العراق ضحية مخططات تفكيك الوطن العربى.. تلفيق اتهامات حيازة صدام حسين أسلحة الدمار الشامل.. والاعتراف بعد 12 سنة بأنها «كاذبة».. «القاعدة» توطن فى العراق بعد إسقاط «البعث».. وتطور إلى «داعش»

الأحد، 22 نوفمبر 2015 03:18 م
العراق ضحية مخططات تفكيك الوطن العربى.. تلفيق اتهامات حيازة صدام حسين أسلحة الدمار الشامل.. والاعتراف بعد 12 سنة بأنها «كاذبة».. «القاعدة» توطن فى العراق بعد إسقاط «البعث».. وتطور إلى «داعش» عناصر داعش بالعراق
كتب - محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تغيرت خريطة العالم العربى تمامًا.. ملايين القتلى فى العراق.. حرب طائفية لا ديمقراطية، ولا أسلحة دمار شامل، توطن مقاتلو تنظيم القاعدة، وولد تنظيم داعش، اتسعت رقعة الإرهاب، اختفى صدام حسين وظهر آلاف الإرهابيين من كل أنحاء العالم، وبعد أن كان الشعب العربى يشكو من الاستبداد أصبح أمام آلاف المستبدين فضلًا على الإرهابيين حاملى السيوف والانتحاريين القتلة.

فى أول مايو 2003، أعلنت قوات الجيش الأمريكى والبريطانى انتهاء العمليات العسكرية فى العراق بعد سقوط العاصمة بغداد فى يد قواتها والسيطرة على بلاد الرافدين لتبدأ مرحلة من أخطر المراحل فى تاريخ العراق والوطن العربى، وهى مرحلة سبقتها عملية تلفيق أدلة أسلحة الدمار الشامل ضد العراق باشتراك الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش وإدارته، ومعه رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير. قتل ملايين العراقيين، وتم تفتيت العراق، وزرع الطائفية وإشعال الحروب، وهاجرت التنظيمات الإرهابية القاعدة وغيرها لتستوطن أرض الرافدين. وبعد أن تراجعت أدلة أسلحة الدمار زعم جورج دبليو بوش أن التدخل من أجل الديمقراطية، بدلا من حكم حزب البعث، وأن إسقاط صدام حسين كان لأنه ديكتاتور مع أنه لم يكن الوحيد.

بعد هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية، وجه جورج بوش وإدارته الجمهورية واليمين الأمريكى اتهامات إلى تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، ثم اتسعت الاتهامات واتجهت نحو صدام حسين وكانت اتهامات بلا أدلة، ثم اتضح أن كل هذه الاتهامات مجرد مبررات لغزو غامض خططت له أجهزة الاستخبارات، ورأى خبراء أن الهدف كان زرع فوضى فى المنطقة، تمهيدًا لإعادة تقسيم العراق والسيطرة على النفط.

وتحول غزو العراق إلى نقطة فاصلة من تاريخ لم يستطع الرجوع إليها حتى الآن ليعيش آلاف الأيام والليالى فى محاولة لإدراك كم المخططات التى رسمت ضده ليصل إلى الوضع الحالى من بلد ممزق تنهشه الطائفية والإرهاب والمصالح الخاصة.

الغزو الأمريكى


بداية الحديث عن نظرية المؤامرة التى أطاحت بالعراق تبدأ مع مبررات الحرب الأمريكية على بلاد الرافدين، وعلى رأسها وجود أسلحة دمار شامل تشكل خطرًًا على الشعب الأمريكى، ومن ثم على الشعوب المجاورة للعراق، خاصة أن النظام الأمريكى المتمثل فى بوش الابن وقتها أقنع الشعب الأمريكى بوجود علاقات بين حكومة الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين وتنظيم القاعدة الإرهابى المدبر لأحداث الحادى عشر من سبتمبر التى راح على أثرها الآلاف من أبناء الشعب الأمريكى.

الأمر الثانى الذى ادعته قوات الولايات المتحدة وبريطانيا لتبرير غزوها العراق تمثل فى تحرير الشعب العراقى من بطش النظام الديكتاتورى لصدام حسين الذى ارتكب المجازر بحق أبناء شعبه، وقوض الحريات، ونكل بكل معارضيه رافضًا الانصياع لصوت العقل.

اعتذار بلير


ظلت هذه المبررات مسار جدل فى العالم أجمع، لكن بعد 12 عامًا خرج رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، ليقدم اعتذاره للعالم عن قرار مشاركته مع الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، فى الإطاحة بالرئيس العراقى الراحل صدام حسين، والدخول فى حرب بالعراق.

وحمل رئيس الوزراء البريطانى الأسبق نفسه جزءًا من المسؤولية عن ظهور تنظيم «داعش» الذى صعد من العراق، واصفًا غزو العراق بـ«جريمة حرب»، نافيًا فى نفس الوقت ارتكابه لها، مبررًا الأمر بتقليه استخبارات خاطئة، ومؤكدًا أن كل من شارك فى الإطاحة بصدام عام 2003 يتحمل جزءًا من مسؤولية الأوضاع فى عام 2015.

بالعودة للمبررات الغربية لغزو العراق سنجد أن السنوات أثبتت أنها واهية وغير حقيقة، رغم ظهور وثائق تكشف اتفاق كل من بلير وبوش على غزو العراق قبل عام من بدئه، لكن الأيام كانت كفيلة بذلك أيضًا، فلم تجد القوات الأمريكية أو البريطانية أى أثر لأسحلة الدمار الشامل مثلما أفادت اللجنة التى شكلتها وكالة الطاقة الذرية حينها.

الدكتور محمد البراداعى، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى 27 يناير عام 2003 كان تقدم بإحاطة إلى مجلس الأمن بعد مضى ستين يومًا على استئناف عمليات التفتيش فى العراق، بأن الوكالة لم تعثر على أية أدلة تفيد بأن العراق استأنف برامج تطوير أسلحة نووية والتى كان قد أوقفها فى مطلع التسعينيات.

وفى تقرير صدر يوم 31 مارس 2005 عن لجنة التحقيق الرئاسية الخاصة بتقويم عمل أجهزة المخابرات الأمريكية، التى شكلها بوش الابن بنفسه، أفاد بأن تقارير المخابرات التى صدرت قبل حرب العراق تجاهلت الآراء المعارضة لوجود برنامج أسلحة دمار شامل فى بغداد،‏ لكن اللجنة أكدت عدم وجود أى دليل على التلاعب بالمعلومات لأغراض سياسية‏ أيضًا.‏

شهادة بليكس


هانز بليكس، كبير مفتشى الأسلحة التابع للأمم المتحدة فى فترة ما قبل الحرب على العراق، أكد فى تصريحات لشبكة «بى بى سى» أنه لم يشكك فى البداية بمصداقية الملف الذى تقدمت به الاستخبارات البريطانية، وقالت فيه إن الرئيس العراقى السابق صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، لكنه بعد مرور الوقت تشكك فى صحة الملف وأبلغ فى فبراير عام 2003 رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس بهذا الرأى، وطالبهما بمزيد من الوقت لإكمال مهمته، ولكن بريطانيا والولايات المتحدة تجاهلتا طلبه وقامتا بغزو العراق.

بالنسبة لمبرر إرساء قواعد الديمقراطية والحرية فى العراق كمبرر للغزو فإن الوضع الحالى لبلاد الرافدين التى تشهد سيطرة جماعة داعش الإرهابية على معظم المناطق بها، إضافة إلى توغل الفتنة الطائفية فى مناطق أخرى، كما أن الجرائم التى ارتكبت ضد الإنسانية فى سجنى أبوغريب وجوانتانامو خير دليل على كذبه.

يتبنى عدد من أبناء الوطن العربى والعراق أسبابًا أخرى للغزو العراقى بعيدًا عن تأمين منابع النفط الذى أثبت عدم صحته، وكذلك مع تكبد أمريكا وبريطانيا مليارات الدولار كخسائر مادية، ناهيك عن الخسائر فى الأرواح، فيرجح البعض أن الهدف من الحرب على العراق يعود إلى تبنى الرئيس الأمريكى جورج بوش لجماعة أمريكية تسمى «القرن الجديد» تهدف إلى السيطرة على العالم، كما ترى أن إقامة إسرائيل الكبرى جزء من الواجب الدينى المسيحى، أى أن الحرب على العراق جزء من تأمين إسرائيل، وتمهيد لإسقاط العديد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان ومصر والسعودية، وهو ما حدث فيما بعد.

الحرب الصليبية


ورجح قطاع عريض من أبناء العراق أن غزو بلادهم كان جزءًا من الحرب الصليبية، وهى ما تحدث عنها الرئيس الأمريكى جورج بوش فى الأسابيع التى أعقبت هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وتسبب فى ثورة عارمة بالعالم الإسلامى حينها عندما قال لوسائل الإعلام «هذه الحملة الصليبية.. هذه الحرب على الإرهاب ستستغرق فترة من الوقت»، ورغم إعلان البيت الأبيض، فى وقت لاحق، أن بوش شعر بالأسف لاستخدامه هذا التعبير لكن البعض ظل على مدار السنوات يفسر سر وجود أمريكا بالعراق لفترة طويلة رغم الخسائر الاقتصادية والبشرية الهائلة بأن هناك جماعات تحلم بتحويل البيت الأبيض إلى كنيسة يسيطر عليها الفكر المتطرف!

