أمنية الهوارى تكتب: لا تقترب منى كثيرًا

اترك لى إحدى الزوايا فارغة منك...
أستكين فيها فى لحظات....
تمردى، ثورتى، أو غضبى منك...
ممر آمن يصلنى ببراح قلبك حين أشتاق إليك...
دعنى أُوارى عوراتُ حبك فى مسافة بينى وبينك....
أُمارس فيها حيل التستر عليك ....
أرتاح لتلك المسافة....
التى أُجَمِلك فيها بما تطيب نفسى له....
فأراك فيها كما أحب .....
وأحبك فيها كما يحلو لى أن أحب.....
مساحة أستكين فيها وحدى..
وأُبقى عقلى فى حبك خاملا .....
فليست بالفكرة الصائبة....
أن تلتصق بأنثى لا تجيد فن الحب فى القرب....
فى شديد القرب أخاف عليك لا علىّ....
فقد تصيبك بصيرة قلبى العاشق.....
فتكشف فى ذات مرة عنك ستراً....
أو تفضح عيباً يحولك فى عينى يوماً لوغد...
فى تلك المساحة أُستبدل....
العذاب بأشواقٍ ترحل لك .....
أرمم صدوع الحب ....
وأعيد ذكرى أول لقاء أول كلمة حب....
باختصار أجدد لهفتى عليك.....
فيهفو قلبى من جديد بين يديك.....
فيا سيداً للحب فى عمرى
لا تقترب منى كثيراً....
فتخسر فى حبى أكثر مما تستحق....
قرب المسافات يدفعنى للتفكير بعمق...
منطقٍ ما تفرزه فكرة الدوام بالقرب......
فيتعرى الحب بيننا ...
ويتجرد من كثير سماته وأهمها الشوق..
حمقاءٌ قد تصفنى، لا أبالى...
ففى المسافات المقننة ...
ستدرك كيف يكون فى بعدك حالى..
سترانى بحلو النظراتى وشوق العبراتى....
ويقذف بك الحنين لأحضانى...
فأنا سيدى لا أنتمى لذاك العهد.....
الذى تذوب فيه المسافات بين العاشقين.....
فأنا فى المسافات المقننة أحيا مطمئنة.....
فإذا أردت لحبنا الحياة...
فلتُبق على المسافات بيننا.....
وعذراً، لا تغامر بقفزاتٍ عشوائية...
قد تدنيك منى شهراً وتبعدك عنى أبداً...
لا تقترب منى كثيراً..
فأنا لا أستطيع أن أتنفس كامل حبك فى دوام القرب ....
فى المسافة بيننا سأفِرُ منك وإليك..
لا تستنكر طلبى ولا تلقبنى بالبلهاء...
فهكذا تعلمت.....
أن فى المسافة بقاء وفى شديد القرب شقاء.....