراعى
هذا هو الذى أراه الآن من حولى
كل شيءٍ فى المراعى يسبحُ فى هدوءٍ ناعم
ذلك الهدوء الذى تحس معه أنك أصم
أرى السماء التى قد استطاعت بكل كبرياء أن تتخلى عن غيومها وتقذفها بعيدًا
أرى الطيور ولكنى لا أسمع لها تغريدًا
كأنها تطلق أنشوداتها فى فيلمٍ صامتٍ من الأفلام القديمة
ولا أرى ألوانًا للروابى فالألوان كلها شاحبة
وأيضا السماء ليست زرقاء
*******
صمتُ الفيافى
أنا الآن فى خضم تلك الرمال فى هذه الصحراء الجرداء المقفرة
صحراءٌ تحسها كرجلٍ قاسٍ غليظ القلب
صحراءٌ ليس لها تفاصيل ولا حدود
لا أشعر بالعطش ولا أرى سرابًا
لا أرى سوى الرمال والسماء
و لكنى لا أرى صفرةً فى الرمال ولا أحس لهيب الشمس المتوهجة التى ترسل أشعتها من أعالى تلك السماء
وأيضًا السماء ليست زرقاء
*******
البحرُ الأبكم
أنا الآن على الشاطئ
أمواج البحر المتلاطمة تعدو الواحدة تلو الأخرى مفعمة بالحياة إلى أن تقابل مصيرها المحتوم على صخر الشاطئ لتلقى حتفها
ربما هى دُفعتْ دَفعًا
أو ربما هى انتحرت برغبتها
لا أدرى
ما أدريه هو أنّ تلك الأمواج الهادرة ليس لها صوت..
البحر ليس له رائحة..
والهواء ليس به عذوبة
وأيضا السماء ليست زرقاء
*******
أتدرون؟
هذا الذى كنت أحسه وأراه قبل لقائى به
قبل أن أحبه
فمنذ عرفته وأحببته وأنا أسمع لهذه الدنيا أصواتًا وأراها بالألوان
رأيت المراعى خضراءَ زاهيةً تُضفى البهجة على من يراها
سمعت تغريد الطيور كأنها فى مسرح البولشوى تؤدى مقطوعاتٍ ممزوجةٍ بإحدى رقصات الباليه الراقية
أدركت صُفرةَ الرمال الذهبية وأدركتُ دفءَ الشمسِ فى داخلى
عرفتُ رائحةَ البحرِ وسمعتُ صوت الأمواج ورأيتها تلعب وتلهو وتُطلقُ صراخًا كصراخ الأطفال واستمتعت بعذوبة الهواء
وأصبحت السماءُ الآن زرقاءْ
كل ذلك بعد أن أحببته
حُبُه علّمنى أن أشعر بالعذوبة
وأن أرى الجمال فى الأشياء
وأن أرى الألوان وأستمتع بها
فياليتَ حبُه فى قلبى يدوم
فأجمل ما شعرتُ به ورأيته هو أن السماء الآن زرقاء
فيا ليت السماء إلى الأبد تظلُ هكذا زرقاءْ









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة