عصام كرم الطوخى يكتب: التفكير المرن

السبت، 12 سبتمبر 2015 08:00 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: التفكير المرن ورقة وقلم - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن تبقى جميع الخيارات والبدائل والحلول مفتوحة ومتاحة أمامك، فأنت تعيش بفكر مرن قادر على استيعاب الأزمات واجتيازها، قادر على حصد نتائج باهرة، فأنت تقابل معارك شرسة كل يوم مع أنماط سلوكية ونفسية مختلفة، فلن يفيد معها القوالب الجامدة فى منهجية الحياة، فمع احتفاظك بثوابت الحياة ستغازلك وتشاكسك ويحتاج منك هذا إلى ذكاء لتدرك أسرارها ومراوغتها.

اخرج من دائرة ذاتك، وغير من طريقة تفكيرك إلى استثمار الأنسب منها، واقتنص اللحظة التى أنت فيها الآن، وراقب ما تمر به وما يحدث من نتائج، وتنقل بين محطات الحياة المختلفة متمرداً على خوفك من المجهول فقد تكون السعادة فيما تخافه وتخشى الإقدام عليه، فالحياة بطبيعتها متغيرة ولا تسير على وتيرة واحدة، فإذا لم تروق لك طرق التغيير الجديدة لغربلة العديد من توافه الأشياء التى تستنزف طاقاتك، والأفكار السلبية والروتين اليومى الذى أصبح جزء لا يتجزأ منك، والعيش بحكم العادة، فأنت تحكم على حياتك بالموت المبكر، كونك سعيد بقوقعتك لأنك تخشى كل ما هو جديد، فالمرونة فى التفكير تقودك إلى متى ترفض أو تقبل أى شىء مع الأخذ فى الاعتبار أن ليس كل فكر جديد مناسب لك، فالحياة تتطلب منك أن تكون مستعدا للانحناء عند هبوب العاصفة لتعاود الوقوف بقوة مرة أخرى.

ففى الحروب نتعلم فنون القتال المختلفة لأننا نواجه عدوا ليس سهلاً فنتعلم المراوغة والتمايل والانبطاح.. كذلك الحياة من الصعب أن نعيشها بقوالب ثابتة جامدة فروعة الحياة فى غموضها واكتشاف أسرارها والاستماع بجمالها.

لا تحصر تفكيرك فى حل وحيد قد لا يناسبك وقد يشعرك بالضيق لأنك مجبر عليه، فالتفكير المرن يقودك إلى الوصول إلى هدفك بأقل الخسائر، ويوفر وقتك وجهدك إلى أهداف أخرى، فالتفكير الإبداعى المتغير يجعلك تتلاءم مع المتغيرات الجديدة ويجعلك تتعامل مع الأشياء والمواقف بعمق وإدراك ويفتح لك أفاق جديدة ويجعلك ترى الكون بمنظور مختلف لم تره من قبل، على عكس التفكير الأحمق الذى يقودك إلى متاهة القلق والحيرة والانهيار.

التفكير المرن يقودك إلى رؤية الأشياء من زوايا مختلفة وبرؤى متعددة، مما يرفع قدرتك على حل المشاكل وإيجاد البدائل لها فى الوقت المناسب والتى قد لا تكون مطروحة فى حينها، والتفاعل والتكيف الإيجابى معها، فبتنوع تفكيرك قد يكون من السهل التغلب على التحديات التى تواجهك، وتحويل العديد من مشاكلك إلى مكاسب لم تكن فى الحسبان، فالمرونة هنا قوة كامنة يجب اكتشافها فهى تحتاج إلى التجربة والممارسة وتطوير المهارات والقدرات وتوظيف الطاقات واستغلالها الأمثل مع الثقة فى النفس مما تسمو بروح الإنسان فى التعامل مع ربه، مما تتيح له فرصة التنقل بين الأفكار وإجادة التنقيب عنها مع تطويعها وملاءمتها، على عكس الذى لا يعرف إلا طريقة وحيدة للتعامل مع مشكلته، مما تجده يشعر معها بالملل لضيق أفقه، فلا يتفاعل مع الآخرين بسهولة فتجده شبه منعزل بأفكاره وتجاربه وأعماله.

اعمل على إثراء حياتك، وحفز ذاتك والقى بكل عثراتك التى أثرت عليك سلباً خلف ظهرك، وحاول أن يكون ما تسع إليه يسير فى اتجاه أن تعيش حياة راقية قدر الإمكان، وأن تعرف جيداً وتدرك ما تكرس له حياتك.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة