محمد الدسوقى رشدى يكتب: السيسى بعد 6 أغسطس.. الرئيس تجاوز المنحنى شديد الخطورة.. والشعب لن يرضى بأقل من نموذج قناة السويس فى الوعد والتنفيذ والأداء

الأحد، 09 أغسطس 2015 11:04 ص
محمد الدسوقى رشدى يكتب: السيسى بعد 6 أغسطس.. الرئيس تجاوز المنحنى شديد الخطورة.. والشعب لن يرضى بأقل من نموذج قناة السويس فى الوعد والتنفيذ والأداء السيسى
كتب - محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


تجاوز المنحيات الأكثر خطورة لا ينقذك فقط من الحوادث، ولكنه يمنحك دفعة جديدة، فى الغالب يعقب كل منحنى خطر طريق مفتوح تكون أنت ملكه وتقود فيه بسرعة كبيرة، وتسير فيه أكثر ثقة وراحة.
قناة السويس الجديدة لم تكن مشروعا ولا مجرد تحدٍّ هندسى أمام مؤسسة الرئاسة أو هيئة قناة السويس، كانت جزءا من طريق صعب تسبقه لوحة إرشادية مكتوب عليها «احذر.. منحنى خطر».

أنت كسائق تعلم أن تجاوزه فرصة لإعادة توفيق أوضاعك على الطريق، وأنت كقائد تعلم أنه فرصة جديدة للانطلاق.. انطلاق مخلوط بثقة تمنحك مزيدا من الاستقرار على كرسى الحكم، وتفتح لك أبوابا لحركة أسهل وأداء سياسى أكثر مرونة وليونة بين جماهير تعلم أنت كقائد أن دعمها القادم بعد زوال ضباب التشكيك وتلاشى عدم الثقة، فرصة اغتنامها يصنع الفارق.. الآن وقت عبدالفتاح السيسى ليغتنم فرصته فى مشهد لا يجب أن يقل روعة عن مشهد افتتاح قناة السويس.

السيسى تجاوز المنعطف الأكثر خطورة فى عامه الرئاسى الأول، تجاوزه مبكرًا حاصدًا ثقة مضاعفة من شعب اعتاد أن يعده حكامه ولا ينفذون، وفى وطن عاش تجربة قاسية مع رئيس الإخوان الذى وعد بنظافة شوارع القاهرة من القمامة فى 100 يوم وفشل، فجاء السيسى بوعد القناة الجديدة فى 365 يوما وأوفى ونجح.

السيسى بعد 6 أغسطس لن يكون هو الرئيس الذى عرفته قبل 6 أغسطس، فليس الناجح والعابر لمنحنيات الخطر كمن كان صيدا للتشكيك، السيسى بعد 6 أغسطس لن يكون- أو هكذا يجب- السيسى قبل 6 أغسطس، فأداء من كان فى قلب الدفاع يختلف بكثير عمن تحول إلى قلب هجوم، المرمى الآن مفتوح على مصراعيه أمام الرئيس ولا ينتظر سوى مزيد من التصويبات، الخصم مترنح وفاقد الثقة، وخاسر لتعاطف الناس، ولا ينقصه سوى مجموعة أهداف متتالية حتى تقترب لحظة الإجهاز، للخلاص من الإخوان وتحريضهم وأكاذيبهم، ومن المتربصين وتشكيكهم.

الوضع الذى يستقر فيه عبدالفتاح السيسى هو الأفضل على الإطلاق منذ ظهوره فى ساحة المشهد السياسى، ومنذ تسميته رئيسًا، وإن كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية التى جاءت به رئيسا استفتاء شعبيا على ثقة الجماهير به، فهى بكل تأكيد ليست بقوة نتيجة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، لأن «نعم» صناديق الانتخابات تحدث وفقا لبرامج انتخابية على الورق، أو ثقة نفسية فى شخص، بينما «نعم» الفرحة التى حصدها بعد حفل افتتاح قناة السويس الجديدة جاءت بعد إنجاز حقيقى فى الوعد والتنفيذ والإدارة، و«نعم» القادمة بعد الإنجاز تضاعف القوة مرات متعددة، وترسخ لجذور الوجود فى الأرض، السيسى الآن أقوى بلا شك من ذى قبل، وإقرار ذلك الموقف يمنحك فرصة أفضل لرؤية المشاهد القادمة.
خروج عبدالفتاح السيسى رابحًا من مشروع قناة السويس الجديدة، تعززه فكرة أخرى لها علاقة بأن مشروع القناة وإن كان تحديه الأصعب، ولكنه لم يكن الوحيد، وإن كان عززه بثقة أكبر من المواطنين، ولكنه لم يكن طفرة قد يتبنأ البعض بزوالها، لأنه قد سبق وتجاوز منعطفات ومنحنيات خطيرة من قبل، بشكل جعل سهمه فى الجداول يتخذ شكلا تصاعديا، والصعود التدريجى خير وأبقى وأكثر استقرارا من صعود الطفرات.

الطريق الذى بدأه السيسى شهد أكثر من منحنى خطر، كان يتجاوز الواحد فيها تلو الآخر رابحا طريقا مفتوحا لتوطيد أركان حكمه، بداية من منحنى الملف الدولى، الذى تمثلت خطورته فى تراجع دور مصر الإقليمى، والفجوات الواسعة فى وجهات النظر بين القاهرة وعدد من العواصم الأوروبية والأمريكية والأفريقية بخصوص 30 يونيو وما بعد الإخوان، وتجاوزه السيسى مستعيدًا بعضا من التأثير الذى كان لمصر فى محيطها الإقليمى، وعاد بالقاهرة مجددًا على رأس المحاور الرئيسية المحركة للوضع فى المنطقة، ووصل لذروة الاعتراف الأوروبى بدولة ما بعد 30 يونيو فى زيارة برلين، ثم كان المنحنى الأخطر بعد ذبح المصريين فى داعش، وتجاوزه السيسى بالضربة الجوية وخطابه الحاسم وحصد من ورائه استعادة ثقة المصريين فى الدولة وقدرته على التخطيط والرد بشكل حاسم وسريع، ثم كان المنحنى الأكثر خطورة متمثلا فى تهديد الإرهابيين لسيناء، وتم حسمه بالضربة الكبرى للقوات المسلحة لمعاقل الإرهابيين فى سيناء فى معركة الأربعاء الشهيرة التى توجها السيسى بزيارة لسيناء.

ثم كان المنحنى شديد الخطورة متمثلا فى مشروع قناة السويس الجديدة، السيسى وضع نفسه على المحك بتحدى تنفيذ المشروع فى عام دون خطأ واحد، وحدد موعد الافتتاح فى يوم إعلان المشروع، لتبدأ مع بداية التحدى معركة من التشكيك، والتربص، وإثارة التوتر، كان يمكن أن تسحب كل رصيد شعبيته لو تأخر حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ساعة واحدة، ولكنه فاز بالرهان.

وكما قال السابقون بخصوص الضرر الذى ربما يكون نافعا «رب ضارة نافعة»، جاءت كل موجات التشكيك فى القناة وإمكانية الانتهاء من مشروعها فى سنة واحدة، خير نافع للمشروع، لأنه على قدر التشكيك جاءت الفرحة، وعلى قدر الأكاذيب كانت الحقيقة، وعلى قدر ترويج الإحباط جاءت الثقة يوم الافتتاح فى الدولة الجديدة.

افتتاح قناة السويس الجديدة كان ضربة قاضية أردى بها السيسى الإخوان أرضًا، لأنهم وكعادة غبائهم علقوا موقف المصريين كله على السيسى فى افتتاح قناة السويس، إن افتتحها فقد صنع المعجزة التى قالوا إنه غير قادر على فعلها، وإن فشل فهو عاجز وفاشل، كما قالوا وروجوا، ولكنه نجح ليثبت أن الإخوان يعانون بجوار الغباء أيضا من جهل أصيل.

يعانى الإخوان من الجهل، يعتنقونه عقيدة، ويسوقهم هو كما يسوق الراعى قطيعه، كلما خططوا لنشر الأذى ارتد الأذى إلى نحورهم، وكلما خططوا لنشر الإحباط، ارتد الإحباط إلى قلوبهم، وكلما خططوا لإفساد فرحة أهل هذا الوطن بخطواتهم ارتد الحزن إلى صدورهم.

لا يفهم الإخوان فى الفيزياء، كما لا يعرفون شيئا عن السياسة، ولم ينتبه أحدهم إلى القاعدة الفيزيائية الشهيرة: «لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه»، هم لا يؤمنون بنيوتن ولا العلم، ولذلك بالغوا فى الهجوم على القناة، وبالغوا فى التشكيك، وضاعفوا من جهودهم فى نشر الشائعات والأكاذيب، فجاءت الفرحة مساوية تماما لمقدار حقدهم على المشروع الجديد، جمعوا الشعب والدولة على قلب رجل واحد وهم يفرحون بمشروع حاول الإخوان ومن حولهم إيهامهم بأن الفشل حليفهم، فجاء 6 أغسطس بمثابة يوم تنفيس المصريين عن كل شهور القلق الذى ذرعه الإخوان فى الشوارع، فحصد السيسى ثقة بمقدار مازرع الإخوان من غل وأكاذيب وهو مقدار كبير لو تعلمون.

مقدار من الثقة يسمح للسيسى بأن يخوض معاركه مع الإخوان ومع بقايا رؤوس فساد مبارك فى أجهزة الدولة، بقوة تتناسب مع حجم الثقة الشعبية، فالناس بالشوارع لا توجه دعمها سوى لمن يمنحها واقعا على الأرض وليس مجرد كلمات على المواقع وشائعات فى الفضائيات، لن يصدق المصريون الإخوان بعد الآن، فلقد نشر الإخوان على مدى شهور، الكثير من الدراسات المضروبة والأخبار الخاطئة التى أجهضتها لحظة عبور السفن فى قناة السويس الجديدة تزامنا مع خطاب الافتتاح الرئاسى، وكأن الخطاب كان بمثابة تدشين لعهد السيسى ونهاية لزمن الإخوان.

السيسى بعد 6 أغسطس سيكون مختلفًا بكل تأكيد عن السيسى يوم 5 أغسطس، فمن يملك دعم وثقة الناس ليس كمن يشكك فيه الخصوم، السيسى الآن أكثر قوة لأن يفتح الملفات العالقة، وعلى رأسها الفساد داخل أجهزة الدولة، وأكثر قوة أمام البرلمان المقبل، وأكثر قوة للقضاء على بقايا مبارك، وأكثر قوة لأن يتحمل أمانة الناس، والناس فى مصر الآن لا تريد من عبدالفتاح السيسى سوى أن تكون كل أجهزة ووزارات ومصالح الدولة الحكومية نموذجا مشابها لهيئة قناة السويس.

السيسى بعد 6 أغسطس رئيس يملك وضعا أكثر استقرارا من ذى قبل، رئيس واجب أن يعلم أن الناس لن تقبل مجددًا بالتقصير، الناس لم تقبل أن ترى وجها للدولة غير الوجه الذى شاهدته فى قناة السويس، الشعب لن يقبل بأن يعيش أيام مركب الوراق الفاضحة بإهمالها وفسادها، الشعب سيريد من السيسى أياما تشبه فى مجملها قناة السويس الجديدة، نموذج الوعد والتنفيذ، نموذج التخطيط والإدارة الواضحة، والصلاحيات التى لا تعرف تمركزا فى يد شخص واحد، والبيروقراطية التى حينما تختفى يظهر الإنجاز.

السيسى بعد 6 أغسطس أعاد تقديم نفسه للقطاعات القلقة، لأهل الأعراف الذين كانوا ينتظرون من الدولة إشارة ثقة حتى ينتقلوا من خانة المشكك إلى خانة الدعم، ولكن أهل الأعراف سيحتاجون إلى إجراءات سريعة فى ملفات الشباب المحبوسين، وملفات الحريات السياسية، ولا وضع أفضل لرئيس فى إعادة صياغة هذه الملفات وإعادة تأسيس الأجواء السياسية بشكل منفتح سوى هذا الوضع القوى الذى يملكه السيسى، خير لأى رئيس أن يؤسس لديمقراطية جديدة وهو الأكثر قوة من أن يغفلها تحت ضغوط التظاهر والغضب.. فلا تتأخر، ياسيادة الرئيس، لا وقت للراحة، والطرق فيما بعد المنحنيات مفتوحة على مصراعيها ولا تنتظر ولا تلين سوى أسفل العجلات التى تعرف طريقها بسرعة ودقة.

أما أنت، عزيزى المواطن المصرى، الآن فقط يمكنك أن تهدأ، تطمئن، تنفض عن نفسك غبار الشك الذى أثقل كاهلك وأتعبك من شدة التفكير فى قوة الدولة المصرية، ومدى استعدادها للإنجاز فى أرض الواقع وللدفاع عن دمك وهيبتها، ورد كيد من يريد جرها إلى حيث يريد هو ولا تريد هى.

ليس فى الأمر مبالغة، ولا تهليل، ولا تطبيل، ولا حتى تطييب خاطر يدعم معنويًا أجهزة تحتاج للسند والدعم فى وقت حرب، الوضع على الأرض يفرض عليك الاطمئنان، ويفرض عليك أن تزيد ولو قليلا من مساحات الأمل داخلك بخصوص ما يمكن أن يفعله الرئيس وفريقه لمصر فى الفترة المقبلة، وتحديدًا ما يمكن أن تفعله فكرة اجتماع المصريين على كلمة سواء، كلمة تهدف إلى إنقاذ الوطن من محاولات لتدميره، ومحاولات لتعجيزه وإحباط أهله.

هذا ما فعلته الدولة المصرية فى أقل من 12 شهرا، وعود خاضعة للدراسة، تخطيط خاضع للمنهج العلمى، تحركات سريعة، ومتقنة، ومتزنة، وهادئة، ومتزامنة، وفى أكثر من اتجاه، وكلها تمت بكفاءة، تجعلك تتأمل وتفكر فى أن ساعات يوم 6 أغسطس 2015 شهدت ميلاد وجه من وجوه الدولة القوية، وكل ما تحتاجه الآن هو الرعاية، ورعايتها تكمن فى الوفاق المجتمعى ووحدة وطن لن ينجو سوى بصفوفه المتراصة كالبنيان المرصوص، بلا ظلم أو تشكيك، أو فساد، مع إدراك أن كل إنجاز ليس هو نهاية المطاف أو لحطة التتويج بقدر ما هو خطوة من ألف خطوة لابد أن نخطوها لتنمية هذا الوطن، كما قال السيسى فى خطابه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد سعيد المصرى

الجهل- المرض- البطالة - الفقر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمودالتهامى

معا وطنين

عدد الردود 0

بواسطة:

وحيد شديد

مبروك لمصر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

الى رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن من شارع نصوح بحى الزيتون بالقاهرة

التحدى الحقيقى الان هو مواجهة الفساد والفوضى-تخيل حضرتك انة سلالم ومداخل البيوت تؤجر؟بالزيتون؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبدالمنعم طه

تعظيم سلام للرئيس /السيسى ممكن المزيد بعد اففتاح قناة السويس الجديدة

عدد الردود 0

بواسطة:

زينب قاسم

مصر تسير الي الامام

عدد الردود 0

بواسطة:

يجب محو الفساد -

يجب محو فساد المحليات-فعلا واقسم باللة العظيم مداخل العمائر مؤجرة بشارع نصوح بالزيتون بالقاهرة!!

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن النيل

السيسي هدية الله

عدد الردود 0

بواسطة:

اسامة ظافر

محور التنمية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة