يسرا محمد سلامة تكتب: بلاها لحمة.. بلاها دجاج.. بلاها أسماك

الثلاثاء، 01 سبتمبر 2015 10:27 م
يسرا محمد سلامة تكتب: بلاها لحمة.. بلاها دجاج.. بلاها أسماك حملة بلاها لحمة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حملة "بلاها لحمة" التى انطلقت شرارتها منذ عدة أيام، رغم أنها حملة مميزة بسبب غلاء أسعار اللحمة مع اقتراب عيد اللحمة – عيد الأضحى – إلا أننى لست معها تمامًا، وذلك لأن الشعب المصرى إذا حاول الاعتماد على مصادر بروتينية أخرى غيرها وأقصد بذلك الدجاج والأسماك سيتسبب ذلك فى ارتفاع أسعارهما هما أيضًا، فثقافة حملات المنع عند البائعين والتجار تأخذ منحى آخر غير التى خُصصت من أجله هذه الحملات، وجشع هؤلاء التجار وانتهازهم لمثل هذه الفرص يجعل هذه الحملة لا تؤدى الغرض بالشكل القوى أو يكن لها مفعول وتأثير فى الشارع المصرى.

الإعلام المصرى مع هذه الحملة قلبًا وقالبًا، ولهذا فهو يُغرى المشاهدين بوجود بدائل أخرى حتى للسمك والدجاج لا اللحمة فقط، لكن السؤال ما هى تلك البدائل خارج الدجاج والسمك؟! وهل ثقافة البيت المصرى ستستوعب فكرة إلغاء تلك الأطعمة دفعة واحدة؟!، حتى وإن افترضنا أن ذلك سيحدث، هل لا يعرف الإعلام أن للدجاج مثلاً مصادر أخرى مثل البيض، وأن للحمة مصادر أخرى مثل الألبان، والأجبان فلحوم البقر والماعز إذا ما ابتعدنا عنها لن نبتعد عن الجبن أو اللبن أو مشتقاتهم الأخرى، وبالتالى فنحن لن نمنع أنفسنا عنهم، بل سنلتف وراء الحملة ونتوهم أننا نساندها.
حملة بلاها لحمة رغم أهميتها، إلا أنها ستفتح باب غلاء الأسعار على مصراعيه مع المواد الغذائية الأخرى، ولن يغلب التجار فى وضع الخطط والحيل التى من شأنها تجعل هناك توازن معهم فى المقاطعة التى انطلقت ضد اللحمة، لأن الناس لن تنقطع عن الأكل، والأدهى من ذلك أنه عندما يحين وقت عيد الأضحى المبارك سيضطر الكثير من المواطنين إلى شراء اللحمة - إعمالاً بسًنة نبينا صلوات الله وسلامه عليه، فالفتة أصبحت عادة متوارثة فى صباح أول يوم العيد - حتى ولو اشتروها بكميات قليلة، لكنهم لن يمتنعوا عنها، والتجار يعلمون ذلك جيدًا لذا سيصبرون على ما يحدث ولن يهتزوا من هذه الحملة، فشراء اللحمة آتٍ آتٍ لا محالة.

وأخيرًا، أنا مع حملات المقاطعة – لكن – يجب أن يتبع هذه الحملات رقابة مشددة من قبل المؤسسات الأهلية، ومن الحكومة نفسها من خلال وزارتى الزراعة والتموين، فمن أراد لهذا الشعب أن يعيش عيشة كريمة، وأن يتحصل الفقير ومتوسط الدخل، على الحد الأدنى من المواد الغذائية التى تُعد بالنسبة لهم من الكماليات لا الضروريات نظرًا لارتفاع أثمانها، عليه أن يتشدد فى فرض تلك الرقابة ولا يتهاون أو يتراخى فى تطبيق الهدف الذى من أجله قامت تلك الحملات.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة