قضت محكمة جنايات القاهرة فى جلستها المنعقدة اليوم برئاسة المستشار جمال القيسونى بإعدام طبيب وممرض لإدانتهما بقتل تاجر أدوات كهربائية وتقطيع جثته والتمثيل بها لوجود خلافات مالية بين الطبيب القاتل والتاجر، وذلك بعد موافقة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية على إعدامهما.
عقب الحكم انتابت زوجه المجنى عليه حاله من الفرح وأخذت تردد "الحمد لله أخد لى حقى"، "حسبى الله ونعم الوكيل"، بينما ردد الممرض، خلف القضبان باكيا "حرام أنا مليش ذنب هو اللى قتله".
كانت النيابة العامة أحالت المتهمين إلى الجنايات بعد أن نسبت إلى "محمد .أ" أستاذ الغدد الصماء بكلية الطب جامعة عين شمس، و"محمد .ع" ممرض بعيادة الطبيب تهمة قتل محمد مختار تاجر أدوات كهربائية عمدا مع سبق الإصرار والترصد لوجود خلافات مالية بين التاجر والطبيب استدرج على إثرها الطبيب التاجر إلى عيادته بزعم إنهاء الخلافات بينهما، وباغته بإطلاق عيار نارى صوبه لشل حركته ثم قطع جسده باستخدام منشار كهربائى، وحرق أشلاء الجثة ووضعها بمساعدة الممرض داخل حقائب بلاستيكية وألقى بها فى الطريق العام ودهسها بسيارته.
ترجع وقائع القضية إلى عثور مباحث القاهرة على كيس بلاستيك أسود بداخله رأس آدمية وكفان وزراعان وكيس آخر بداخله بنطلون وقميص وحذاء فى أماكن مختلفة فى القاهرة، بمعاينة الجثة تبين أنها مقطعة بواسطة منشار كهربائى ومرتكب الحادث أشعل النار فيها ودهسها بسيارته لإخفاء معالمها.
أفادت تحريات المباحث أن الطبيب المتهم كان بينه والمجنى عليه مشاكل بسبب رفض الأخير إعادة 170 ألف جنيه، كان حصل عليها من الطبيب لاستثمارها،
وتعثر فى السداد، واستطاع الطبيب المتهم الحصول على حكم بحبس المجنى عليه 3 سنوات واتصل يوم الحادث بالمجنى عليه، وطلب منه الحضور إلى عيادته بمنطقة مصر الجديدة، لتسوية الأمر.
أحضر المجنى عليه 15 ألف جنيه للمتهم كجزء من المديونية وطلب كتابة شيكات بالمبلغ المتبقى مقابل حصوله على مخالصة لتقديمها للمحكمة بغرض إسقاط الحكم الصادر ضده، وعندما رفض المتهم قال له التاجر بأن عليه اللجوء للقانون للحصول على حقه.
هنا أخرج الطبيب سلاحه النارى وأطلق الرصاص على التاجر، وفى اعتراف الممرض المتهم أكد أن الطبيب هدده بالسلاح، إن لم يشاركه فى التخلص من الجثة، ووضعها أعلى سطوح العمارة.
أكدت التحريات على أن الجثة لـ "تاجر أدوات كهربائية كانت أسرته أبلغت عن غيابه منذ أيام فى قسم شرطة عين شمس، وأن القاتل 58 سنة، أستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس كان يتقلد منصب عميد لكلية طب ويمتلك عيادة كبيرة فى منطقة وسط البلد، وأخرى بمصر الجديدة، وثالثة بالمهندسين، ولديه فيلات وأموال كثيرة جدا تصل إلى 70 مليون جنيه مصرى، وأضافت أن الطبيب المتهم تعرف على القتيل عن طريق زوجته التى تعمل موظفة بالشئون الإدارية بمستشفى الدمرداش الجامعى الذى يعمل به الطبيب، وعرفته على زوجها التاجر، واتفق على العمل معه فى توظيف الأموال مقابل فائدة شهرية.
تم القبض على الطبيب والممرض، واعترفا بالجريمة تفصيليا أمام النيابة العامة، وقال الممرض "كان هناك موعد لحضور التاجر إلى عيادة الطبيب بمصر الجديدة لسداد 15 ألف جنيه وتحرير شيكات بالمبلغ المتبقى مقابل تنازل الطبيب عن قضية النصب التى أقامها ضده، لكن حدثت مشادة بينهما لرفض الطبيب تنازله عن القضية".
