د. حسن صادق هيكل يكتب: متى نقتلع جذور وسموم الإرهاب؟

الإثنين، 27 يوليو 2015 08:15 م
د. حسن صادق هيكل يكتب: متى نقتلع جذور وسموم الإرهاب؟ أعمال أرهابية - أرشيقية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن انتشار ظاهرة الإرهاب البغيضة فى الآونة الأخيرة من هذا الزمان هى أخطر الأزمات المدمرة، التى تواجه وتعوق وتعرقل وتعثر وتستنزف وتجهض جميع برامج التطور والنهضة والتنمية للحكومات والأمم والشعوب، كما أن ظاهرة الإرهاب تتعارض وتتنافى مع تعاليم الإسلام الراشدة والقويمة كما تتعارض مع جميع تعاليم الأديان السماوية السمحة، كما تتعارض مع المفاهيم والقيم الإنسانية الفاضلة.

أن ظاهرة الإرهاب هى نتاج ثقافات التطرف الفكرى والدينى والسياسى والاجتماعى داخل المجتمعات والدول، كما أنها نتاج انتشار مظاهر الفقر والجهل والتخلف والتبعية والصراع الطبقى والعنصرى بين الأمم والشعوب، علمًا بأن ظاهرة الإرهاب هى تكتيك وتخطيط وتوظيف وصناعة أمريكية واستعمارية وغربية وصهيونية بإمتياز وذلك لإجهاض وتفكيك وتدمير وحدة وترابط أمم وشعوب ودول المنطقة العربية والإسلامية وغيرها تمهيدًا لإسقاطها وتقسيمها واحتلالها وفقًا لمخطط الفوضى الخلاقة الصهيوأمريكى الغربى المزعوم فى منطقة الشرق الأوسط، وكذا علمًا بأن ظاهرة الإرهاب ليس لها دين ولا وطن ولا أرض ولا هوية ولا انتماء، كما أن الإرهاب ليس له تعريف دولى ثابت وراسخ يمكن الاسترشاد به، كما تعددت مظاهر وحركات الإرهاب وكان أخرها وليس بدايتها أو نهايتها هى تنظيم داعش الإجرامى الإرهابى الدموى المتطرف المتمركز والمتحرك فى بلاد الشام والعراق والمتشعب فى جميع دول المنطقة العربية والإسلامية وهذا التنظيم الإرهابى قد خرج من رحم أزمات وصراعات وتفكك وإنهيار بلاد الشام والعراق، فالواضح أن تنظيم داعش الإرهابى هو وليد منطقة بادية الشام والعراق وهى مناطق امتداد أعراق وأطياف قبائل سورية والعراق والسعودية والأردن، كما أن هذا التنظيم المتطرف هو وليد مظاهر التهميش والإقصاء والإهمال والإضطهاد من الدول الوطنية والمركزية فى بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية، كما أن الدول الخارجية قد ساهمت ودعمت تنظيم داعش المتطرف لتحقيق أغراض تلك الدول الإستعمارية فى المنطقة العربية والإسلامية، من هنا نتساءل هل الإرهاب هو وليد فكرة أو عقيدة أو انتماء أو وليد مخطط تخريبى أو إستعمارى محلى أو إقليمى أو دولى؟ أم هل الإرهاب هو فعل أم رد فعل؟ أم هل الإرهاب هو المظهر الجديد للجيل الخامس من الحروب بين الدول؟ أم ماذا يكون الإرهاب؟ وما هى آليات مواجهة ظاهرة الإرهاب والقضاء على منابعها وجذورها وأمراضها الخبيثة والضارة والمضرة للبشرية جميعها؟، ومتى نقتلع جذور وسموم الإرهاب بجميع أشكالها ومظاهرها من بلادنا العربية والإسلامية ومن سائر دول العالم؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة