نادر الليمونى يكتب: الدروس الخصوصية عرض وليست مرض

الأحد، 30 أغسطس 2015 02:09 ص
نادر الليمونى يكتب: الدروس الخصوصية عرض وليست مرض دروس خصوصية - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتعجب ممن يتصدون لمواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية ويعتقدون أنها مرض عضال فى النظام التعليمى المصرى ومما يزيد عجبى أنهم متخصصون وتربويون فى حين أنها عرض لمرض خطير بل لعدة أمراض تداعت على جسد التعليم المصرى وتداخلت حتى خارت وانهارت قواه فأفرزت لنا هذا العرض التى نتعامل معه ونقلق منه غاضين الطرف عن الجذر والأصل وهو المرض نفسه فإذا تم معالجة المرض، فبالتالى لن يكون هناك أعراض له هذه مسلمات بديهية.

فكيف ستتصدى للدروس الخصوصية وجميع أمراض التعليم المصرى، لم يتم الوقوف تجاهها لبرهة من الزمن لمعرفة ماهيتها وحجمها وكيفية التعامل معها؟

كيف سيتم التصدى لظاهرة الدروس الخصوصية والدولة لديها تعليم للعامة وتعليم سوبر للأغنياء؟
كيف سيتم التصدى لظاهرة الدروس الخصوصية وعدد المدارس لا يتناسب مع أعداد المتعلمين ناهيكم عن الزيادات المطردة والمفزعة فى أعداد المتعلمين كل عام؟

كيف سيتم مواجهة الدروس الخصوصية وحال المعلم لا يخفى على أحد؟

حال جعل منه يتغاضى عن الكثير والكثير نظير أن يحيا ويعيش هو وأسرته فى مجتمع لا يرحم .
تغاضى عن مكانته الأذلية والمحفورة فى أعماق أذهان المجتمع لإدراكه أن هذه المكانة لم تشفع له فى حياته اليومية ومواجهة متطلبات الحياة البسيطة وسط تجاهل لصوته وصرخاته من حكومات متعاقبة ومتوالية . مستعملين معه المسكنات التى اعتاد عليها القائمون على أمور هذه البلد على مر العصور ومنها مشكلة الدروس الخصوصية.

كيف سيتم مجابهة هذه الظاهرة ومعدل الكثافات داخل الفصول يفوق المعدلات الخيالية فى المجتمعات غير الموجودة أصلا على الخريطة فى زمن مخصص لحصة لن تكفى معلم يخاف الله عز وجل أن ينظر فقط لكراسة كل تلميذ نظرة سريعة وليس للتصويب والمعالجة؟

كيف سيتم مجابهة هذه الظاهرة وولى الأمر ترك المسئولية كاملة على المدرسة وتفرغ هو ورفيقة دربه إلى تدبير الاحتياجات المالية لأسرتهم وعند أول مشكلة تجده يصب جام غضبه على المعلم ويكيل له الاتهامات واللكمات إن أمكن.

كيف سيتم مواجهة وعلاج هذه الظاهرة والمرض مستشرى لم يجرؤ أحد على مجابهته حتى الوزراء يتبعون سياسة - عدى يومينك على خير – لم نسمع يوما أن وزيرا وضع سياسة وخطة استراتيجية طويلة الأمد وقصيرة لحل مشكلات التعليم المصرى واضحة المعالم ومحددة المسئوليات وأوقات التنفيذ والمتابعة ليترك لمن يخلفه الأرث الثقيل ويظهر أن من قبله هو من تواطئ وأهمل وهكذا.

كيف سيتم مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية والفارق رهيب بين امكانيات المؤسسة (المدرسة) وإمكانيات الأسرة والمتعلم نفسه حيث الحديث من التكنولوجيا المعاصرة والمكهن من الأدوات والمعدات التى عفى عليها الزمن؟

كيف سيتم مواجهة وحل مشكلة الدروس الخصوصية ونظام التقويم المصرى يؤكد عليها ويدعمها بقصد أو بدون قصد حينما ركز وشدد على أن الحفظ والاسترجاع هما الضامنين للحصول على أعلى الدرجات ومن ثم تبوأ اعلى المناصب فيما بعد واعتبر أن البنى آدم ليس لديه غير أدنى المستويات من العمليات العقلية التى يعرفها متخذو القرار وهى مستوى التذكر والحفظ ليهمل بقصد باقى القدرات التى كانت سببا فى تقدم الامم وجعل المستحيلات قديما واقعا آنيا.

كيف سيتم مجابهة هذه الظاهرة وبيئة المؤسسة التعليمية تفتقد الى مانعيب غيابه فى الأبناء والمجتمع وهو علاقة الود والاحترام التى تنتقل بالتأثير وليست بالتحضير أى بالتلقائية والقدوة فى مشاهدة السلوك والتصرفات فنتج جيل لا يحترم الكبير ولا يوقره ولا يرحم الصغير ويساعده.

كيف سيتم مواجهة الدروس الخصوصية والكتاب المدرسى الموازى للكتاب المدرسى الرسمى بينه وبين الكتاب المدرسى سنة ضوئية فى الإعداد والإخراج والمستوى التعليمى الأكاديمى على الرغم من أن من يقومون بإعداد هذه الكتب هم أبناء نفس المجتمع ويعملون فى نفس المهنة وأبناء نفس الوزارة.

وفى النهاية أتمنى ألا يطيل عجبى حتى لا تتأخر أمتى أكتر مما هى متأخرة فالوقت سلاح نهضتها
أو تأخرها فمصر لا تمتلك وحقا رفاهية الوقت لتضيعه فالذنب ذنب أبنائها الذين يرضون لها هذا الوضع بعدما صارت عقودا متبوئة مكانتها الرائدة بين الأمم.

أتمنى أن يخرج لنا معلما وزيرا جراحا بمشرط حاد ليفتح لنا خراج المرض ولا يكتفى بالمسكنات
وسوف يتحمله الشعب حينئذ لأننا ايضا تركنا الشعب وأهملناه وأعتقدنا أننا كمعلمين ووزارة نستطيع تحمل المسئولية فكانت النتيجة وكانت الأمراض تتمكن من التعليم فصار كهلا لا يستطيع التحرك أو الحياة..

أتمنى أن ينال التعليم المصرى اهتمام القيادة السياسية بحب الشعب الجارف لها فلن تتقدم أمة متأخر تعليمها

أتمنى أن نضع نصب أعيننا جميعا وأن نعتقد يقينا أن الله يطلع على كل إنسان ويراقب كل صغيرة وكبيرة فلا ينبغى أن تمتلئ بنا المساجد وتفرغ منا أماكن العمل وإن شاء الله سوف تحيا مصر بالأمل الذى يرافقه العمل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

فاطمة المهدي

قول الحق

عدد الردود 0

بواسطة:

ام انغام

الدروس الخصوصية عرض وليست مرض

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد صبرى التهامى

بجد وكأن حضرتك بتقول اللى على لسان كل واحد مهتم ومهموم بهموم التعليم فى الوطن

عدد الردود 0

بواسطة:

فاطمه المهدى

اتركوا المقال فالصفحه الرئيسية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة