بالصور.. الإذاعى "فهمى عمر": ثورة يوليو قام بها ضباط ولكنها إرادة الشعب

قال الإذاعى الكبير فهمى عمر، خلال الندوة التى حاضر فيها بنادى أعضاء هيئة التدريس جامعة الإسكندرية مساء أمس، إن ثورة يوليو أعادت لمصر رونقها وتقدمها وخلصت المصريين من الاستعمار، مؤكداً أنه على الرغم من أنها قام بها الضباط الأحرار إلا أنها كانت إرادة للشعب المصرى الذى شاهد فرحته فى جميع الشوارع بعد إلقاء بيان الثورة.

وأضاف فهمى عمر أنه يوم إلقاء خطاب الثورة حضر مبكراً إلى مقر الإذاعة ولاحظ وجود عدد كبير من الضباط يقومون بتفتيش المواطنين ويحاصرون المبنى، ووجد ضابطا برتبة بكباشى فى استراحة المذيعين وتعرف عليه وكان الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، الذى كان مكلفا بإلقاء خطاب الثورة وقتها.

وأشار رئيس الإذاعة الأسبق أنه قبل بدء الإرسال فوجئ بمكالمة من رئيس غرفة المراقبة يمنعه من إلقاء أية بيانات بسبب قطع الإرسال فى منطقة أبو زعبل، واعتذر بعدها للسادات وأخبره أن البيان سيلقى بعد نشرة الساعة السابعة والنصف صباحا.

وقال الإعلامى فهمى عمر إن وقت إلقاء بيان الثورة من الرئيس السادات الذى كان أحد الضباط الأحرار فى تلك الفترة، شهد نسبة استماع كبيرة الساعة الثامنة التى ينتظرها الموطنون يومياً.

واستطرد "عمر" أنه كان شاهد عيان لحدث هام فى 26 يوليو عام 1956 بتأميم قناة السويس، وكان مكلفا بإعلان خبر التأميم فى الإذاعة وقدم الحدث الضخم بصحبة الإذاعى جلال معوض.

وعن اختفاء المستمعين والمعجبين بالإذاعة المصرية فى الوقت الحالى قال إن السبب فى ذلك هو اختفاء البرامج الجماهيرية التى كانت تربط الجماهير بالإذاعيين، مثل برنامج "ساعة لقلبك"، الذى كان يقلب موازين الإذاعة فى تلك الفترة قائلا: "لا يوجد أى برنامج فى الإذاعة والتلفزيون فى الوقت الحالى يجذب انتباهى أو يشد الجماهير".

مستنكراً ما يحدث فى الإعلام المصرى الذى يسمح للفنانين والراقصات والمنولوجست بتقديم البرامج، فى الوقت الذى كان فيه من يقول جملة "هنا القاهرة" يعلم جيداً بفنون الإذاعة والإلقاء وعلى دراية كاملة بآداب الإعلام.

ووصف الإعلامى فهمى عمر الإذاعة المصرية فى فترة الخمسينات والستينات بأنها كانت فى أزهى عصورها، مستنكراً ما قيل عنها فى نكسة 1967 فى نشر أخبار كاذبة، قائلاً: "الإذاعة ظُلمت فى تلك الفترة وخاصة المذيعين لأن من كذب على المواطنين هم قيادات الإذاعة وليس المذيع".

وأكد أنه فى الفترة الأخيرة هناك إعلاميون حملوا لقب "إعلامى" وهم لا يستحقون هذا اللقب ولا ينتمون إلى الإعلام بصلة، نظراً لنقص خبرتهم ومستوى مهنيتهم وإلقائهم مما أدى إلى ظهور السباب والشتائم التى يسمعها الموطنون حالياً، مطالباً بتشكيل المجلس الوطنى للإعلام ليضع يدا من حديد على الإعلام المصرى ويكون وجهة لمصر كما يجب أن يكون.

يذكر أن فهمى عمر حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية وولد فى محافظة قنا عام 1928 وكان من صفوة الإذاعيين المصريين، ولُقِّب بـ"المذيع الصعيدى" وهو أول مؤسس لإذاعة الشباب الرياضة التى ترأسها عام 1982.