فى قصر الفنون.. مصر بتفرح بقناة السويس بأعمال 129 فنانًا.. تشكيليون فى مظاهر فنية حافلة.. وزير الثقافة: المعرض تأريخ فنى لمشروع القناة.. وأبو المعاطى: الفن يجسد اللحظات الخالدة فى تاريخ الأوطان

فى ملحمة فنية كبيرة شارك 129 فنانًا تشكيليًا أمس فى معرض "قناة السويس.. الماضى.. الحاضر.. المستقبل" بقصر الفنون بساحة دار الأوبرا، وقام بافتتاح المعرض الدكتور عبد الواحد النبوى، وزير الثقافة، والدكتور حمدى أبو المعاطى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، والمخرج خالد جلال، رئيس مركز الإبداع الفنى، ويستمر المعرض حتى 30 سبتمبر المقبل.



ويضم المعرض أعمال الفنانين التشكيليين المستلهمة من مشروع قناة السويس، حيث يقدم صورة بانورامية لأعمال التشكيليين بدءاً من جيل الرواد الراحلين مرورًا بالمعاصرين والشباب، والذين استلهموا فيها مشروع القناة منذ إنشائه وحتى الآن.

وقال وزير الثقافة، إن هذا المعرض يعد بمثابة تأريخ فنى لمشروع قناة السويس القومى، وإن الفنون تظل هى ذاكرة الأوطان، والملمح الصادق لما وصلت إليه ثقافيًا وحضاريًا، تحمل بصمة الشعوب وتميزها، مشيرًا إلى أن هذا المعرض يجسد أهمية دور الفن فى تخليد أحداث الأمم وتاريخ شعوبها.

وأضاف أن الوزارة ممثلة فى قطاع الفنون التشكيلية تشارك جموع المصريين فرحتهم بإنجاز مشروعهم التاريخى، لتظل قناة السويس الجديدة جزءًا من إبداع المجتمع المصرى بكل شرائحه، ورافدا هاما فى إثراء الممارسات الإبداعية فى كافة المجالات.

ومن ناحيته، قال الدكتور حمدى أبو المعاطى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، إن قناة السويس الجديدة هدية المصريين للعالم، فهى المشروع الذى ألهم مخيلة ووجدان المصريين كإنجاز وطنى تاريخى أشبه بالإعجاز، مشيرًا إلى أن الفن يأتى كعادته ليجسد تلك اللحظات الخالدة فى تاريخ الأوطان فكانت فكرة إقامة المعرض كبادرة لإبراز دور الحركة الثقافية فى توثيق الأحداث الهامة لتكون قيمة مضافة تاريخية وفنية وجمالية من خلال مبدعيها فى مجال الفن التشكيلى المصرى.

محمد الطراوى: مشروع القناة فجر جديد أطل بأنواره على ربوع مصر

وقال الفنان الكبير محمد الطراوى: "بالنسبة للعمل الذى أشارك به فى معرض قناة السويس، لقد قمت بزيارة بدافع شخصى ووطنى لمنطقة قناة السويس ومكثت أكثر من يومين هناك، والحدث الذى عيشته على مدار هذه الفترة استلهمته من خلال عدة خطوط متمركزة حول فكرة إنجاز المشروع، وهذا المشروع تم تمويله بأموال المصريين وسواعد المصريين ودائما ما يذكر أن الفن ذاتى فى مكنونه أو فردى لكن من خلال هذا الحدث استطاع الفن أن يصهر كل رؤى الفنانين وكل رؤى المبدعين الذى شرفت أن اكون واحد منهم ولذلك جاءت الأعمال كلها صادقة عبر هذا الحدث الجلل الذى أعتبره فجرا جديدا أطل بأنواره على ربوع مصر والعالم العربى بأسره، ولذلك كل الاجواء فى هذا الشهر وما قبلة كانت معبأة بنسمات الانتماء إلى هذا الوطن وبسمات من الحب والولع والعشق لهذا الحدث الكبير الذى يعتبر شريان الحياة لمصر والعالم كله".


وأضاف الطراوى: "اعتمدت فى الأعمال التى اقدمها على البعد الرمزى الذى يتمحور حول الشخصية المصرية بكل صمودها وكل تحديها وأتمنى كل المشاريع فى مصر أن تنجز من خلال مفهوم قناة السويس فإذا أنجزت كل المشاريع فى مصر بجدول أو بأجندة قناة السويس سوف تحتل قمة وتعيد نفسها مرة اخرى إلى أن تكون قاطرة العالم العربى، وأنا اشارك بعملين احدهم يعرض فى هذا المعرض وهناك عمل أخر أشارك به فى معرض بعد يومين بمنطقة القناة".

سهير عثمان ترصد بريشتها فرحة مصر بافتتاح القناة

ورصدت الفنانة الدكتورة سهير عثمان بريشتها فرحة مصر بافتتاح القناة فقدمت فرعين من الأعمال فرع الأعمال النسجية وفرع الجرافيك والحالة العامة للأعمال هى "عرس مصر"، وقالت سهير عثمان: "إن العمل هو استلهام من فكرة أصبحت واقعا ملموسا، هذا الواقع كشف بوضوح إيجابيات الشخصية المصرية أمام العالم من إصرار وتحد وعزيمة مما يعكس روح التضامن والانتماء للإرادة المصرية والذى استعاد بها المصرى أمجاده التى افتقدها والتى كان فخورا بها على مدى عصوره التاريخية".

إيهاب الأسيوطى يسجل مصريته ووطنيته فى جدارية "مصر تفرح"

وقدم الفنان إيهاب الأسيوطى، أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة، جدارية من النحت البارزة بعنوان "مصر تفرح"، للمشاركة فى احتفال مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة، استخدم فيها خامة البوليستر، وهى عبارة عن مجموعة من الأشخاص ليسوا سيدات أو رجال وهم مجتمعين فرحاً بقناة السويس واقفين على قواعد بداخل مياة رافعين رمز القناة وصور السيسى وبعض شعارت التى ترمز إلى ثورة يوليو.


وقال الأسيوطى الفنان عن جدارية "مصر تفرح": "تأتى عبر عمل متواصل ومجهود لا يعلمه إلا الله، استمر لمدة 20 يوم منذ أن قررت ألا تمر حياتى وتاريخى الفنى دون أن أسجل مصريتى ووطنيتى، داعيًا بأن يحفظ الله مصر، ويرفع شأنها ورايتها، وأن تهتف تلك الشخوص "تسلم الأيادى" كما هتفنا منذ 30 يونيو 2013 وما زلنا نهتف".

محمد إسحاق يجسد مكاسب مشروع القناة فى أعمالة

ويشارك الفنان الدكتور محمد إسحاق عميد كلية تربية فنية جامعة حلوان بثلاث أعمال فى معرض قناة السويس، وقال "إسحاق": "اليوم كل الفنانين يشاركون تحت تكملة احتفالات قناة السويس، والميزة فى المعرض أن ليس به لجنة لاختيار الأعمال، وكان دورى فى المشاركة بثلاث أعمال بيعبروا عن مصر وقناة السويس استغرقوا ثلاثة أيام متواصلة، وأنا أرى أن هذا المشروع سيعود بالرخاء على مصر، وتحدث الفنان عن أحد اعمالة أن الموضوع هنا رمزى فى الصياغة وأنا قمت بعمل تمثال يمثل شخصية مصر وفى نفس الوقت النبات الموجود فى العمل يرمز إلى أن المشروع سيعود على الوطن بالخير والنماء والجناحين هما شقين القناة كفكرة وأن مصر ستنهض بشقين القناة".

أحمد عبد الجواد مشروع القناة اسطورة تراثية جديدة

ويشارك الفنان الكبير أحمد عبد الجواد، فى معرض "قناة السويس"، بأربعة أعمال فنية، ويقول الفنان عن أعماله: "فى لوحة عاصفة النماء، رمز الأصالة والمعاصرة فى تجسيد قوة اندفع مياه القناة وارتدامها بالرمال الصفراء ليحولها إلى اللون الأخضر، رمز النماء وخلفيته الهرم رمز للماضى العريق، وكانت أروع لحظات العمر تلك التى كانت الأيادى السمراء وهى تشق قناة السويس الجديدة كنت انظر إليهم مبهورا وكأنها عصا سحرية تستقر فوق هذه الأرض لتصنع معجزة بكل المقاييس، غاص عرق العاملين فى أعماق القناة كما تغوص قطارات العرق بمياه القناة فى التربة الظمأ لقد انبهر الشباب بتلك الأيادى وكأنها تستعرض قصص أبوزيد الهلالى والزناتى خليفة والشاطر حسن يضربوا أروع الأمثلة، فالقناة تمثل الخير والنماء للوطن".

محمود المنيسى معرض قناة السويس فكرة طال انتظارها

وقال الفنان التشكيلى محمود المنيسى الذى يشارك بعملين فى معرض قناة السويس: "إن المعرض بالنسبة لى فكرة أتمناها منذ فترة كبيرة، مثل فكرة المشروع القومى فى مرحلة الخمسينيات، إن الفنانين يعبروا عن فكرة، وهى أن يكون هناك حدث مهم يجذب الفنانين حوله، وهى فكرة لم تكن موجودة فى العشرين سنة الماضية، وهذا حدث قومى يجمع الناس حوله، ويعبروا عنه وعن تطلعاتهم المستقبلية".


وأكد المنيسى، أن هذا المعرض مميز وفيه أسماء فنية مميزة جدًا، "أتمنى أن يقام هذا المعرض فى المراحل القادمة، إنه حدث لا ينسى، وإن المشروع القومى اللى يلتف حوله الفنانين، وتنتج أعمال عظيمة مثل الخمسينات والستينات، أعمال الجزار وكثير من الأسماء من جيل الرواد، مازالت تقوم عليها متاحف".

وأضاف أنا أشارك بعملين قافلة الشمال ، وقافلة الجنوب، يسيران فى اتجاهان مختلفان، أحدهما الألوان الفاتحة، والأخضر غالب عليها كثيراً، مركب ضخمة جدًا بتخترق المياة، ويخرج منها بقع لونية، والمركب على الشمال تحمل المنتجات التى ينتجها الغرب، وذاهب بها فى إتجاه الجنوب، قارة أفريقيا، اللوحة التانية المراكب غامقة إلى حد ما سفينة ضخمة فى الخلفية ضبابية بعض السفن الكثيرة، وكأنها سفن البترول خارجة من الجنوب وذاهبة للشمال.

موضوعات متعلقة..

-وزير الثقافة يفتتح معرض "قناة السويس" بـ"قصر الفنون"