نظرية المؤامرة تظهر فى العراق واضحة باتهامات لكل من إسرائيل وإيران، إضافة إلى وجود تحالفات كبرى تحت مظلة الدولة الأمريكية تزرع بذور الفتنة فى العراق من خلال تسليح الأطراف المختلفة، والتى أدت إلى فشل الحكومات المتعاقبة دائمًا حتى الوقت الراهن بسبب اتهامها بالانحياز إلى طائفة دون الأخرى.

ولعل الدليل الدامغ على تفشى الصراع فى العراق ما عرف باسم الصراع ما بين العبادى والمالكى، باعتباره رئيسًا لكل من حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون، يعمل على إضعاف العبادى الذى يبدو متمتعًا بدعم المرجعية والسفارات الكبرى والقوى الشيعية والسنية والكردية.

داعش صناعة أمريكية


بينما انشغل أهل العراق بالصراعات والتناحر ظهر ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام الذى يعرف بـ«داعش»، وهو تنظيم يتبع الأفكار الجهادية وقام بالعديد من العمليات الارهابية مؤخرا كان آخرها تفجيرات العاصمة الفرنسية باريس، وقبلها توسع التنظيم فى سوريا، وسيطر على الأرض السورية وبدا أنه المستفيد الأكبر من مطالب الربيع العربى فى سوريا، حيث بدأت عمليات تسليح للقاعدة ممثلة فى جبهة النصرة.. الغريب فى الأمر أن العديد من التقارير الغربية اتهمت الولايات المتحدة بالوقوف وراء تنظيم داعش، وأنها هى التى مولت ونظمت أو أشرفت على قيام داعش، بدعوى دعم المقاومة المسلحة فى سوريا.

ويرى محللون سياسيون أنه مثلما استخدمت الولايات المتحدة تنظيم القاعدة، ثم انقلبت عليه عندما هدد مصالحها، الحال نفسه تكرر مع «داعش» الذى انتشرت جرائمه فى سوريا والعراق ليهدد المصالح الأمريكية هو الآخر مثلما فعل تنظيم القاعدة من قبل لتبدأ أمريكا الحرب عليه.

فيما أشار وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى 13 سبتمبر الماضى إلى امتلاك موسكو معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة على علم بمواقع «داعش»، لكنها لا تعط الأوامر بقصفها، مضيفًا: «عندما نحلل عمليات القوات الجوية للتحالف فإن ذلك يخلق انطباعًا غريبًا، وكأن هناك هدفًا خفيًا غير معلن عنه فى مهام التحالف!».

وفى 11 أغسطس الماضى أفاد مايكل فلين، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية بين عامى 2012 و2014 فى تصريحات نقلتها مجلة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية، بأن واشنطن كانت على علم بقدوم داعش، ولكن تقاعست خلال السنة الأولى من الحرب السورية عن السيطرة عليه، مضيفًا: «أعتقد أننا خسرنا، وفجرنا الوضع تماما، منذ البداية».

ومع النظر لكل هذا الشهادات يبقى العراق واحدًا من أكثر دول العالم التى اتحدت كل القوى الخارجية على الإطاحة به، كما ساعد أبناؤها الغرب على ذلك بالانخراط فى الاقتتال الطائفى الذى نتجت عنه جماعة متطرفة أصبحت تهدد العالم أجمع وليس العراق أو الشام فحسب.

أبوبكر البغدادى


هو قائد تنظيم القاعدة فى العراق ومؤسس تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام ويعد أحد أهم الشخصيات الإرهابية فى العالم، ووفقاً لصحيفة «الجارديان» البريطانية فإن أحد القيادات المنشقة عن تنظيم داعش أكد أن البغدادى كان يلقى احتراماً كبيراً من الأمريكان.

وأشارت «الجارديان» فى تقرير لها نشرته فى فبراير عام 2005 إلى أن أبوبكر البغدادى، عندما كان فى أحد السجون الأمريكية فى فبراير 2004، كان أول من خرج منه فى ديسمبر من العام نفسه، حيث رسخت سلطات السجن مكانة البغدادى بين المساجين، ولجأت إليه لحل النزاعات التى تنشب فى الداخل بينهم إلى أن تم الإفراج عنه بداعى أنه ليس خطرًا.

وهو ما سمح له بزيارة السجناء فى أى معسكر آخر متى أراد فيما لم يستطع الآخرون تحقيق هذا الأمر، مشددًا على أنه لولا السجن الأمريكى فى العراق لما كانت هناك الدولة الإسلامية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى عربى اصيل

مصررررررررررررررر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة