فيلم "قدرات غير عادية".. سينما "اللعب فى الدماغ" لداوود عبد السيد

الإثنين، 30 نوفمبر 2015 08:14 ص
فيلم "قدرات غير عادية".. سينما "اللعب فى الدماغ" لداوود عبد السيد فيلم قدرات غير عادية
رسالة تونس - جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمتلك المخرج داوود عبد السيد فى كل أفلامه قدرة على أن يجعل من يشاهدها يمتلك "قدرات غير عادية" كاسم فيلمه الجديد الذى يطرحه خلال أيام بدور العرض المصرية بعد عرضه بأكثر من مهرجان دولى خارج مصر، وكان آخرها مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" الذى حضره الجمهور التونسى وأثنى عليه.

فيلم "قدرات غير عادية" يرجعنا لسينما التفكير والتأمل أو كما نطلق عليها "سينما اللعب فى الدماغ"، فطوال الفيلم تظل تفكر وتتأمل الشخصيات لتسأل نفسك: من الذى يملك القدرات غير العادية بالفيلم؟، هل الطفلة فريدة التى لديها قدرة على معرفة الأشياء قبل حدوثها وتحريك الأشياء بنظرة من عينيها مثلما فعلت مع التفاحة حينما وضعها الدكتور "يحيى" فى مكان بعيد عنها "فوق الدولاب"، أم أن القدرات غير العادية يمتلكها الدكتور يحيى نفسه؟، أم أن "حياة" أم فريدة تمتلك هى الأخرى قدرات غير عادية؟.

فى الحقيقة الجميع داخل الفيلم وفى الحياة لديه قدرات غير عادية ولكن من منا يستخدمها ومن منا يتركها "تصدى" أى لا تعمل فالقدرة مثلها مثل الذكاء ومناطق كثيرة فى عقل الإنسان إذا لم يستخدمها دمرت وانتهى عملها، ولكن إذا استدعاها الإنسان وركز فى تشغيلها ستعمل بكفاءة من خلال إرادته وعزمه.

هذه هى رسالة الفيلم ولكن هناك تحولات دائما يحدثها المخرج داوود عبد السيد داخل أى فيلم يصنعه ويحتار معه المشاهد ولذلك فعندما تشاهد فيلما لداوود عبد السيد يجب أن تركز وتفكر وتربط الأشياء ببعضها، فهو لا يضع أى تفاصيل للاستهلاك ولكنها لابد أن يكون لها دلالة وفى الشريط السينمائى لفيلم "قدرات غير عادية" تجده يلمح سياسيا لقهر السلطة واستغلالها لمن يمتلك قدرات غير عادية ومحاولتها الاستفادة منه واستغلاله بشكل يكاد يكون لا إنسانى، وهذا الخط الدرامى شاهدناه فى علاقة "عمر" صاحب النفوذ والسلطة فى محاولته الوصول لفريدة الطفلة التى تمتلك قدرة غير عادية ثم زواجه من أمها "حياة" للسيطرة عليها والاستفادة القصوى منها، ولكن حياة عندما تكتشف ذلك تحاول الخروج من هذا السجن فتهرب وتحدث حرائق دائمة بمنزل عمر لا يعرف سببها ويترك الفيلم الخيار للمشاهد فى سببها فهل هى حياة لتمردها على الحياة التى دخلتها رغما عنها أم الحرائق بفعل الطفلة فريدة التى تكره عمر وتحب يحيى وتريد العودة إليه.

خالد أبو النجا يقدم شخصية يحيى ببراعة وذكاء اعتاد عليه فى الفترة الأخيرة من أفلامه ودخل مرحلة الإبهار فى الأداء، ومفاجأة الفيلم كانت نجلاء بدر التى تقدم أولى تجاربها مع داوود عبد السيد فى شخصية مركبة صعبة نجحت فى تجسيدها والإلمام بكل تفاصيلها بدءا من نبرة الصوت وحركة الجسم ومرورا بالأداء بالعين والتعبير الداخلى والإحساس المتعمق بالشخصية، أما بقية الشخصيات بالفيلم ومنها الفنان عباس أبو الحسن الذى يجسد شخصية "عمر" صاحب النفوذ فلديه مشكلة فى الإيقاع الداخلى له كممثل وبقية شخصيات الفيلم من رواد البنسيون كمحمود الجندى الذى يجسد شخصية شيخ منشد أو الفنان أحمد كمال الفنان التشكيلى أو حتى حبيب الله الخادم بالبنسيون وغيرها من الشخصيات الثانوية، التى أدت دورها كما رسمه لها المخرج ولم يتعمق فى مشاكلها لكنها من المؤكد لديها هى الأخرى قدرات غير عادية..












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة