مرصد الإفتاء: "داعش" لم يدخل سوريا والعراق وليبيا إلا بعد تفتيت جيوشها.. ودعاوى الطائفية لم تجد صدى فى الداخل المصرى.. ويؤكد: التدخلات الخارجية لم يكن لها مكان بمصر فى ظل وجود جيش يصنف الأول عربيًا

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015 12:15 م
مرصد الإفتاء: "داعش" لم يدخل سوريا والعراق وليبيا إلا بعد تفتيت جيوشها.. ودعاوى الطائفية لم تجد صدى فى الداخل المصرى.. ويؤكد: التدخلات الخارجية لم يكن لها مكان بمصر فى ظل وجود جيش يصنف الأول عربيًا دار الإفتاء – أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية تقريره الرابع والثلاثين بعنوان "الجيوش الوطنية حائط صد الإرهاب الأسود"؛ وأكد فيه أن الجيوش الوطنية هى الضمانة الأهم والأنجح لصد موجات الإرهاب ودحرها، ومنعها من احتلال المناطق الداخلية أو التواجد على الأرض.

وقد تناول التقرير أدوار كل من الجيوش الوطنية فى كل من سوريا والعراق وليبيا مقارنة بالجيش المصرى، وكيف استطاعت جماعات العنف والتكفير أن تضع قدمًا لها فى تلك الدول، بينما فشلت فى تحقيق ذلك فى مصر، وذلك على مدار أكثر من سنتين من المحاولات المستمرة والمتكررة.

وأوضح التقرير أن الدراسة المقارنة لحال جيوش الدول الثلاث (العراق – ليبيا - سوريا) مع مصر قد أكدت الدور المفصلى للجيوش الوطنية فى صد موجات الإرهاب ومنعها من السيطرة على مناطق تمركز وانطلاق؛ حيث كشف التقرير أن جماعات العنف والإرهاب والتنظيمات المسلحة لم تكن تستطع أن تجد لها موضع قدم فى ظل جيش عراقى قوى، أو فى ظل استقرار النظام السورى، والأمر نفسه أيضًا فى ليبيا.

تفتت الجيش العراقى


وتابع التقرير أنه فى الحالة العراقية، لم تستطع القاعدة والتنظيمات المشابهة لها من بسط سيطرتها على أجزاء من الأرض، ولو مساحات صغيرة، إلا بعد أن تم تدمير الجيش العراق عام 2003م على يد القوات الأمريكية والبريطانية، وذلك بعد سنوات من الحصار الخانق للدولة العراقية وقواتها المسلحة، وهو ما مثَّل تمهيدًا لتلاشى دور الجيش لتحل القوة الغاشمة للتنظيمات المسلحة محل القوات والجيوش الوطنية النظامية.

انهيار الجيش السورى


أما فى الحالة السورية، فقد كشف التقرير عن استخدام آليات مغايرة لما استُخدِم فى العراق، وهى الآلية الطائفية، والتى ظهرت على السطح فى منتصف عام 2011م، ففى خضم الاحتجاجات التى انتشرت فى البلاد، ظهرت الدعوات الطائفية للانشقاق عن الجيش والفرار من الخدمة الوطنية والتعاون مع الجهات الخارجية والداخلية الهادفة لإسقاط النظام السورى باعتباره نظامًا طائفيًّا قمعيًّا، بالإضافة إلى التعنت الشديد من جانب النظام السورى ضد شعبه؛ الأمر الذى سارع فى ظهور الانشقاقات تلو الأخرى حتى خارت قوى الجيش السورى، وضعف أمام التحديات والمواجهات المسلحة من هنا وهناك، وهنا ظهرت التنظيمات التكفيرية والمتطرفة كعنصر فاعل فى الأحداث، ومستثمر لها، فبتنا نشاهد تراجعًا لسيطرة الجيش النظامى على مدن لصالح الجماعات المسلحة التى اجتاحت البلاد من البوابة الطائفية.

انهيار الدولة الليبية


أما عن المشهد الليبى، فقد أوضح التقرير أنه لم تجر استخدام ورقة الطائفية كما جرى فى سوريا، بل كانت القبلية هى الورقة الناجحة والفاعلة فى هدم ما تبقى من قوى الجيش الليبى، والذى تم إنهاكه بشكل تام أثناء التدخل العسكرى الخارجى ضد نظام الرئيس السابق، وبدلاً من أن يتم تكوين جيش وطنى حديث يكون ولاؤه الأول والأخير للشعب الليبى، ظهرت ليبيا وكأنها قبائل مسلحة، وظهرت المليشيات، وتراجعت الهوية والانتماء الوطنى لدى البعض حتى بات توصيف المواطن الليبى يقتضى ذكر قبيلته التى ينتمى إليها؛ باعتبار الانتماء القبلى هو المحدد لهوية المواطن وشخصيته.

وذكر التقرير أن التراجع فى الهويات الوطنية لصالح الهويات القبلية الضيقة فتح المجال واسعًا أمام جماعات العنف والتكفير لتدلو بدلوها، ولتطرح الهوية الدينية والأيديولوجية كبديل لكافة الهويات الوطنية، فجماعات العنف والتكفير لا تعترف بالأوطان ولا هوياتها، وإنما الهوية الدينية هى الهوية الوحيدة الصحيحة والمقبولة لديهم، ومن ثم بات لتنظيم "داعش" وغيره من الجماعات المسلحة مناطق نفوذ وسيطرة داخل الوطن الليبى فى غياب الجيش الوطنى للدولة الليبية.

دعاوى الطائفية لم تجد لها صدى فى الداخل المصرى


وأكد التقرير أن كافة الآليات المستخدمة فى سوريا والعراق وليبيا لم تفلح فى مصر ولم تفلح فى النيل من الجيش الوطنى المصرى أو التأثير على تماسكه، فدعاوى الطائفية الدينية والمذهبية لم تجد لها صدى فى الداخل المصرى، كما أن القبلية لم تكن الخيار المناسب للدفع به إلى الحالة المصرية، ولم يكن للتدخلات الخارجية مكان فى ظل وجود جيش يصنف الأول عربيًّا، والحادى عشر على مستوى العالم، ومن ثم فشلت كافة المحاولات البائسة لجماعات العنف والتكفير فى السيطرة على مناطق ولو صغيرة داخل الوطن المصرى.

وذكر التقرير أن المحاولة الأشرس لجماعات العنف للسيطرة على مدن ومناطق داخل مصر كانت فى الأول من يوليو من العام الجارى، حينما حاولت تلك الجماعات بشكل بائس وضع يدها على مدينة الشيخ زويد لتكون إمارة إسلامية تابعة لها، والانطلاق منها لضم المزيد من الأراضى وصولاً إلى اقتطاع شبه جزيرة سيناء كاملة من السيادة المصرية، إلا أنها فشلت فشلاً تامًّا بفضل ثبات وشجاعة القوات المسلحة المصرية، وتماسكها القوى وجاهزيتها، وقد قُتل فى العمليات المئات من التكفيريين المسلحين التابعين للتنظيم، واضطرت البقية الباقية إلى الهرب للنجاة بأرواحهم.

فشل محاولات إضعاف الجيش


وأكد التقرير أن إضعاف الجيش المصرى بكافة السبل المتاحة هو الهدف الأهم لدى الجماعات التكفيرية والمتطرفة، والجهات المتعاونة معها من هنا وهناك، وقد رصد التقرير دعوات عديدة على المواقع التكفيرية لأبناء المجتمع المصرى للهروب من التجنيد والخدمة العسكرية، وهى شبيهة بما حدث فى الحالة السورية، كما ظهرت دعوات لضباط وجنود الجيش للانشقاق عن الجيش والانضمام لجماعات العنف والتكفير، بالإضافة إلى المحاولات المتكررة والمستمرة لإثارة القضية الطائفية بين المسلمين والأقباط، وقد باءت جميعها بالفشل؛ وذلك لقوة النسيج المجتمعى فى مصر والوعى الجمعى لأبناء الوطن بتلك المحاولات الخبيثة التى لا تريد الخير للوطن باكمله.

وأوصى التقرير بالحفاظ على التماسك المجتمعى وقوة النسيج الوطنى والدعم الكامل المباشر وغير المباشر للقوات المسلحة المصرية، والوقوف خلفها فى حربها الشرسة ضد قوى الإرهاب والتطرف، والعمل بشكل جماعى لإحباط كافة المحاولات التى تستهدف النيل من الجيش المصرى ودوره الوطنى.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة