مجدى بكر أبو عيطا يكتب: علموهم تاريخ الوطن

السبت، 10 أكتوبر 2015 02:18 م
مجدى بكر أبو عيطا يكتب:  علموهم تاريخ الوطن علم مصر - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن الذين علا فى الدجى أنوارنا وطاولنا الجبال فخرا وعزا وملأنا الأرض خيرا وعلما وحضارة نحن أقدم حضارات الأرض وأثرينا الدنيا بفضل تراثنا الذى ازدان به العالم واقتبس من نوره وما زال رغم التقنية الحديثة والتقدم التكنولوجى المذهل يقف أمام تراثنا الحضارى ومنتج الأجداد من الفراعنة الشداد مبهورا مذهولا لما شيده المصرى القديم.

ولكن هل كل تلك الإنجازات عبر القرون الماضية تكون دافعا لمزيد من العظمة والتشييد وقراءة تاريخ الأجداد والاقتباس منها لمواصلة طريق الحضارة ومشاركة الانسانية فى بناء الحياة واستمرار تقدمها أم نكون غرباء عن حضارتنا وتراثنا المجيد نتيجة عدم دراية أو دراسة تاريخنا المجيد فأين المعلم الذى يستطيع أن ينقل موروثنا الحضارى لأجيالنا الحالية والقادمة ويعمل بالحب والرضا ويشعر بالعطاء والتكريم من الوطن ورد الجميل من المتعلمين كالشمعة التى تحترق لتنير حولها وأين الكتاب الذى نجد فيه ذلك التاريخ والعلم الوفير من حضاراتنا عبر القرون بنمطها الدينى المتميز الوسيط الذى هذب الشخصية المصرية وأثراها بثقافات متعددة، فكان المتميز دائما وأين التعليم الذى يستطيع أن يخرج تلك العبقريات التى تساهم فى الكشف عن المواهب المصرية والإمكانات المجتمعية والبيئية وتعكس القدرات الذاتية التى يتميز بها الإنسان المصرى العظيم وأين المهندس المصرى الذى ارتفع صيته فى الدنيا كلها بما شيد وبنى ومازال عمرانه شاهد على ذلك لا ما نسمعه من بناءات تتهدم نتيجة عدم الإلمام الكامل إما بتمكنه العلمى أو دراسته وربما عدم إخلاص وانتمائه الشديد أو انجرافه المادى الذى يجعله يتخلى عن الخروج بالمبنى الهندسى المتميز وأين العلماء والصناع المهرة والحرفيين المتميزين ؟؟ وأين الطبيب الذى ذاع صيته وانتشر بما احرز من تفوق فهو الذى حنط وطبب وترك بصماته خالدة على الجدران وأوراق البردى وما قدم من تداوى لللبشرية يمتد مع مرور العصور.

وأين الإداريين والقادة والمخططين الذين حمل التاريخ تفردهم وشرف باسمائهم صفحاته بما سجلوا من تميز فى الدواوين.

نكاد نشعر أننا تعرضنا لتجريف مقصود ليعطل الحضارة ويطمس التاريخ والموروث الثقافى ويغيب الإنسان المصرى عن مكانته المتميزة عبر التاريخ من خلال عصبة من قوى الشر العالمية التى تسعى لتخريب حضاراتنا وقتل الانسان والعبقرية فينا وتتحد علينا رغبة منها فى زوال مكانتنا وتجد نفوسا ضعيفة هزيلة تستسلم لها وتقع فى براثنها وتعينها علينا مستغلة لها فى امدادات ومعونات ظنا منها وتفرز مخطاطات تدمير وتخريب وتعطيل المسيرة.

إن تلك التحديات الخطيرة الجسيمة المحيطة بنا تستدعى انتباهنا وتقويم أمرنا وإعادة هيكلة الحياة من حولنا لما يعود على الأوطان بالوعى والتقدم واليقظة والبناء والتعمير لما خربته أيادى الغدر والغباء.

كل ذلك يدعو لإعادة هيكلة الدارة وصناعة القيادة بعيدا عن المجاملات وزرع من ليس له قدرة على الأداء ومن يعمل الميدان هو الحكم ومقدماته دليل نجاحاته ونتائجه اما الذين يحاولون عودة الحياة للعشوائية وتجريف القيادات البنائة وفقدان المتحمسين لحب الوطن والراغبين فى التقدم والتعمير والبناء ودفعة عجلة النمو والانتماء للخلف هم أشد خطرا من هؤلاء المتأمرين والمتحدين لارادة الوطن وولن يستطيعوا كسرها لو صدقنا مع واقعنا وتابعنا أمورنا وحققنا فيها بشفافية.

وكيف يفوتنا رجال حرسوا الحضارة وأمنوا الثغور وكانوا أسود تحرس الوطن من كل سوء وتحفظه وتحميه وتبنيه رجال هم من طين الأرض واكثررجاله حبا وانتماء وفداء فلذات أكبادنا الذين يضحون بالغالى واعز ما يملكون عقيدة وانتماء لحفظ الوطن واستمرار مسيرته وحراسة حضارته وتأمينه من كل شروعبث وخطر جسيم ولقد قدموا على مر التاريخ ملاحم يفخر بها كل مصرى وعربى ولعل آخرها ملحمة العبور الخالدة التى أذهلت العدو وأعطت درسا للجميع أن يفكر جيدا ان هذا الجيش لايقهر وأن الله قد حباه بالحفظ وأعطاه الهيبة والنصرة لما قدموا من بطولات خالدة عبر التاريخ الانسانى فى جيش مصرى عظيم مضرب المثال وفى مقدمة الجيوش الانسانية مدافعا شريفا حرا أبيا لديه قيم ومعايير لاتهزه ريح عاتية ولاتفله مكائد الشر بل تأتى عنده وتولى الدبر كتب الله حفظه وشرفه بتلك البشارة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأنهم خير أجناد الأرض حقيقة وواقع لامجاملة بل شهادة شريفة مشرفة وما يطمئن القلوب ويثلج الصدور انهم كما قال المختار :أنهم فى رباط إلى يوم الدين.

علموا الأجيال تاريخهم فهم مستعدون للتعلم والانتماء والحب وهم بذور متفتحة ليتشربوا الحب والولاء صغارا فيصونوا الأوطان كبارا ولاتستهينوا بتجهيلهم التاريخ فما جنى الوطن متاعب ولاشر إلا من سوء فهم وعلم وجهل فأين يقراوا تاريخهم ويتحصلوا على صفحاتهم المشرفة وملاحم البطولات الخالدة فهم أحوج أن يكونوا على دراية ووعى لنعيد أمجادنا ونحرص حضارتنا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر حجازي

جريدة صوت الامة

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر حجازي

الفريق سامي عنان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة