الأطباء يفسرون وفاة 70 شخصا بسبب ارتفاع درجة الحرارة.. ويؤكدون: تتسبب فى خلل الأنسجة.. وكبار السن الأكثر عرضة للوفاة لعدم إحساسهم بالعطش وارتفاع الضغط.. وينصحون بشرب السوائل.. وتجنب الجلوس بالمقاهى

الأربعاء، 12 أغسطس 2015 03:19 م
الأطباء يفسرون وفاة 70 شخصا بسبب ارتفاع درجة الحرارة.. ويؤكدون: تتسبب فى خلل الأنسجة.. وكبار السن الأكثر عرضة للوفاة لعدم إحساسهم بالعطش وارتفاع الضغط.. وينصحون بشرب السوائل.. وتجنب الجلوس بالمقاهى د. محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق
تحقيق أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

د. عوض تاج الدين ينصح المرضى بعدم التعرض المباشر وغير المباشر للشمس
د. عوض تاج الدين: على الدولة وضع خطة لكيفية التعامل مع الأزمات
د. محسن إبراهيم: كبار السن الأكثر عرضة للوفاة نتيجة عدم عمل الكلى بكفاءة
د. أحمد مجدى: مرضى القلب غير المستقر والذين يعانون من لزوجة الدم أكثر عرضة للوفاة
د. أحمد مجدى ينصح مرضى القلب الذين يعانون من لزوجة الدم بعدم وقف الأدوية
د. سمير خضر ينصح بضرورة الجلوس فى أماكن التهوية الجيدة



شهدت الأيام القليلة الماضية وفاة 70 شخصا نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، فى سابقة لم تحدث من قبل فى مصر، ويؤكد الأطباء أن سبب وقوع هذا العدد من الوفيات هو أن مصر لم تستعد لمثل هذه الأزمات، ولم تكن مهيئة لاستقبال هذا الموسم شديد الحرارة، فيما طالب بعضهم بضرورة عمل خطة لمواجهة الأزمات وخصوصا ارتفاع درجة الحرارة، كما نصحوا المرضى وكبار السن بعدم التعرض للحرارة وشرب الماء بكثرة.

خلل عمل الأنسجة


وفى البداية، أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس، وزير الصحة الأسبق، أن ارتفاع درجة الحرارة بشدة يؤدى إلى حدوث ضربة شمس أو ضربة حرارية حتى إذا كان الإنسان فى الظل، موضحاً أن درجة الحرارة الشديدة تؤدى إلى حدوث خلل فى عمل الأنسجة.

وأضاف "تاج الدين" أن أنسجة الجسم تتحمل درجة حرارة معينة وإذا ارتفعت هذه الحرارة عن المعدل الذى يتحمله الإنسان يؤدى إلى حدوث خلل فى عمل الأنسجة ويحدث نوع من العرق الشديد وهذا العرق يأخذ معه مجموعة من الأملاح الأساسية فى الجسم، مما يؤدى إلى هبوط أو ارتفاع فى ضغط الدم، مما ينتج عنه صدمة للمريض، وبالتالى يحدث خلل فى عمل الجهاز العصبى والجهاز الدورى والجهاز التنفسى وطبعا هذا يزداد أو يتضاعف إذا كان الإنسان يعانى من بعض الأمراض، وخصوصا أمراض الجهاز العصبى مثل قصور الدورة المخية أو يعانى من الجلطات أو قصور عمل المخ أو ضعف فى عضلة القلب أو هبوط عضلة القلب أو مرضى السدة الرئوية أو الربو الشعبى وأيضا مرضى الكلى.

وأوضح أن هذا الموسم من أكثر المواسم حرارة لذلك وقعت حالات وفاة كثيرة، مضيفاً: "نتعرض لجو غير طبيعى ومصحوبة بنسبة رطوبة مرتفعة جداً وهذا يؤدى إلى الشعور بالحر أكثر كما أننا لم نتعرض لهذه الأجواء من قبل، والتأقلم ضعيف والاحتياطات اللازمة قليلة وكثير من الأماكن غير مجهزة لهذا الحر الشديد، نظرا لأن الناس تتحرك كثيرا فإن أخذنا الاحتياطات اللازمة للتعرض للحر فى مكان مغلق لا يكون بالشكل المطلوب".

تجنب الحرارة فى وقت الظهيرة


وأشار "تاج الدين" إلى أنه يفضل تجنب التعرض للحرارة الشديدة فى وقت الذروة أى وقت الظهيرة، موضحا أن بقاء الإنسان فى الظل يمكن أن يضره أيضا لأن درجة الحرارة تكون مرتفعة أيضا، ونصح المرضى بعدم خروجهم إلا إذا كان للضرورة القصوى عندما يكون الجو غير طبيعى وعندما يكون المكان مغلقا، مطالباً بوجود وسيلة تهوية للتخفيف من درجة الحرارة.

وتابع: "فى مصر عندما لا نكون غير مؤهلين لتقبل هذا الجو نحتاج أن يكون جميع الأماكن مكيفة ليس المستشفيات فقط بل ايضا فى المترو والأتوبيس، ويجب وضع خطة طويلة المدى للتعامل مع أزمات الحر الشديد تجنبا لحدوث وفيات".

وشدد على أن أفضل وسيلة لتجنب حالات الوفيات هو عدم التعرض المباشر وغير المباشر لارتفاع درجة الحرارة وعدم خروج المرضى إلا فى حالة الضرورة القصوى.

أسباب الوفاة بسبب درجات الحرارة


وفى السياق ذاته، قال الدكتور محسن إبراهيم، أستاذ أمراض القلب بطب القاهرة، رئيس الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، إن المسنين أكثر تعرضا للوفاة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من سبب أولاً: لأن حاسة الشعور بالعطش تقل لديهم وبالتالى لا يأخذوا سوائل أو مياه تعوضهم بالصورة المطلوبة، ثانيا: مع تقدم السن وظائف الكلى تضعف باعتبار أن الكلى مسئولة عن حفظ السوائل فى الجسم بالصورة الطبيعية وفى حال عدم شرب السوائل فإن الكلى لا تستطيع الاحتفاظ بالسوائل، ثالثا: الجهاز المناعى يضعف مع التقدم فى السن، رابعا: عدم التحكم فى الضغط حيث يعتمد الضغط على كمية السوائل والملح فهو لا يأخذ سوائل كافية تعمل على ضبط الضغط والكلى لا تعمل بصورة طبيعة، مما يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم والجهاز الدورى يفشل مع ظل ارتفاع درجة الحرارة والكلى لا تعمل بكفاءة والضغط يختل نتيجة اعتماده على السوائل.

وأشار رئيس الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، إلى أن ارتفاع الحرارة بصورة كبيرة لأول مرة فى مصر يؤدى إلى حدوث وفيات فى كبار السن وهذا ما نجده أيضا فى موسم الحج حيث يتعرض كبار السن للوفاة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة فى السعودية.

تنظيم الحرارة بالمخ


فيما أكد الدكتور أحمد مجدى، أستاذ ورئيس قسم القلب بمعهد القلب القومى، أن أكثر الحالات التى تحدث فيها وفيات نتيجة ارتفاع درجة الحرارة هم كبار السن والذين يعانون من السمنة وأيضا المرضى الذين يعانون من أمراض القلب مع عدم استقرار حالتهم إما نتيجة التعرض لأشعة الشمس المباشرة وهى ما تسمى بضربة الشمس وتؤثر فى تنظيم الحرارة بالمخ وتؤدى إلى فقد كمية كبيرة من السوائل إذا لم يتم تعويضها فيؤدى إلى ارتفاع شديد فى درجة الحرارة ويحدث جفاف فى خلايا الجسم، مما يؤثر على المخ.

وأوضح أن درجات الحرارة، تؤثر بالسلب على مريض القلب إذا كانت حالته غير مستقرة أو يعانى من جلطة بالقلب أو بعد عمليات توسيع الشرايين أو جراحة القلب، حيث تكون الدورة الدموية غير مستقرة ويكون المريض معرضا لاضطراب نبض القلب، مما يؤدى إلى حدوث حالات وفيات أما الحالات المستقرة مع تجنب الحرارة العالية يتساوى مع أى إنسان عادى.

ونصح "مجدى" المرضى بالإكثار من السوائل، وتابع: "إذا كان المواطن لا يعانى من هبوط القلب أو ارتفاع ضغط الدم فإنه ينصح بزيادة كميات الملح فى الطعام مع شرب السوائل".. موضحاً أن الذين يعانون من لزوجة الدم، التى تؤدى إلى حدوث جلطات بالقلب أو جلطات الأوردة أو الشرايين، يجب عليهم تنجب الحرارة وشرب السوائل بكثرة، وعدم التوقف عن تناول أدوية سيولة الدم.

خطورة ارتفاع نسبة الرطوبة


من جانبه، قال الدكتور سمير خضر أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بطب الإسكندرية رئيس الجمعية المصرية لأمراض الحساسية، إنه من المعروف أن ارتفاع درجة الحرارة مع ارتفاع نسبة الرطوبة تؤثر بالسلب على مرضى الربو الشعبى ومرضى السدة الرئوية.

ففى المجموعة الأولى تزداد مسببات الحساسية فى الجو مثل الفطريات الهوائية والتى تزيد من حدة التهاب الشعب الهوائية خاصة فى الأطفال وكبار السن، ولذلك ينصح بالتهوية المباشرة وأخذ كمية كبيرة من السوائل خاصة الماء والبعد عن الخروج فى الشمس المباشرة من الساعة 12 ظهرا إلى الساعة الخامسة لتقليل جفاف الأنسجة الرئوية مع تكثيف العلاج الوقائى لحساسية الصدر والبعد تماما عن المقاهى حيث الشيشة والتدخين السلبى والتى تزيد من التهابات الشعب الهوائية ويقلل من استجابة الشعب الهوائية لمستقبلات الكورتيزون بالاستنشاق وبالتالى زيادة الانتكاسات الصدرية والحاجة إلى دخول المستشفيات أو غرف الإنعاش.

ونصح مرضى "الانسداد الشعبى المزمن" بالراحة تماما وتقليل المجهود البدنى، خاصة أن هذه الفئة من كبار السن يكونون مصابين بارتفاع ضغط الدم والذى يزداد مع حدة الحرارة وبالتالى له تأثير سلبى على الدورة الدموية والتنفسية.

وشدد على أهمية تناول المياه العادية وليست الباردة جداً لتقليل تكوين المخاط اللزج الذى يسبب انسدادا فى الشعب الهوائية مع زيادة موسعات الشعب الهوائية طويلة المفعول ومضادات الاستيل كولين طويلة المفعول التى تقلل من إفراز المخاط اللزج، وعند ازدياد معدل النبض أو معدل التنفس أو الشعور بضيق متزايد فى التنفس، الاتصال بالطبيب المعالج أو الذهاب إلى المستشفى فوراً قبل حدوث فشل تنفسى وخصوصا فى كبار السن.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة