حريق القاهرة قصيدة جديدة للشاعر وائل فتحى

السبت، 26 يونيو 2010 03:55 م
حريق القاهرة قصيدة جديدة للشاعر وائل فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إيه اللى يجبر ليل
- كهذا الليل القاهرى-
بتاريخه ف عروق السنين
بكل هذا الشبه..
بينه وبين طبع الأهالى
يمشى..
تقيل الخطوة،
مكسورالملامح والجبين.
ازاى هايمشى..
أو بيمشى ازاى؟
و ازاى تدارى القاهرة..عورتها من بعده؟
ازاى ها تستر نفسها
وكل الفضايح..لما تنده ع البنات
-بصراحة الأسماء- بدل "بنات الليل"
بعد اما يمشى الليل؟
و ازاى هاتدخل فى الصلاة
بكل المآذن دى..
وهى عريانة..
بعد العصارى الطيبة
وبعد مايسيب النهار ورديته..
ويسيبها مكشوفة؟
قدام سما مابتتكسفش ..
فى عصرنا الحالى .
..................
"إياك تغنى.. وانت بتعدى الطريق"
"إياك تطاوع لحن ..أو الغنا يلهيك"
هكذا..
قالوا الملايكه الإرشادات
ف ميكروفون عالي.........................
- حيث الملايكه لحد هذا الوقت عايشين ف وسطينا..بيساهموا ف التنظيم،
بيقدروا الأرصاد محليا، بيزرعوا ويوزعوا شجرالشوارع- خاصة- لو رئيسية
هذا بجانب جهدهم ف مواجهة الأزمات ،ولسه فوق كتف الغلابة.. بيجدولوا ذنوبهم بيقيدوا الحسنة وبيمسحوا دموع العيال من جوع وبيدفعوا الأقساط ..
والخ الخ الخ.........


قالوا الملايكه الإرشادات..ف ميكروفون عالى،
اللحن كان أسرع
لما خرج منى ..طاوعته
غنيت..
كان الغنا دافي
كان الغنا سرى
زى ما اتعودت اغني
-بحيث مايلفتّش انتباه اتنين ملايكة،
بيوجهوا إيد الأشارجى -
اللحن خارج من هنا..منى
ممكن يكون.. كبت ل أغانى وانفجرت
ممكن تكون.. عفاريت و وزتنى..
خرج الغنا وقتها
ودوب الموقف
ودوب الألوان ف عينى،
نملت أيد الأشارجى،
وف شرايين الإشارة
اتصلبت.. ألوان،
دمى وقف فى الشارع المصدوم..
بيستنى الإشارة
عديت -انا-
عديت.. شبح
غنى بحرارة
بمنتهى الحرية.. غنى
...........
.................
الغنوة دى ..
علشان دموعها لما نزلت...
-عمركم شفتم دموعها لما نزلت-

بقولكم ،
وصوتى مزيكا غريبة..عنّكم
-يمكن غريبة عنكم-
قلعت جدور الأغانى
-كل الأغانى بذكرياتها وعمركم فيها-
وعلقتها فى الميدان من شعرها

بقولكم،
وصوتى أعلى من كتاف أغنيتى...
-أغنيتي: أمى اللى حبلت فيا
من طول انتظارها للولد..
انا الطفل.. اللى ممكن
يزعج العالم.. بصمته
وممكن يجبرالعالم ..
على حسن استماعه
بعيد عن حكمة العواجيز-
وبقولكم،
على افتراض
- إنكم-
وعلى افتراض..
-إنكم شاهدين معايا ع الحرايق من هنا من ورا الكاميرا-
يا تلقطوا الحكمة.. فى المشهد التالى
من ابعد المسافات..اقرب المسافات
من اقرب المسافات..ابعد المسافات
ياتضيعوا الفرصة..فى غفلة الفلاشات...
......
مين اللى واقف هناك..
-على أول المشهد- مين هو؟
لاحظوا.. وشوفوا ازاى
بيعرى لحمه ف الشتا ويكسى البيوت..
قطع وريده ودمه سال شربات
على ناصية الفرحة
أو قهوة ساده ف حزن ميتمهم .. وفار
هو اللى واقف هناك
-على زاوية المشهد-
واقف بنفسه يعلق الزينة
و يبتدى رمضان
عِنيه أغانى وضحكته مواويل
وإيديه ملايكه يطبطبوا..ع الكرب
يقصف جناح الذل ..و يبعتر الزغاليل
ويدلهم ع السرب..


يمكن شبح شاعر
شد انتباهه..جيش من العفاريت
نصبوا المظاهرة ف أول الشارع
وطالبوا ليل القاهرة
برجوعه للمنصب..
يمكن شبح شاعر..شبه شاعر زمان
اسمه "فؤاد حداد"
وكان يقف-على ذروة المشهد-
يشد قضبان السجون..يمدها
سكة حديد
م القاهرة لغزة..م القدس للقاهرة.
راجعوا "فؤاد حداد"
وثبتوا المشهد...
تلاقوه بينزع كل أسلاك الحدود
ويمدها..على نص واحد
بيحاصر الضلمة..وبيطلق الإنسان
..............
هواللى شافنى..
وشافنى عازم ع الأمور
لسانى :محرات البلاغة ف أرض بايرة.. مجهدة
وكلمتي: مشنقة
وقبضتى معلقة..
كل الأغانى فى الميدان من شعرها

-ساعتها كان يائس..وكان خيالى نشف..حامى ومتعجرف-

شفت الميدان مكتوم..
وكأن زحمة هوا وفراغ بيتخانق.. مش ريح مزاجها تقيل
شفت الشجر أخرس..
وكأن دهشة جديدة..مش ورق أخضر
وكأن غنوة..
قديمة ..خارجة
من ضلع راديو قديم..وماشية عريانة
من غير..نوت ..ولا توت..
من غير ملحن فوق دماغها..أو مغنى
كان المؤلف أعمى..
-لذلك شفتها سلويت ..مش صورة بالألوان-
.........

كانت أغانى كتير..
من غير ملامح،
وكان ميدان مكتوم
وكان شجر اخرس..
وكأن هوالوقت والمشهد.. كأنه
وكنت "انا".. شبح وبيغنى
وكان "فؤاد حداد"
-شبح- وتقريبا.. ناسى الغنا
بخيال نشف..حامى ومتعجرف
لاحظوا " فؤاد حداد"
وثبتوا المشهد.. وشوفوه لأول مرة
-بخيال نشف.. حامى ومتعجرف-


واقف هنا.. واقف هناك
وبخبرة وزع نفسه ع المشهد
-أقسم بإنى حاولت أقسّم نفسى ماقدرتش ألاحقه-
خلع الشجرمن بين قصايده كلها..
عرى الميدان
شفت الميدان فاضى والشجر خيالات.
واقف هنا وهناك..
بيشد أسمه من تاريخ.. فاجر
وبينكر الشعراء.. ثلاثاً
وبينكر المساكين.. ثلاثاً
وبينكر المئذنة وركعة المدعى ولحية الداعر.. ثلاثاً
ويصيح بنفسه ع الصليب.
من فوق لسان البياعين -شفته-
بيشد غنوة كان.. نزفها بصبر
وبيكسرالرمزالسياسى ع الملاء/
بيسابق الطلبة اللى مشيوا فى المظاهرة،
ويحرق الهتافات..
داسوا عليه غنى :-
" مالكم كده ..جاحدين،
أنا المناضل ..صدقوني
وقعت ملامحى ف المظاهرة ..
دوستوا عليها،
و اتدغدغت شفتي..
لما أنتوا غنيتوا الشعار..
أنا المناضل،
-( أنا المغنى)- صدقونى..
بس الأغاني.. أتغيرت دلوقت."

من حق كل اللى انتهوا ..
أشباح.. يغنوا..
كل المدافن- الجماعية-
من حقها.. تنفجر
ويخرجوا الأشباح
عفاريت/
بركان سواد غاضب
ويرحلوا
ماسكين فى إيد الليل
-عيال وابوهم -
صدرها ضيق عليهم
من حقها/ من حقهم.. يخرجوا
بكل أسماءهم
ويكملوا الغنوة المهولة بالرحيل
"دنقل"
وهو بيمسح الدمع ف عيونها
وهى بتّرص الحداد و الكاكى
فوق كتف المناشر..راحل،
خطوة" فؤاد حداد"
مِغَمّى عينه- من قسوة المنظر-
حاطط إيديه على كتف "مكاوى "
وراحل،
و انا..
انا أول اللى استفتحوا باللحن.. موتهم
قبل حظى من الأسامى.
أو..
قبل الأسامى ما تاخد حظها منى.
راحل معاهم
- شبح-
بـ يكمل الغنوة
يكفينى ألاقى القاهرة.. إتنهدت
نفس.. بلون الليل،بسخونة العفاريت.

و زى طير أسطورى
-شفت القاهرة-
من غير ما يطلع منّها.. دخان
كانت.. بــتولع
بتبات ف شمس.. تصبح ف نار
بتــتـحرق ..
بتــتـحرق..
لكنها.. ما بتتولدش من الرماد..تانى

من حق كل انتهوا ..أشباح يغنوا
من حقها ..تغنى
تغنى









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة