الدكتور أحمد سعيد اختصاصى الطب النفسى يكتب:

لماذا يتردد البعض فى الذهاب لرؤية الطبيب النفسى؟

الأحد، 16 مايو 2010 04:30 م
لماذا يتردد البعض فى الذهاب لرؤية الطبيب النفسى؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادة ما ارتبط المرض والطبيب النفسى فى ذهن العامة بصور غير صحيحة، صورها الإعلام قديما فى الأعمال الفنية المختلفة، أو حتى فى بعض الأعمال الأدبية، بالإضافة إلى حداثة العلوم فى فرع الطب النفسى بالمقارنة إلى التخصصات الطبية الأخرى وعدم طرحها إعلاميا طرحا علمياً كافيا فى ظل قلة الوعى الصحى المنتشر عامة.

فمن أهم هذه الأسباب: عدم الفهم الكافى لماهية الأمراض النفسية أو التقليل من والتغاضى عن خطورتها واحتمالية مضاعفاتها، سواء من المريض أو من الأهل، فمنهم من يعتقد أنه (شويّة زعل) أو (توتر وشد عصبى وعاوز شويّة راحة) أو رؤية المريض النفسى على أنه ما هو إلا شخص أصابه الله بذنوبه، والعلاج الوحيد لهذا هو التوبة والإكثار من العبادات، فتراهم يهرعون إلى الشيوخ تارة، الذين لا يميزون حالة المريض، وللدجالين تارة أخرى الذين يدّعون (فك الأعمال واللبس). وذلك يرجع بالطبع إلى جهل فى الإيمان بالغيب.

من خطورة بعض الأمراض أنها قد تصيب المراكز المخية المسئولة عن إدراك وجود المرض وبصيرة الحاجة للعلاج.

هذا سبب عضوى، لكن هناك الأهم، وهو السبب النفسى لإحساس المريض النفسى بوصمة لقب مريض نفسى وتخيل العار الذى سيقذف به هو وأهله من المجتمع.

كما أنّ الوهم بأن كل مريض يعالج نفسيا مجنون وبحاجة للحجز للأبد (فى السرايا الصفرا)، بالإضافة للتصور الخاطئ عن الجلسات الكهربائية ومدى احتياجه، هذه الصور المتخيلة تجعل المستشفى أقرب للسجن أو المعتقل والطبيب كالسجان أو كالمحقق الذى يلفق للمحتجز ما هو برئ منه لضمان بقائه أطول وقت ممكن داخل الجدران.

أضف إلى ما سبق أن الطب النفسى هو أكثر التخصصات التى يطرح فيها الطبيب أسئلة على المريض للوصول لتشخيص دقيق بعد هذه الأسئلة تكون عن أمور خاصة وسرية للمريض وعائلته متعلقة بسمات الشخصية والعلاقات والعادات ونحو ذلك، مما يثير حفيظة الكثيرين ويجعهلم راغبين فى اجتناب كل هذا، حتى وإن كان على حساب صحتهم وسلامتهم لما بقى من حياتهم، ولكن للأسف يظل هؤلاء هكذا إلى أن يستشعر أهل البيت أن المرض يهدد الاحتياج الأولى للإنسان فى هذا الكون ألا وهو الشعور بالأمان والاطمئنان.

ومن أسباب التلكؤ قبل طلب الاستشارة النفسية التخوف من العلاج الدوائى الممتد لفترات طويلة لكونه عبئا ماديا مزمنا لبعض العائلات أو أنه قد يسبب أعراضا جانبية ما، كما أنه عادة ما يحتاج المريض للمتابعة فى عدة جلسات، ولكن معادلة التفكير هذه خاسرة دون أدنى شك، فمضاعفات المرض النفسى أخطر وأكبر عبئاً، والتبكير بعرض الحالة على الطبيب والالتزام بالعلاج الدوائى والنفسى منذ البداية تسهل جدا فرص التحسن السريع والشفاء فى مدة زمنية أقصر من التى قد يفرضها المرض بمضاعفاته وانتكاسته.

تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على health@youm7.com









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة