مؤلف رقصة شرقية: لا أكتب من أجل الترجمة

الأربعاء، 09 يونيو 2010 09:35 م
مؤلف رقصة شرقية: لا أكتب من أجل الترجمة جانب من ندوة دار العين للنشر
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الروائى خالد البرى مؤلف رواية "رقصة شرقية" أنه لا يفكر فى الكتابة من أجل الترجمة، وقال إن من يرغب فى البحث عن الترجمة، يجب أن يعمل جاهدا من أجل ذلك، وقال إننا فى قاع السلم الحضارى، وهناك اهتمام بعرض أفكارنا ولذلك من يتم ترجمته الآن ليس بالضرورة أن يكون جيدا، وأنا أحب الحضارة الغربية جدا، ولست شوفينيا، ولم أعمد لتقديم الحضارة الغربية بشكل سيئ فى روايتى.

جاء ذلك خلال الندوة التى أقامتها دار العين للنشر أمس لمناقشة رواية البرى الصادرة حديثا وناقشها الناقد محمد بدوى والشاعر وائل عبد الفتاح وأدارها الصحفى محمد شعير.

وقال البرى إنه كان يرغب فى كتابة رواية كلاسيكية تجمع بين العناصر الكلاسيكية المعروفة للرواية ومنها الشخصيات والحبكة المعروفة للحدوتة، مشيرا إلى أنه أراد أن يعايش شخصياته، ويضمنها أصوات متعددة، وعندما بدأ الكتابة، فقدها بعد أن أستغرق فى كتابتها لمدة عام ونصف، ثم عاود الكتابة مرة أخرى لمدة ثلاث سنوات، وما أن أنتهى منها وجدها بحاجة لتعديلها مرة أخرى وإعادة كتابتها بضمير المتكلم وليس بضمير الغائب.
وافتتح محمد شعير الندوة بالحديث عن بداية معرفته بخالد البرى، بعد صدور كتابه "الدنيا أجمل من الجنة" عن دار النهار البيروتية، والذى أخبره صاحبها فى معرض الكتاب أن هناك كتابا مصريا يحكى فيه صاحبه عن تجربته فى الجماعة الإسلامية وكان يقصد "الدنيا أجمل من الجنة"، ويكمل شعير: إنه كتب عرضا للكتاب وقتها فى أخبار الأدب وقد أثار الموضوع ضجة كبيرة لدرجة أن رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم طلب مقابلة خالد، وطلبت بعض القنوات التليفزيونية إجراء حوارات معه حول الموضوع، ولكنه احتراما لنفسه ولتاريخه رفض أن يتاجر بهذه القضية .

فيما وصف الناقد محمد بدوى رواية "رقصة شرقية" بالمكتظة والضخمة، مؤكدا أنها يجب أن تقرأ على مهل، وعندما كتب البرى كتابه "الدنيا أجمل من الجنة" كان يتوخى قيم الصدق الأخلاقية، ويرغب فى فهم تجربته، والأعمال من هذا النوع تحمل كاتبها، وتفاجئ كاتبها بعدما تثيره من ضجة، ويتحول هذا الكاتب إلى روائى محترف، بعد أن اكتسب العديد من الخبرات ومنها الخبرة التى اكتسبها البرى بعد كتابه "الدنيا أجمل من الجنة" والتى اكتشف فيها أن الدنيا أجمل من الأفكار المغلقة التى كان يعيشها، وحاول فى روايته الثانية أن يصنع ضفيرة تضم هذه الخبرة، مع خبرات المغترب المصرى فى لندن.

وقال بدوى: أعتبر "نيجاتيف" رواية البرى السابقة شكلا من أشكال التدريب، على كتابة هذه الرواية "رقصة شرقية" وخصوصا أن الخبرات لدى البرى زادت، بعد أن أضاف إليها خبرته فى الغربة، ووضعها كلها فى رواية ليست كلاسيكية كما يقول، فهى رواية تريد أن تكون محترفة، لكنها لا تخضع تماما لمقتضيات سوق الرواية العالمية.

وأكد بدوى أن رواية البرى بها مجموعة من القيم قليلة الحضور فى الواقع الثقافى العربى، ومنها قيمة الإمتاع، مشيرا إلى أنها رواية ممتعة بما هو سائد عن المتعة الروائية، حيث وضع بها شخصيات تنبض بالحياة، وبها حبكة بخلاف بعض الروايات التى غابت عنها الحبكة حيث قام بعض الروائيون فى جيل الستينات بتجاهل الحبكة باستثناء الروائى بهاء طاهر.

أما الشاعر وائل عبد الفتاح فأشار إلى أن تجربة خالد الكتابية هى المهمة بالنسبة إليه وليست تجربته مع الجماعات الإسلامية ، وقال أن كتاب "الدنيا أجمل من الجنة" هو بمثابة رحلة من اليقين إلى الشك فى محاولة معارضة لجيل الستينيات الذى كان يخوض رحلته دائما من الشك إلى اليقين.

وأكد عبد الفتاح أن الحكاية بالنسبة لخالد عبارة عن سلة معرفة تجمع شتات الأشياء فى محاولة منه للاحتراف، وهى أيضا محاولة منه لوصف الخذلان من المؤسسات الكبيرة الذى تعرض له أبطال الرواية الذين هربوا من المؤسسات التقليدية ليلتحقوا بصناعة الفكر والرؤية، وحتى فى هذا لم يحققوا نجاحا، وواجهوا خذلانا عظيما، وقال عبد الفتاح: "رقصة شرقية" هى محاولة لصنع ملحمة ولكن بشكل ساخر.

ووصف الفنان أحمد اللباد مصمم غلاف "رقصة شرقية" بأنها من أجمل الروايات التى قرأها فى الفترة الأخيرة فهى تهدف إلى متعة القارئ بالأساس، وقال إن كثيرا من الروايات الجديدة استزادت فى فكرة الكتابة بعيدا عن الحبكة التى تتواجد فى الرواية بشكل أساسى بل ويمكن القول إنها سر المتعة فى قراءتها.

وأشار المترجم "مصطفى فهمى" إلى أن عنصر التشويق قد جاء متأخرا فى الرواية، وهو ما جعله يشعر بالملل فى بداية القراءة، وعاب على خالد البرى أن كتابته ذكورية، وقال إن النساء كن مهمشات فى العمل، وفى الغالب يقوم الرجال بتحريكهم والسيطرة عليهم، وأضاف: أن خالد كان لابد له ألا يكون صريحا فى استخدام بعض الألفاظ الجنسية وأن يستخدم الألفاظ الموحية ورأى مصطفى فهمى أنه لم يكن مبررا التصريح بهذه الألفاظ الجنسية.

وعقب الشاعر أشرف يوسف على كلمة فهمى، مشيرا إلى أن خالد البرى امتلك رقابته الذاتية، فلم يمارس دور الرقيب على نفسه، واهتم بمتعة الكتابة نفسها، لأن الرواية هى النص الأكثر تعبيرا من السينما والشعر، وقال أشرف يوسف إن خالد البرى أخلص للرواية، وأعطانا أملا فى استعادة النص الروائى، حيث عمل عليها سنوات، ولم يعمل عليها أسبوعين كما يقوم بعض الروائيين الجدد.

وأشارت الناشرة فاطمة البودى إلى أن هذه الرواية قد عرفتها على مجتمع لم تكن تعرفه من قبل، وهو مجتمع "خرتية وسط البلد".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة