"الموت يشربها سادة" بانوراما لحالة مصر

الجمعة، 21 مايو 2010 05:17 م
"الموت يشربها سادة" بانوراما لحالة مصر
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت الناقدة الدكتورة شيرين أبو النجا إن الروائى وجدى الكومى أثار فى روايته الأولى "شديد البرودة ليلا" أشياء كثيرة كان مسكوت عنها فى الكتابة المصرية، كما أستطاع من خلال روايته الثانية "الموت يشربها سادة" أن يجسد شخصيات مقهورة على المستوى الإنسانى من خلال الاعتماد على طريقة السرد المختنق والمكتوم .

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس الخميس بورشة الزيتون، لمناقشة رواية "الموت يشربها سادة" الصادرة عن دار العين للنشر للروائى وجدى الكومى، وناقشها الناقدة الدكتورة شيرين أبو النجا، لكاتب أشرف الصباغ، الشاعر وائل السمرى رئيس القسم الثقافى بجريدة اليوم السابع، الكاتب محمد فتحى، الناقد أحمد حسن وأدار اللقاء الشاعر شعبان يوسف.

وأضافت أبو النجا أن الرواية كلها قائمة على فكرة المفارقة سواء فى البناء أو فى حركة الشخصيات ففكرة سيارة الإسعاف التى تدور بداخلها الأحداث هذا المكان الصغير المخنوق الذى من المفترض أن يكون منقذا للحياة جعله الكومى هو نفسه مكانا للموت.

ومن أشكال المفارقة أيضا داخل الرواية والتى أشارت إليها أبو النجا هى تلك الكلمات التى كتبها المؤلف فى نهاية صفحته الأولى عن الإعلانات والتى جعلتنا ندخل مباشرة داخل الرواية وأحداثها بالإضافة لعناوين الفصول الداخلية.

وقال شعبان يوسف إن الكومى مازال قادرا على أن يخلق بكتاباته الأدبية حالة من النقاش والجدل وهذا ما تجلى فى روايته الأولى، مشيرا إلى أن كتابة الكومى تختلف كثيرا عن التيارات الروائية السائدة فقد استطاع أن يعكس شخصيات مختصرة ومركزة وغير مكتملة ورغم ذلك هذا الاختصار لم يقلل من قيمة الرواية ولكنه خلق حالة أدبية متفردة به.

وأضاف: شخصية رجل الإسعاف التى قدمها الكومى، شخصية جديدة وغريبة ينظر لها الكثيرون على أنها شخصية هامشية ولكنه جعلها فى هذا العمل هى المركز ومحور الاهتمام، ومن وجهة نظرى أرى أن الرواية كانت قادرة إلى حد كبير على الانغماس فى الهم الاجتماعى بتشكيل فنى جيد.

وأوضح يوسف أن الشخصيات الواردة بالرواية جميعها شخصيات سلبية ولدت من مجتمع مأزوم مختنق، فالرواية بمثابة تعبيرعن حالة الاختناق الاجتماعى الموجود حاليا، وتبشر بعودة الاهتمام بالتيار السياسى والاجتماعى فى الكتابة الأدبية.

وقال: من وجهة نظرى، المؤلف خرج من الهم الشخصى ولم يحك عن ذاته ولكنه عاصر الأحداث السائدة على المستوى السياسى والاجتماعى وجسد صورة مجتمع بأكمله فى فترة بعينها.

وقال وائل السمرى إن العالم الذى يشكله الكومى فى كتاباته مختلف تماما، من الصعب أن تصنفه على أنه عالم واقعى أو فانتازى أم هو مزيج بين الاثنين، وتميز الكومى فى رسم وتجسيد الشخصيات بطريقة متميزة قد تتفوق على طريقة كبار الكتاب فى رسم شخصيات وتفاصيل أبطال أعمالهم وهذا ما يجعل القارئ ينجذب لقراءة أعماله فى رأى، كما جاءت تلك الشخصيات على الرغم من أنها مشوهة ومختصرة إلا أنها عاكسة لواقع بات نعيشه ونحيا فيه.

وأضاف: من الأشياء التى عجبتنى فى الرواية فكرة الهامش فى نموذج رجل الإسعاف فجعل هذا الهامش مركزا بكل تفاصيله الإنسانية المتشابكة، أما عن العنوان فالموت يشربها سادة معناه أن الموت يجرد الحياة من كل بهجتها وأوجه سعادتها.

وتابع: الكومى يشبه فى طريقة كتابته لأعماله الأدبية وبناء الشخصيات طريقة كتابة الأديب الراحل نجيب محفوظ، فهو يدرس الشخصية ويقرأ عنها قبل أن يقدم على مرحلة الكتابة، ولذلك فكان من الطبيعى أن يذهب لمركز الإسعاف وينتحل شخصية صحفى ليتعرف على المزيد من المعلومات عن شخصية رجل الإسعاف وطبيعة عمله.

وقال أشرف الصباغ، إن رواية الكومى ليست قائمة على حدث بعينه بقدر ماهى تعكس بانوراما لحالة المجتمع المصرى المرضية بكل تناقضاته فالشخصيات كلها كانت مجرد تفاصيل لحالة أعم وأشمل فى المجتمع المصرى، وعبرت عن منظومة العلاقات الاجتماعية الضيقة والمخنوقة وأهمية الرواية تتجسد فى أنه لم يرد بها أى شىء غريب أو غير معتاد.

وقال محمد فتحى أسماء الشخصيات جاءت موظفة تماما لصالح الأحداث وشعرت فى البداية من خلال الكلمات القليلة التى أهداها لروح والدته أن هناك تماسا بين أم الكاتب ووالدة بطلة الرواية وهو تماس ينم عن صدق المشاعر والعاطفة.

وأضاف: أعجبنى كثيرا الإخلاص للغة العربية الفصحى فى الكتابة على الرغم من أن هذا قد يأتى على حساب المنطق الفنى للحوار، وكنت أفضل أن يطلعنا المؤلف على مزيد من التفاصيل ويبذل مجهودا أكثر من ذلك فى رسم الشخصيات.

وتابع: تميز الكومى فى روايته بالسلاسة والرشاقة فى السرد وقدم فكرة جيدة فلم يعد يكتب عن الذات مثل كتاب جيله ولكنه كتب عن هم يومى يتشارك فيه الملايين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة