بالصور.. "هنا" 4 سنوات قضت نصف عمرها تغسل كلى وتحتاج عملية زرع فى الفيوم

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015 06:48 م
بالصور.. "هنا" 4 سنوات قضت نصف عمرها تغسل كلى وتحتاج عملية زرع فى الفيوم الطفلة هنا
الفيوم - رباب الجالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بجسمها الضئيل الذى يقل كثيرًا عن أجسام الأطفال فى مثل عمرها تجدها ترقد على سرير وبجوارها ماكينة الغسيل الكلوى ويتم الغسيل لها كعجوز فى السبعينات من عمرها، وبينما يهز والدها رأسه أسفًا على حالها تمتد يدها الصغيرة المرتعشة لتهز يده وتذكره "بابا قول الحمد لله".

"هنا سيد أحمد" 4 سنوات تقيم مع أسرتها بقرية مطرطارس بمركز طامية بمحافظة الفيوم وهى القرية التى تبعد عشرات الكيلو مترات عن مدينة الفيوم ويضطر سكانها لركوب أكثر من وسيلة مواصلات للوصول للمدينة وخاصة إذا قدر لأحدهم العلاج من أحد الأمراض المزمنة والترد على مستشفى الفيوم العام.

ويقول سيد أحمد والذى يعمل سائق لدى الوحدة المحلية لقرية مطرطارس إن ابنته هنا منذ ولادتها تبين أنها مصابة بعيب خلقى حيث إن لديها كلية صغيرة وأخرى طبيعية وبعد عرضها على عدد من الأطباء أكدوا أنه لا علاج لها وظلت الطفلة هكذا لمدة إلا أن والديها لاحظوا تدهورًا كبيرًا فى صحتها ونموها وإصابتها بالإعياء المستمر وبالكشف على الطفلة بمستشفى أبو الريش تبين أن إحدى كليتيها لا تعمل والكلية الأخرى حالتها متأخرة.

وبدأ الأب المسكين يتردد على الأطباء مع استمرار تدهور حالة ابنته ويمنعه ضيق الحال من الذهاب للمستشفيات الاستثمارية إلى أن تبين له أن الطفلة مصابة بالفشل الكلوى وأنها تحتاج إلى إجراء الغسيل الكلوى لها وتم تحديد جلسات الغسيل الكلوى للطفلة بمستشفى أبو الريش بالقاهرة وظل والد الطفلة على مدار عامين يعانى الأمرين كل اسبوع 3 مرات يقطع خلالها مسافة تزيد على الـ140 كيلو مترًا مصطحبًا طفلته الصغيرة من قريته بمحافظة الفيوم إلى مستشفى أبو الريش فى القاهرة يحملها على كتفه منتظرًا دورها للغسيل ولأن دائمًا الآلام تجلب بعضها لم يكن خضوع هنا للغسيل الكلوى بالسهولة التى خضع بها مرضى الفشل الكلوى كبار السن لجلسات الغسيل حيث إن الطفلة لصغر سنها وضآلة حجم جسدها لم يكن لديها وريد يتم من خلاله توصيل جهاز الغسيل بزراعها فتم إجراء عملية جراحية لها لتركيب أسترة غسيل كلوى بوريد رقبتها لإمكانية توصيل جهاز الغسيل الكلوى بجسدها وإجراء جلسات الغسيل لها.

ومنذ فترة قريبة تم تحويل حالة هنا لمستشفى الفيوم العام لإجراء جلسات الغسيل الكلوى بالمستشفى بقسم الغسيل الكلوى للأطفال وتقوم هنا بإجراء جلسات الغسيل أيام السبت والاثنين والأربعاء من كل أسبوع.

والد هنا الذى لا يملك إلا ابتسامة موجعة تمتلئ بالحزن وتعبر عن عجز الأب قال إنه يموت فى اليوم ألف مرة كلما يتطلع فى وجه ابنته، أنه يتمنى لو أنه يتحمل هذا العناء مكانها ويخضع لجلسات الغسيل الكلوى مكانها.

الأب الذى يغل أيديه ضيق الحال أكد أن كل دخله هو 600 جنيه راتبه الشهرى ينفق منه على زوجته وبناته الثلاثة هنا وشقيقتيها آية وسلمى وهو ما يكفيه بالكاد لتوفير نفقات المواصلات لجلسات سلمى وقال: أناشد كل مسئول يمتلك فى قلبه قدر من الرحمة وأناشد كل أب يترجى من الله أن يبارك له فى أبنائه مساعدتى فى نفقات إجراء عملية زرع كلى لهنا.

وقال الدكتور محمود سنوسى رئيس قسم الكلى بمستشفى الفيوم العام إن الطفلة هنا سيد مصابة بفشل كلوى مزمن وتحتاج للعلاج بجلسات الاستصفاء الدموى مدى الحياة وأكد أنه فى حالات الغسيل الكلوى هناك وصول مؤقت ووصول دائم حيث إنه فى الوصول المؤقت يتم تركيب قسطرة غسيل كلوى فى وريد مركزى يكون حجمه كبير وواصل إلى داخل عضلة القلب مباشرة ويتم الغسيل من القسطرة بشكل مؤقت لحين نضوج الوصلة الوريدية الشريانية وهى عملية يجريها طبيب متخصص فى جراحة الأوعية الدموية فى أحد الطرفين العلويين وأحيانًا يتم إجراؤها فى أحد الطرفين السفليين وتنضج خلال 6 أسابيع وهو الوصول الدائم ويتم نزع القسطرة التى تم تركيبها فى الرقبة والاستغناء عنها.

وأشار إلى أن عملية الغسيل الكلوى هى فى الأساس "غسيل دموى" يتم خلالها تنقية الدم من السموم والفضلات لأن الكلى يعرض عليها الدم باستمرار وتستخلص السموم والفضلات وتخرجها عن طريق البول لافتًا إلى أنه يتم فى الوصول الدائم تركيب اثنتين مما يسمى بفستولا أو كانيولا للغسيل الكلوى إحداهما تسحب الدم والأخرى تعيده مرة أخرى إلى الجسم بعد تنقيته.

وذكر رئيس قسم الكلى بمستشفى الفيوم العام أنه فى حالة الطفلة هنا الحل البديل هو إجراء زراعة كلى لها.

وعن معاناة الأطفال المصابين بالفشل الكلوى والتأثير النفسى للمرض عليهم أكد الدكتور محمود سنوسى أن الأطفال الذين يتعرضون للغسيل الكلوى فى سن مبكر تكون حالتهم النفسية سيئة نتيجة لعدم إدراكهم ما يحدث لهم خاصة أن المرض مزمن وعملية الغسيل متكررة وهو ما يجعلنا نلجأ لبعض الأساليب الترفيهية التى تحسن من حالتهم النفسية أثناء جلسات الغسيل ومنها منحهم بعض الحلوى والحديث معهم وتشغيل التلفاز وبعد فترة من تكرار جلسات الغسيل يبدأ الأطفال فى اعتياد الأمر.
اليوم السابع -10 -2015

اليوم السابع -10 -2015

اليوم السابع -10 -2015

اليوم السابع -10 -2015

اليوم السابع -10 -2015

اليوم السابع -10 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة