سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. اقتراح للحكومة البريطانية بقطع مياه النيل عن مصر

الأربعاء، 29 يوليو 2015 08:29 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. اقتراح للحكومة البريطانية بقطع مياه النيل عن مصر نهر النيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"استلاب قناة السويس"،"اغتصاب المرفق الدولى"،"عمل انتقامى لم تقدم عليه مصر إلا بتشجيع من روسيا".

هكذا وصفت صحف أمريكا وبريطانيا وفرنسا قرار جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 1956،والذى أعلنه فى خطاب أمام آلاف محتشدة فى ميدان المنشية بالإسكندرية،ردا على قرار أمريكا بسحب تمويلها لمشروع السد العالى .

أصاب القرار دول فرنسا وأمريكا وبريطانيا بالذهول ،وعبر انتونى إيدن رئيس وزراء بريطانيا عن صدمته منه حين تلقى خبره وهو فى عشاء مع رئيس الوزراء العراقى نورى السعيد بلندن :"لقد ذهب (عبد الناصر) بعيدا،لقد فقد صوابه،ولابد أن نعيده إليه "،فرد "السعيد":"لابد لك أن تضربه،وتضربه بشدة،وتضربه الآن ".

فور صدور قرار التأميم،بدأ الشحن الإعلامى فى الغرب ضد مصر عبر الصحف فى أمريكا وبريطانيا وفرنسا،وحسب ما يذكره عبد الحميد أبو بكر القائد الثانى للفريق الذى نفذ عملية التأميم فى مذكراته "قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا ":"أصيب الفرنسيون بنوبة من الهلع ،وسارع الأمريكيون
لمواساتهم،وظهرت صحف الدول الثلاث يوم الجمعة 17 يوليو 1956 بعناوين ضخمة عن "استلاب قناة السويس"و"اغتصاب المرفق الدولى "،وما إلى ذلك من مفتريات وصلت ببعض الصحف إلى درجة العته والهذيان،بل طلبت هذه الصحف بلهجة تدل على خروجها عن طورها وفقدانها لصوابها من بريطانيا أن تعمل بسرعة وعزم لترد على القرار المصري،وأن تتخذ موقفا حازما من مصر،وقالت صحيفة ( الديلى ميل)،أنه يجب على القوات البريطانية أن تعود،فتحتل قاعدة قناة السويس،إذا لزم الأمر"،ووصفت الصحف الفرنسية التأميم بأنه عمل انتقامى لم تقم عليه مصر بتأييد من روسيا " .

بلغ الهوس مبلغه فى مجمل الاقتراحات التى حملتها صحف الدول الثلاث ضد مصر،وجاءت أغربها من الرجل الذى ظل لسنوات طويلة الآمر الناهى فى مصر،وهو السفير البريطانى ومندوب بريطانيا السامى فى مصر"مايلز لامبسون "والذى أصبح فيما بعد "اللورد كيلرن "،وشغل منصبه فى القاهرة عام 1934 بعد سنوات خدمة فى الصين،وغادرها عام 1946 ،وأثبت فيها كما يقول محمد حسنين هيكل فى كتابه "سقوط نظام":"أنه واحد من الرجال الذين تعتمد عليهم الإمبراطوريات فى بناء وإدارة ممالكها "،ويصفه هيكل:"كان شخصية إمبراطورية فى شكله ومظهره أيضا،فهو طويل القامة بشكل لافت (192 سم)ضخم البنيان ، مغرم بقراءة التاريخ،ويملك موهبة فى الكتابة مدهشة إلى درجة أن يومياته الشخصية التى سجلها على امتداد مدة خدمته فى مصر زادت على 2 مليون كلمة.

ارتبط باسم "لامبسون "أو كيلرن "بفضيحة حادث 4 فبراير 1942،حيث أمر بحصار الدبابات لقصر عابدين وأجبر تحت تهديدها الملك فاروق على تشكيل حكومة بقيادة مصطفى النحاس أو يوقع على وثيقة تنازله عن العرش،ويمكن القول أنه من جنس هذا الفعل قدم اقتراحه فى كيفية التعامل مع قرار تأميم قناة السويس،حيث نشرت جريدة "سنداى ديسباتش "مقالا له فى عددها رقم (8096 )الصادر فى مثل هذا اليوم "29 يوليو 1956 "بعنوان "خمس وسائل لهزيمة ناصر"يعرض فيه مقترحاته على الحكومة البريطانية بمناسبة ما سماه "استيلاء ناصر على القناة"،واستند فى هذه المقترحات على سنوات خدمته التى قضاها فى القاهرة،ومن هذه المقترحات :
1_ الإسراع باحتلال مصر،على أن تشترك فى احتلالها بريطانيا وأمريكا وفرنسا.
2_ قطع مياه النيل عن مصر،عند أوغندا،مع عدم السماح بوصول المياه إليها إلا فى غير مواسم الزراعة،وذلك لقلب نظام مصر الاقتصادى .
3_ عقد ميثاق بين بريطانيا وإسرائيل ومحاولة إقناع روسيا بالتعاون مع الغرب فى قبول وضع قناة السويس تحت إشراف الأمم المتحدة،لإحراج موقف الرئيس عبد الناصر








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة